تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نحو منهج إسلامي في الأدب والنقد]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[03 - 09 - 2006, 08:19 م]ـ

الأدب الإسلامي .. إنساني يؤصل القيم الفاضلة

(نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد) كتاب خطّه قلم الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا، وقدم له فضيلة الشيخ أبو الحسن الندوي في طبعته الرابعة التي بين أيدينا، وهو من طبع دار الأدب الإسلامي التي أسسها نجلا المؤلف. يقول الشيخ الندوي في مقدمته: “يعد كتاب الدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا كتابا أساسيا لتفهيم مذهب الأدب الإسلامي، وتطوره، وموقفه إزاء الكون والحياة والإنسان، والمقارنة بينه وبين المذاهب الأدبية التي نشأت في مختلف فترات التاريخ، وكانت تعبيرا عن تجارب الحياة من عهد نشوئها، أو عن ميول أصحابها وطبائعهم، ونشأتهم في بيئات خاصة، وهي تمثل جانبا من الحياة، وفيها إيجابيات وسلبيات. وعندما يمر دارس بالمقارنة مع هذه المذاهب يظهر له المذهب الإسلامي كمذهب إنساني يسير مع الحياة من دون أن تطغى عليه ميول أو أحداث خاصة، فيحمل الأدب الإسلامي صلاحية الخلود والنماء ومسايرة الحياة أكثر من أي مذهب أدبي آخر، وما يميزه عن غيره أنه مذهب رائد ومذهب قيادي وليس بمذهب تبعي له منزع خاص”.

ثم يقول متحدثا عن ريادة الباشا: “إن هذا الكتاب يرشد إلى الطريق الذي يجب أن يسير عليه الأدباء الإسلاميون وهو مجهود أساسي، وقد صدرت بعد ذلك كتب، وستصدر كتب أخرى، ولكن فضل المتقدم والمبدع في الأدب فضل لا ينسى، ولا يفقد قيمته مهما تقدم الأدباء والباحثون”.

يبدأ المؤلف كتابه بفصل عن (موقف الإسلام من الأدب والشعر من خلال الكتاب والسنة) فهذا هو الأساس الذي نعرف منه نظرة الإسلام للأدب عامة وللشعر خاصة، وفيه القواعد الأساسية لهذا الفن المهم في مادته، الخطير في تأثيره، ويعرض لنا الكاتب في هذا الموقف مجموعة من الحقائق التي تبين لنا نظرية الأدب الإسلامي. فإن الإسلام اهتم بالشعر والأدب، وهو في الوقت نفسه قد أحدث تغييرا كبيرا في وظيفة الأدب فارتقى به من مجرد متعة يستمتع بها الناس في نواديهم إلى فن ذي غاية عليا يصل إلى مرتبة الفريضة ويكون ضربا من ضروب الجهاد.

وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عن الشعراء الذين ردوا على المشركين: “إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضحُ النبل”.

فالشعر في الإسلام هو كالكلام، فخيره يأخذ حكم الكلام الحسن، وشره يأخذ حكم الكلام السيئ، والكلمة ذات أثر كبير لا يجوز التهوين من قدره ولا استصغار شأنه.

المذاهب الغربية

ثم ينتقل مؤلفنا إلى فصل جديد بعنوان: (أهم المذاهب الأدبية عند الغرب وموقف الإسلام منها) ويقف عند المدارس التالية: الكلاسيكية، الرومانتيكية، الواقعية الأوروبية، الطبيعية، الفن للفن، الرمزية، الوجودية. يقف المؤلف أمام كل مذهب منها، ويعرض الأسس والمبادئ الأساسية له، ويردفها بفصل بعنوان: (نظرة إسلامية في المذهب ... ) ويبين فيها أوجه الخلاف بين الإسلام وهذه المذاهب.

ثم يصوغ المؤلف فصلا بعنوان: (المذهب الأدبي الذي نسعى له) حيث يوضح حقيقة المذهب الإسلامي في الأدب، فإن كل تيار فكري أو اجتماعي يتخذ له من الأدب منبرا، ويغذيه بمبادئه، ويقيمه على دعائمه، ويصوغ منه أفكار أتباعه ونفسياتهم، فإن للكلمة سحرها، والمسلمون قد اعتمدوها في إيصال الدعوة وفتح القلوب. والمسلمون بأعدادهم الكبيرة وأفكارهم الهادفة يتميزون عن كل تلك المذاهب السائدة التي تخالف نظرة دينهم ومسار حياتهم، فهم بحاجة ماسة إلى أدب خاص يتلاءم مع كل ذلك، ويعبر عنه، ويقدم البديل المناسب عن الأدب الشائع الذي يموج بضلالات وانحرافات عقدية وخلقية تثير الغرائز وتنشر الفساد وتغرس الشبهات. وعلى هذا الأدب أن يكون هادفا وممتعا رحبَ الآفاق يشمل الإنسان بعواطفه وأشواقه، وآماله وآلامه، وحسناته وسيئاته، ودنياه وآخرته.

ثم يفرد الكاتب فصلا عن التصور الإسلامي للخالق والمخلوقات، ويتناوله في ثلاثة مباحث تبين (التصور الإسلامي للخالق عز وجل، والكون، والإنسان).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير