[التكرار اللفظي في القرآن]
ـ[باقر عبد]ــــــــ[16 - 07 - 2006, 12:41 ص]ـ
:::
تأليف:
تركي بن الحسن الدهماني
{الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرُ منه ُجُلودُ الذين يخشونَ ربهُم ثُم تلين جُلُودهُُم وقلوبُهم إلى ذكر الله ذلكَ هُدى الله يهدي به من يشاءُ ومن يُضِللِ الله فمَا لهُ من هادٍ} (الرمز: 23).
الإهداء
إلى أمي رحمها الله تعالى التي علمتني واعتنت بي طيلة طفولتي من معاناة المرض.
إلى أبي يحفظه الله تعالى الذي ما فتئتُ أنهلُ من دعواته الطيبة , ولفتاته الحانية.
أقدم لهما هذا الكتاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الكتاب:
• الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيد الأنام والمرسلين , محمد بن عبد الله وآله الطيبين وأصحابه أجمعين ومن تابعهم إلى يوم الدين أما بعد:
فهذا البحث موضوعه تكرار اللفظ في القرآن الكريم والحقيقة ما اخترت هذا الموضوع مجرد اختيار عابر , كلا وإنما حباً في التزود من العلم ,فأنا طالب علم , وقد وجدتُ في نفسي حباً للبحث , وخير البحث بحث ما في علوم القرآن , وكنتُ آمل أن أجد الفائدة مما أخذه من هذا البحث , فلله الحمد والمنة أفدت الكثير من الفوائد الجمة , ولا ريب كوني قد اعتدتُ في عملية البحث منذ زمن بعيد , ولهذا ما رأيتُ من المشقة الكثير بيد أن البحث عن الكتب التي تعينني أخذ الكثير وهذا أمر لا غرابة فيه , وكان من الكتب التي أعنتني كثيراً في الأخذ منها , وكان أهمها هي:
1 المعجم المفهرس لألفاظ القرآن.
2 المباحث في علوم القرآن.
3 دراسات قرآنية.
4 المعجزة الكبرى القرآن.
5 مناهل العرفان في علوم القرآن.
6 الإتقان في علوم القرآن.
7 لغة الأرقام في القرآن.
وهذا الموضوع الذي اخترته أحد فروع علوم القرآن , التي لأبد من البحثُ فيه ودراسته , وما أظن إلا ظناً أني قدمت الكثير بل القليل مما أخرجته في هذا البحث.
والله أسأل العون والتوفيق.
تركي الحسن الدهماني
الخميس 24\ 5\1424هـ
المبحث الأول: ألفاظ القرآن وحروفه
مما أختص به القرآن أنه ذو ألفاظ في غاية الدقة والأحكام , ولا غرابة في ذلك فهو كلام الله تعالى المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , غير ذي عوج , قد أكتمل فيه كل شيء , بل إنه المعجزة الكبرى الباقية منذ الوحي وحتى وقتنا هذا , وإلى ما شاء الله إلى يوم الدين. فجمال الكلمة في القرآن: " يتمثل في تضاعيف كلام كثير وهي غرة جميعه ,وواسطة عقده , والمنادي على نفسه بتميزه وتخصصه برونقه وجماله واعتراضه في حسنه ومائه "1 ولما في هذا اللفظ حين يجتمع مع الألفاظ الأخرى ففيه " إشعاع نوراني يتضافر مع جملته ويساعد بعضه بعضاً في المعاني العامة للأسلوب والعبارات الجامعة , وأن العبارات مجتمعة يساعد بعضها بعضاً "2 ويقول عبد القادر الجرجاني: " ينبغي أن ينُظر إلى الكلمة قبل دخولها في التأليف , وقبل أن تصير إلى الصورة التي بها تكون الكلم إخباراً وأمراً ونهياً , واستخباراً وتعجباً , وتؤدي في الجملة منىً من المعاني التي لا سبيل إلى إفادتها , إلا بضم كلمة إلى كلمة , وبناء لفظة على لفظة. هل يتصور أن يكون بين اللفظتين تفاضل في الدلالة حتى تكون هذه أدل على معناها الذي وضُعت له من صاحبتها على ما هي مرسومة "3 ويضف رحمه الله: " هل يقع في وهم وأن جهد أن تتفاضل الكلمتان المفردتان , من غير أن ينظر إلى مكانٍ تقعان فيه من التأليف والنظم بأكثر من أن تكون هذه مألوفة مستعمله وتلك غريبة وحشية , أو تكون حروف هذه أخف , وامتزاجها أحسن , ومما يكُد اللسان أبعد؟.
وهل تجد أحداً يقول: " هذه اللفظة فصيحة " إلا وهو يعتبر مكانها من النظم , وحُسن ملائمة معناها لمعاني جاراتها وفضل مؤانستها لأخواتها.
وهل قالوا: " لفظة متمكنة ومقبولة , " وفي خلافة "قلقة , ونابية , ومستكرهة " إلا وغرضهم أن يعبروا بالتمكن عن حسن الاتفاق بين هذه وتلك من جهة معناهما , وبالقلقة والبناء عن سوء التلاؤم , وأن الأولى لم تلق بالثانية في معناها , وأن السابقة لم تصلح أن تكون لفظاً للتالية في مؤادها.
¥