تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قراءة في كتاب ودعوة لتبادل الآراء، ..]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[12 - 10 - 2006, 11:12 م]ـ

كتاب نهاية اسرائيل:

كنت سابقا أعتقد – كما كان وما زال – يعتقد عامة المسلمين اليوم، أن الطريق إلى تحرير القدس، ستكون بالوحدة العربية، وهذا بلا شك ضرب من الخيال. أو بالعودة إلى الإسلام وقيام الخلافة الإسلامية، وهذا أيضا أمر بعيد المنال، والواقع لا ينبئ بذلك، واليهود الآن يسيطرون على مجريات الأمور، أكثر مما نسيطر على زوجاتنا وأولادنا، فهم يراقبون ويُحاربون، أي جسم مسلم أو عربي، تحول من حالة السكون إلى الحركة، وكل المحاولات الإسلامية والقومية العربية النهضوية، وُئدت واشتُريت وبيعت في سوق النخاسة، فلا أمل في المنظور القريب، حسب ما نراه على أرض الواقع.

وأما إسرائيل فعلى ما يبدو أنها ستبقى جاثمة فوق صدورنا، تمتص دماء قلوبنا وتعدّ عليها نبضاتها، لتثبت للعالم أننا ما زلنا أحياء؟! والعالم يأتي وينظر ويهزّ رأسه موافقا ويمضي مطمئنا، نعم إنهم ما زالوا أحياء! وكأن العالم ينتظر منا أن نموت أو نفنى، فيستيقظ يوما ما فلا فلسطين ولا فلسطينيون، ليرتاح من تلك المهمة الثقيلة والمضنية، التي رُميت على كاهله – وكأنه بلا خطيئة اقترفتها يداه – كي يرتاح من مراقبة طويلة، لعملية احتضار شعب أُدخل إلى قسم العناية الحثيثة، منذ أكثر من50 عاما وما زال حيا.

وبالنظر إلى الواقع – قبل ثلاث سنوات – ولغاية هذه اللحظة، فإنك تراه يقول بأن إسرائيل ستبقى. ولكن الأحاديث النبوية الشريفة ترفض ما يقوله الواقع، وتؤكد زوالها قبل ظهور المهدي والخلافة الإسلامية، ولكن كيف؟ ومن؟ ومتى؟ وللإجابة على هذه الأسئلة كان لا بد من البحث، ومن هناك وقبل ثلاث سنوات تقريبا كانت البداية.

ما يملكه عامّة المسلمين في بلادنا من معتقدات فيما يتعلّق بتحرير فلسطين، يتمحور حول ثلاثة عبارات تقريبا، هي: أولا؛ عبارة " شرقي النهر وهم غربيه " المشهورة لدينا بين فلسطينيي الشتات، وثانيا؛ عبارة " عبادا لنا "، وثالثا؛ عبارة " وليدخلوا المسجد ". والتفسيرات المعاصرة لهذه العبارات في مجملها، حصرت التحرير بقيام الخلافة الإسلامية، حتى أصبحت من الأمور العقائدية، ويؤمن بصحتها الكثير من الناس إن لم يكن الأغلبية العظمى.

أما حديث لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ويا مسلم يا عبد الله، الذي غالبا ما نتدواله، فهو يتحدث عن مسلمين حقيقيين لن يتوفروا في ظل هذه الأجواء على المدى القريب، أو يتحدّث عن خلافة إسلامية، ومما أعلمه أن الخلافة الإسلامية لن تكون إلا بظهور المهدي، وخلاف ذلك لم أجد في السنة النبوية من الأحاديث ما يشير إلى هذه الفترة، فهي مغيبة تقريبا إلا من حديث هنا أو هناك.

في النصف الثاني من عام 1998م، ومن خلال البحث الأولي في العديد من المصادر أمسكت ببعض الخيوط، التي قادتني بدورها إلى الآيات التي تحكي قصة العلو والإفساد اليهودي في سورة الإسراء، فطفقت أسبر معاني ألفاظها وعباراتها وتركيباتها اللغوية، فتحصلّت على فهم جديد لآيات هذه السورة، يختلف تماما عن معظم ما تم طرحه سابقا، ومن خلال هذا الفهم استطعت الإجابة على معظم تساؤلاتي، وتساؤلات أخرى كانت ترد في ذهني، بين حين وآخر أثناء كتابتي لهذا البحث.

عادة ما كنت أطرح ما توصلت إليه شفاها أمام الآخرين، وغالبا ما كانت أفكاري تُجابه بالمعارضة أحيانا بعلم وأحيانا من غير علم، وغالبا ما كان النقاش يأخذ وقتا طويلا، وكان هناك الكثير ممن يرغبون بالمعرفة، كل حسب دوافعه وأسبابه الخاصة، وكانت الأغلبية تفاجأ بما أطرحه من أفكار، فالقناعات الراسخة لدى الأغلبية، مما سمعوه من الناس أو وجدوه في الكتب، والواقع الذي يرونه بأم أعينهم يخالف بصريح العبارة ما أذهب إليه.

والمشكلة أن الأمر جدّ خطير، فالواقع الجديد والمفاجئ الذي سيفرض نفسه بعد عدة شهور، عندما يأتي أمر الله ولا ينطق الحجر والشجر بشيء! كما كانوا يعتقدون سيوقع الناس في الحيرة والارتباك، لتتلاطم الأفكار والتساؤلات في الأذهان تلاطم الموج في يوم عاصف؛ ما الذي جرى؟ وما الذي يجري؟ وما الذي سيجري؟

لذلك وجدت نفسي ملزما بإطلاع الناس على ما تحصّلت عليه، وعلى نطاق أوسع من دائرة الأقارب والزملاء. وبالرغم من محدودية قدراتي وتواضعها إلا أني حاولت جاهدا، أن أصهر كل ما توصلت إليه مما علّمني ربي في بوتقة واحدة. تمثّلت في هذا الكتاب الذي بين أيديكم، في أول محاولة لي للكتابة، كمساهمة متواضعة في الدعوة إلى الله ونصرة لكتابه الكريم قبل أن يوضع على المحك، عندما يتحقّق أحد أعظم الأنباء المستقبلية بشكل مخالف، لما اعتادوا أن يسمعوه من آراء وتفسيرات كثرت في الآونة الأخيرة، تتناول ما تُخبر عنه سورة الإسراء من إفساديّ بني إسرائيل.

كما وحاولت جاهدا أن أقدم هذا الكتاب في أسرع وقت ممكن، بعد أن تأخرت سنتين وأكثر شغلتني فيها مشاكل الحياة الدنيا ومصائبها، عن إخراج هذا الكتاب إلى حيّز الوجود، ومن ثم لأسعى لإيصاله إلى أكبر عدد من أمة الإسلام، لعله يجد فيهم من يلق السمع وهو شهيد.

فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي، ولا حول ولا قوة إلا بالله

خالد عبد الواحد

20/ 07 / 2001 ـ 29/ 04 / 1422

قال تعالى

(فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ، فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير