تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

10. «ففعل الفلسطينيون كذلك، وأخذوا بقرتين مرضعتين وشدّوهما إلى المركبة وحبسوا عجليهما في البيت ووضعوا تابوت الرب على المركبة مع الصندوق والفئران الذهبية وأمثلة بواسيرهم. فتوجهت البقرتين رأسا على طريق بيت شمس، وكانتا تسيران على الطريق نفسه وهما تخوران في مسيرهما، ولم تحيدا يمنة ولا يسرة، وأقطاب الفلسطينيين يسيرون وراءهما إلى حدود بيت شمس.

وكان أهل بيت شمس يحصدون حصاد الحنطة في السهل، فرفعوا عيونهم وأبصروا التابوت ففرحوا لرؤيته. وأتت المركبة حقل يشوع الذي من بيت شمس ووقفت هناك. وكان هناك حجر كبير فشققوا خشب المركبة وأصعدوا البقرتين محرقة للرب. وكان اللاويون قد أنزلوا تابوت الرب والصندوق الذي معه والأدوات الذهبية ووضعوه على الحجر الكبير.

فأصعد أهل بيت شمس محرقات وذبحوا في ذلك اليوم ذبائح للرب. وأما أقطاب الفلسطينيين الخمسة فرأوا ورجعوا من يومهم إلى عقرون .... وضرب الرب أهل بيت شمس لأنهم نظروا إلى ما في تابوت الرب، وقتل من بين الشعب سبعين رجلا، وكانوا خمسين ألف رجل. فحزن الشعب لأن الرب ضرب الشعب هذه الضربة الشديدة.

وقال أهل بيت شمس: «من الذي يقدر أن يقف أمام الرب الإله القدوس هذا وإلى من يصعد بعيدا عنا؟» وأرسلوا رسلا إلى سكان قرية يعاريم وقالوا: «قد ردّ الفلسطينيون تابوت الرب، فانزلوا وأصعدوه إليكم». فأتى أهل قرية يعاريم، واصعدوا تابوت الرب وأدخلوه بيت أبيناداب في الأكمة وقدّسوا أليعازر ابنه لأجل حراسة تابوت الرب».

2 صم 5 - بعد حوالي 60 عاما، أصبح داؤود ملكا واستولي على القدس فأتى قرية يعاريم ليأخذ تابوت العهد. 2 صم 6، 1 فنقله في احتفال مهيب إلى القدس فأضحت المدينة بذلك المركز الديني لإسرائيل. يحتوي نص لوقا (1، 39 - 56) الذي يروي حادثة نزول مريم الحامل بالرب يسوع في رحمها إشارة إلى حادثة نقل تابوت الرب. وقد أطلق آباء الكنيسة والليتورجيا على مريم لقب «تابوت العهد».

القرن الأول: في العصر الروماني، أقيم في هذا الموقع جنود الفرقة العاشرة لحماية طريق يافا - القدس. القرن الخامس: - في الحقبة البيزنطية بنى المسيحيون في المكان كنيسة كرسوها للعذراء مريم «تابوت العهد». القرن السابع: في الحقبة العربية، أقيم قرب نبع المياه حصن لحماية العربات المسافرة.

القرن الثاني عشر: في أيام الصليبيين اعتقدوا أن هذا المكان هو موضع عمواس الإنجيلية وذلك بسبب موقعها من القدس وينبوع الماء فيها (أنظر عمواس). وبنت فرقة «المضيافين» (وهي إحدى الفرق التي أسسها الصليبيون لتقوم بمهمات دفاعية) كنيسة ما زال بناؤها المعماري محفوظا إلى اليوم.

وقد بنيت الكنيسة فوق خزان مياه اعتقد الصليبيون أنه «نبع عمواس» وهكذا تحول النبع إلى مغارة. ومن المرجح أن نجاة الكنيسة من الدمار على أيدي المسلمين كان سببها وجود هذا النبع. فقد كان تدمير الكنيسة معناه خراب عين الماء الوحيدة في القرية.

القرن التاسع عشر: فرض الشيخ أبو غوش - الذي قدم فلسطين من الحجاز - سيطرته على المنطقة المحيطة بهذا الموقع وأقام فيها صامدا في وجه القوات التركية وكان ينهب المسافرين المتّجهين إلى القدس. وارتبط اسمه الذي تحول إلى أسطورة بالمكان الذي أقام فيه. وأحفاده اليوم من أعيان البلدة.

زيارة الموقع:

في الموقع مزاران هما القرية والكنيسة الصليبية والكنيسة المكرسة للعذراء «تابوت العهد». الكنيسة الصليبية: تقع في أول القرية وهي ملك للدولة الفرنسية. بعد حرب كريميا ( Crimea) منح الأتراك ملكية القرية للامبراطور ناپليون الثالث. أما الكنيسة الحالية فقد أعيد ترميمها في نهاية القرن الماضي وما زالت تحافظ على البنية الهندسية للعصور الوسطى.

أما الرسوم فلا يظهر منها إلا آثار طفيفة. بنيت الكنيسة عام 1142 وهجرت في نهاية المملكة الصليبية وهي إحدى الكنائس القليلة التي ظلت قائمة من العصر الصليبي. و استعمل العرب الكنيسة بعد ذلك مأوى للحيوانات. ولما امتلك البندكتيون الكنيسة أضافوا إلى البناء ديرا صغيرا وكرسوه للنبي إرميا. ذكرى النبي مرتبطة بواقع أن حجاج القرنين الرابع عشر والخامس عشر كانوا يعتقدون خطأ أن المكان هو عناتوت وطن إرميا.

وبعد قيام بعثة الآثار الفرنسية بأبحاثها عثرت على أطلال قلعة صليبية وآثار استيطان بشري بالغ القدم.

في مغارة الكنيسة نجد نبع الماء. وقد تم استثماره بالتأكيد خلال الحقبات التاريخية، ويقوم بالقرب منه موقع عسكري منذ أيام الرومان. وخلال أعمال ترميم الكنيسة تم العثور على كتابات رومانية مع علامة X تحت الأساسات وهي تابعة للفرقة الرومانية العاشرة ( Vexellatio Legio Fretensis).

تقوم كنيسة العذراء «تابوت العهد» على الهضبة المطلة على أبو غوش ويشرف تمثالها الأبيض فوق سطح الكنيسة على المنطقة المحيطة. تقوم في المكان راهبات مار يوسف اللواتي يشرفن على بيت للمسنين. وبالإمكان مشاهدة فسيفساء الكنيسة البيزنطية. وقد عثر تحته على فسيفساء أخرى تعود على الأرجح إلى كنيس يهودي سابق. ويدعو العرب هذا الدير باسم دير أليعازر نسبة إلى أليعازر بن أبيناداب الذي وضع تابوت العهد في بيته وقام على حراسته.

(حاشية) أقامت الفرقة العاشرة الرومانية في القرية بعد احتلالها للقدس وتدميرها لها عام 70 ب. م. وبنت مستودع مياه فوق ينبوع المياه في أبو غوش.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير