تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

توجهوا إلى مكتبة فيها مخطوطات للبحث عن الجديد من العناوين والكتب وأظنها مكتبة حلب على ما أتذكر، يقول الأنصاري: ومن الطرائف أنّ أول كتاب فهرسناه بعد ذلك الحادث المروع هو كتاب المحدث الكبير ابن أبي الدنياء والذي عنوانه (من عاش بعد الموت) فكان عنوان الكتاب دالاً على وضعنا فكأنّنا عشنا بعد الموت.

وكتاب ابن أبي الدنياء هذا مطبوع متداول وهو يتحدث عن من كتبت له حياة جديدة وهذا موضوع معروف ورد فيه نصوص شرعية وقصص وأخبار يجدها القارئ في هذا الكتاب.

وغير بعيد عن حماد الأنصاري وعشقه للكتب وأنّه ممن عاش بعد الموت، يعرف محبو الكتاب في مدينة الرياض الأستاذ أحمد كلاس والشهير بالوراق اليمني (وُلد 1350 هـ) والذي يمتهن بيع الكتاب النادر والمخطوط والمستعمل منذ أكثر من أربعة عقود، ولا يزال يواصل ركضه في هذا المجال بجد واهتمام، وقد صاحب رحلته الأخيرة إلى اليمن لجلب الكتب والمخطوطات إشاعة كبيرة بوفاته ساعد عليها كبر سنِّه واعتلال صحته وعدم تواصله هاتفياً مع الآخرين، فلم يكن حديث لدى الباحثين سوى وفاته؛ ويقول كلاس: ولم أتحقق من جدية الموضوع وسريان الشائعة في كلِّ الأوساط إلاّ بعد أن كثرت الاتصالات من السعودية واليمن ومصر وغيرها معزية في، فكان من أول ما فعله أن اتصل بكاتب هذه السطور ليوضح له أنّه ما زال حياً!!

ويقول بعض الظرفاء إنّ أكثر المستفيدين من هذه الشائعة هو كلاس نفسه لأنّه مع سريان شائعة وفاته الكثير ممن لهم تعامل معه شخصي أو تجاري تعاملوا مع خبر وفاته بأن سامحوه وتنازلوا عن حقوقهم المادية والمعنوية معه (!!)

وفي الأسبوع الماضي نشرنا في وراق الجزيرة خبراً مفاده أنّ الدكتور محمد رجب البيومي عالم التراجم المصري توفي، وهو شخص له حضوره في كتابة التراجم وقدّم للمكتبة العربية الكثير من الكتب والدراسات المهمة في هذا المجال وكان الذي زوّدنا بالخبر الأستاذ محمد بن عبد الله آل رشيد وهو مؤلِّف له حضوره الكبير في مجال التراجم وتربطه علاقة جيدة بالمتوفى (!)، وفي يوم النشر نفسه تلقّيت اتصالاً هاتفياً من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الربيعي من أكثر المعنيين بالكتاب وجمعه يؤكد لي أنّه قبل دقائق كان على اتصال هاتفي بالدكتور محمد رجب البيومي وأنّه ما زال على قيد الحياة؛ وتبع هذا الاتصال اتصال آخر من الأستاذ سعد العتييبي يوضح أنّ البيومي ما زال على قيد الحياة (!) لكن وبمكالمة أخرى من الأستاذ سعد العتيبي وضح لي أنّ هناك لبساً في الاسم وهو أنّ المتوفى محمد الفيومي وليس محمد البيومي وهو لا يقل شهرة ومكانة علمية عن البيومي فهو مؤلِّف له مشاركاته التراثية، وفي الوقت نفسه هو عضو في مجمع اللغة العربي (!)

هذان الموقفان اللذان حصلا لكاتب هذه الأسطر في أقل من شهر، كما أنّهما أكدا لي أهمية التثبُّت من أي خبر وعدم الانسياق وراء الشائعات، لكن الحقيقة التي لا بد من تكرار الحديث عنها أنّه إذا لم تصح سريان شائعة وفاة شخص فليس معنى ذلك أنّه لن يموت والفائدة الكبرى من مثل هذه المواقف أنّ الإنسان يكتب له عمر ثانٍ بعد موته بما يقدمه للآخرين من نتاج وعمل يؤثر إيجاباً في الآخرين.

للتواصل

[email protected]

الرابط

http://213.136.192.26/2006jaz/jul/9/wo1.htm

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير