تفكير طويل في العنوان
ونقل البيان عن أديب يوكسل، الكاتب التركي الأصل وأحد معتنقي مذهب القرآنيين وأحد المشاركين في المؤتمر، حيث سيترأس حلقة مناقشة عن الفكر الناقد في الاسلام " في هذا الجو الحالي تعتبر أمريكا أفضل الأماكن لعقد مثل هذا المؤتمر، إذ يمكن للمسلمين أن يعبروا بحرية عن آرائهم بدون الخوف من العقاب".
وقال البيان إن المنظمين قضوا وقتا طويلا من التفكير قبل الاستقرار على هذا العنوان غير المألوف. وأضاف قائلا: "قد يشعر بعض المسلمين بالإهانة بسبب هذا العنوان أو ربما يعتبروا ذلك سبا للإسلام. ليس ذلك غرضنا. لكن مع هذا ستعتبر هذه الردود وردود الأفعال مساعدة في إثبات وجهة نظرنا وهي انه على المسلمين أن يتخطوا تلك المشاعر من أجل أن يتمكنوا من مواجهة القضايا الحالية".
وفي حديثه لـ"العربية. نت" شرح د. أحمد صبحي منصور منهج الاصلاحيين بقوله "بدأت العمل في هذا الموضوع عام 1977 والآن توسعت حركة القرآنيين فترى فيها من هم من الهند وتركيا".
وأضاف "حركة القرآنيين توسعت كثيرا حاليا وتخطت الحواجز خاصة مع وجود الانترنت، وأقدرهم حاليا بـ10 آلاف دارس وباحث وكاتب".
وأكد أن الحركة الاسلامية التركية "بدأت حاليا تأخذ وجهة نظر الحركة القرآنية بشأن الأحاديث، حيث نقرأ أنهم يحاولون عمل نوع من التنقية لها، وهذه المرحلة بدأتها شخصيا عام 1977 ولكني انتهيت الى استبعادها كلها".
وبرر ذلك بقوله "عندما تقوم بعملية التنقية فهذا معناه الطعن في قدسية البخاري لأنه يناقض نفسه في الصفحة الواحدة مرتين، ومعنى أن تنزله من عليائه وتعامله كمؤلف فأنت اذن تحوله من دين إلى فكر، فإذا دخلت فيه سترى تناقضات".
بدأنا قبل 31 سنة
وقال د. منصور إن الحركة القرآنية "تعتمد على أن القرآن يشير إلى أنه لا حديث في الاسلام سواه، ولذلك نرفض نسبة الأحاديث للنبي ونقول عنها إنها كلام أو سنة البخاري وأنها نصوص بشرية، فما دام الله سبحانه وتعالي قال (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) فليس هنالك بعد ذلك أي اكمال، كأن يأتي البخاري بعد مائتي سنة ليكمل نقصا، ونرى في هذا اتهاما مبطنا منهم للرسول بأنه لم يبلغ جزءا من الدين وتركه لأبي هريرة وللبخاري ولغيرهم حتى عام 911 هجرية، كل منهم يزيد فيه".
وتابع "هذا نراه لا يصح فلابد أن يكون هناك فاصل بين الاسلام كدين انتهى بتمام الوحي وموت الرسول، وكل ما يحدث بعد ذلك هو فكر بشري يقوم به مسلمون، والخطأ الأكبر عندما ينسب هذا الفكر إلى الله عن طريق الحديث القدسي وإلى النبي عن طريق الحديث النبوي".
وأضاف د. أحمد صبحي منصور "لقد بدأنا كحركة اصلاحية عام 1977 عندما كنت أقوم بالتدريس في جامعة الأزهر، وبعد أن قبض علينا وتركت الأزهر عام 1987 أصبحنا مجموعة كبيرة من أساتذة جامعات ومحامين وغير ذلك، وازداد التعاطف معنا، وكنت قبلها أخطب في مساجد القاهرة وغيرها".
وتابع بقوله "الحركة القرآنية تتسع بعد كل اضطهاد يقع ضدي إلى أن جاء الاضطهاد الأخير وقبضوا على أقاربي في مصر في مايو 2007 وأفرج عنهم في اكتوبر من العام الماضي بعد سلسلة من التعذيب".
وقال "النظر للحركة الاسلامية يتم دائما على أساس أنها جسم واحد، بحيث تتداخل فيها أطياف مختلفة مع أن كلا منها يرجع إلى ما أسميه دينا أرضيا أو ملة ونحلة مختلفة".
الجذور التاريخية للقرآنيين
وأكد د. منصور الوجود التاريخي لحركة القرآنيين زاعما إنها "بدأت بالامام الشيخ محمد عبده المتوفى عام 1905، لكن تلميذه الشيخ رشيد رضا خان مبادئه، وتعاون مع السلفية وأحياها وهو أستاذ لحسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين".
واستطرد أن آثارا من مدرسة محمد عبده "ظلت باقية وآخر من كان فيها الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق الذي توفي في ستينات القرن الماضي وكنت لا أزال طالبا في التعليم الأزهري، وقبله الشيخ مرتضى المراغي شيخ الأزهر في الأربعينات، وكان شلتوت حينها مديرا لمكتبه".
وواصل د. منصور قائلا لـ (العربية نت) إن "الامام محمد عبده خرج عن السنة وعن التصوف، فقد انتقد البخاري وأنكر الشفاعة. عندنا ثلاثة اتجاهات أسميها أديانا أرضية وهي السنة والتصوف والتشيع".
¥