تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ألا يا مستعير الكُتْبِ دعني =فإن إعارتي للكُتْبِ عارُ

ـ[ابن النحوية]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 04:07 م]ـ

كتب الأديب الكبير علي الطنطاوي رحمه الله في معرض حديثه عن المقترضين المماطلين: " ومثل هؤلاء المقترضين الأفاضل مستعيرو الكتب، أولئك الذين تركوا في قلبي غصصًا حلفت بعدها بموثقات الأيمان أني لا أعير أحدًا كتابًا، ولم أنج مع ذلك منهم، ولم يُرَدَّ لي إلى الآن كتاب (كشف الظنون) الذي نسيتُ من استعاره مني منذ إحدى عشرة سنة.

ولهؤلاء المستعيرين نوادر شهدتُ منها العجب، منها أن استاذًا محترمًا في قومه جاءني مرة يلتمس إعارته جزءًا من تفسير الخازن من خزانة كتبي؛ ليراجع فيه مسألة، ويرده إلي عاجلا، ففعلت وانتظرت أربع، أربع سنوات والله، ثم ذَكَّرتُهُ به فغضب وقال: لإيش العجلة يا أستاذ؟ لم أراجع المسألة بعد.

وأنكى منه المستعير المحقق المدقق الذي يرى في الكتاب موطنًا يحتاج إلى تعليق، قيكتب التعليقة التي يفتح الله بها عليه على هامش كتابك بالحبر الصيني الذي لا يُمحَى ولا يُكْشَط، ويذيلها باسمه الكريم!

وشرٌّ من هؤلاء جميعًا الثقيل الذي يتظرَّف ويتخفَّف فيرى أنه من الظَّرَف سرقةَ الكتب، فإذا زارك وتركته في المكتبة وخرجت؛ لتأتيه بالقهوة والشاي أخذ كتابًا فدسَّه تحت إبطه، أو وضعه في جيبه ثم ذهب به وأنت لا تدري، وآخر ما وقع لي هنا أنه كان عندي دفتر كبير مكتوب كله بخطي، فيه ما سمعته من الدروس في علم النفس لما كنت في شعبة الفلسفة سنة 1929، فقدته من غرفتي في داري في مكة التي لا أدخلها إلا خاصة أصدقائي، وكان ذلك نحو سنة 1401 أو 1402 "

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 05:32 م]ـ

أضحك الله سنك ابن النحوية

أما هذه

فإذا زارك وتركته في المكتبة وخرجت؛ لتأتيه بالقهوة والشاي أخذ كتابًا فدسَّه تحت إبطه، أو وضعه في جيبه ثم ذهب به وأنت لا تدري

فعجيبة من العجائب!!!

ولعله مقام إيراد هنا، فقد قيل: " أحمق من يعير كتابا، وأحمق منه من يرده "

ـ[أنا البحر]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 06:10 م]ـ

بورك فيك أستاذنا ابن النحوية على هذا النقل المفيد, ورحم الله الأديب الشيخ على الطنطاوي.

ولشيخنا أبي سارة موضوع ذكر فيه معاناته في إعارة الكتب, تجدونه هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=2992)

ـ[معالي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 06:53 م]ـ

هذه معاناة يعيشها الكثير، والأمة الفقيرة منهم، على قلة بضاعتها.

وأشهد أن بعض الكتب نسيتُ من استعارها مني!

وأحد مجلدات إعراب القرآن وصرفه وبيانه أعرته إلى إحدى الأخوات منذ 3 سنوات، وقامت -عفا الله عنها- بردّه عبر وسائط متعددة أفقدتني الكتاب، ولا زال عندي أمل في عودته إلى إخوانه!

أعجب من أحد أساتذتنا، يملك مكتبة عظيمة بحق، إلى درجة أنه بنى مبنى خاصًا بها على جانب الطريق المؤدي إلى الطائف، وهو يجمع فيها النفائس من كتب ومخطوطات ورسائل علمية وحوليات ومجلات علمية، في نسخها الأصيلة أو مصورات منها، ولزم للوقوف على أمرها والعناية بها أن يعين عاملا مختصًا، وقد فعل.

ثم هو، بعد ذلك، لا يتردد في إعارة أي طالب ولو لم تربطه به معرفة سابقة، ويكفيك الاتصال به فقط لتصل إلى بغيتك!

لا أشك في أنه تعرّض لمثل هذا، ومع ذلك فلا زال العطاء مستمرًا!

زاده الله من فضله.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 12:25 ص]ـ

السلام

يكفي

لا تثيروا غضبي

فقد فقدت أكثر من300 كتاب عن طريق الإعارة , أما الآن فقد أصبحت بخيلا

فمن جاء ليستعير ((من القلة الباقية)) أصور له ما يشاء

ـ[قريع دهره]ــــــــ[02 - 12 - 2006, 01:13 م]ـ

حتى أنت تشكو من إعارة الكتب؟

إني حلفت برب البيت والحرم = هل فوقها حلفة ترجى لذي قسم؟

أن لا أعير كتاباً فيه لي أرب = إلا أخا ثقة عندي وذا كرم

قرأت قصة طريفة في كتاب محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني سأوردها لكم:

قال الشيخ أبو القاسم رحمه الله: كتبت إلى أبي القاسم بن أبي العلاء أبياتاً أستعير منه شعر عمران بن حطان، وضمنتها أبياتاً لبعض من امتنع من إعارة الكتب إلا بالرهن، وأبياتاً عارضها بها أبو العلي بن أبي العلاء في مناقضته فقلت:

يا ذا الذي بفضله = أضحى الورى مفتخره

أصبحت يدعوني إلى = شعر ابن حطان شره

فليعطنيه منعما = عارية لأشكره

مقتفياً والده = ألبس ثوب المغفره

عارض من أنشده = إذ رام منه دفتره

هذا كتاب حسن = قدمت فيه المعذره

حلفت بالله الذي =أطلب منه المغفره

أن لا أعير أحداً = إلا بأخذ التذكره

بنكتة لطيفة = أبلغ منها لم أره

فقال والقول الذي = قد قاله وحبره

من لم يعر دفتره = ضاقت عليه المعذره

يقبح في الذكر وفي = السماع أخذ التذكره

ما قال ذاك الشعر = إلا ماضغ للعذره

فامنن به مصطفياً = سلوك طرق البرره

فأجابني بأبيات منها:

حبّر شعراً خلتني = أنشر منه خبره

يريدني فيه على = خليقة مستنكره

مستنزل عن عادة = عودتها مشتهره

لا أقبل الرهن ولا = تذكر عندي تذكره

ولو حوت كفي بها = فضل الرضا والمغفره

كان لشيخي مذهب = من مذهبي أن أهجره

خالفت فيه رسمه = معفياً ما أثره

ولو أتاني والدي = من بيته في المقبره

يروم سطراً لم يجد = ما رامه وسطره

كم أكره أن أعير أحداً كتاباً

ولكن أخجل أن أرده خائباً ..

جميع المشاركين في هذا الموضوع مشرفين ..

لذلك سأكون دخيلاً بينكم:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير