ثم ذكر العزاوي من جملة ((هذه التوضيحات العلمية)) .. خطأ نسبة كتاب ((حقائق التفسير)) إلى أبي الثناء، وألقى تبعة هذا الغلط على محقق كتاب ((غرائب الاغتراب)) ..
ونقول، إن ((غرائب الاغتراب))، طبع في بغداد، دون تحقيق، ولم يذكر على صفحاته الأولى اسم أحد – محققاً أو ناشراً – وإنما ذكرت العبارة التالية عليها: ((حقوق إعادة الطبع محفوظة لنجل المصنف المشار إليه حضرة الفاضل والعالم الكامل السيد أحمد شاكر أفندي الألوسي)).
وطبع طبعة واحدة في مطبعة الشابندر – بغداد – ولا نعلم بطبعة أخرى محققة له ..
والذي شجعنا على نسبة هذا الكتاب لأبي الثناء، هو أبو الثناء نفسه، حيث قال في ((غرائب الاغتراب)) الصفحة 431 ما نصه: ((وقد أثبت جميع ما كتب هؤلاء الأجلة في مجموعة لي سميتها ((دقائق التفسير)) اهـ. وذكر مثل هذا الكلام الأستاذ محمد بهجة الأثري في ((أعلام العراق)) الصفحة 31 وصرح أنه اطلع عليها عند شيخه الإمام محمود شكري الألوسي، وهي ضمن المجموعة الوسطى ..
وأخيراً كشف لنا الأستاذ محسن عبدالحميد في الصفحة 142 من كتابه ((الألوسي مفسراً)) المطبوع في بغداد، 1969م، وحقق نسبة الكتاب، إلى رجل اسمه ((مصطفى)) وكان كاتباً في المحكمة الكبرى في مدينة سلانيك وتم جمعها سنة 1085هـ، جمعها من رسائل ومباحث في علم التفسير .. وقد وقف على نسخة من هذه المجموعة محفوظة في خزانة المرحوم الأستاذ الشهم هاشم الألوسي في بغداد. وأفاد هذا من كلام للمرحوم الأستاذ منير القاضي كتبه تعليقاً على هذه المخطوطة ومؤرخاً في ((28 صفر من سنة 1383هـ، المصادف لليوم 20/ 7/1963م، والكلام ((موقع)) بقلم المرحوم القاضي ..
وقد أراد الأستاذ أن يبرهن على مقدرته ((العلمية)) وبراعته في التحقيق وطول باعه في التأريخ، حينما قال .. إننا ذكرنا سنة ولادة ((محمد أمين السويدي)) في أواخر المائة بعد الألف .. وبنى على هذا ((التصحيف)) الواضح كلاماً لا مبرر له .. وإلا كيف يصدق عاقل بمثل كلامه؟.
والمؤلف ذكر في ((المتن)) أن المترجم ولد في أواخر المائتين بعد الألف فكيف نأتي ونثبت تأريخاً يغاير ما ذكر المؤلف، والفرق بين الاشارتين مائة عام ..
ثم ذكر أن كتاب ((السهم الصائب)) ذكر بأسماء ثلاثة .. ونحن ذكرناها باعتبارها كتباً شتى .. وهذا أمر قابل الاحتمال ومتوقع الوقوع ..
وأما بصدد ترجيحنا عبارة ((وواظب على فرائضها .. )) في الصفحة 93 من الدر المنتثر، فالسبب واضح وهو أننا اعتمدنا نسخة ((الدروبي)) أما في التحقيق وأشرنا في الهامش عبارة ((في نسخة الآثار ووظائفها)) ولم نرجح واحدة على واحدة .. وما ذكرته في شأن التصوف وما يتعلق به .. فنحن ننصحك بادخاره لكتابك ((الموعود)) .. بغداد برج الأولياء .. ولسنا نرى ما يبرر ذكره في ((العرب)).
أما بشأن ترجمة ((ابن مشرف النجدي)) فنحن ذكرنا ما فيه الكفاية والغنى للقارئ وألقينا ((ضوءاً)) على ما اكتنف الترجمة من إبهام، واعترافنا بعدم وقوفنا على مصادر ترجمة للشاعر من المظان التي تناولت الأدب والأدباء في الجزيرة العربية، ليس معرّة، وإنما هو فضيلة ..
وقد كتب الأستاذ العزاوي نحواً من خمس صفحات من صفحات ((العرب)) في سرد الوقائع التأريخية، وهذا لا وازع له سوى التبجح والتعالم .. ! لأننا لم نرد كتابة تأريخ عام للجزيرة حتى نفصل القول في مناحيها .. ثم عقّب الأستاذ على كلامه آنف الذكر، إن شعر ابن مشرف مسخ في طبعه ((الدر المنتثر)) .. وراح يرشقنا بتهم عجيبة، وإن تعجب فعجب صدورها عن مثل الأستاذ الغزاوي ..
أخذ علينا ضبط كلمة ((جار بحكمه)) .. والتي وردت على غير وضعها الحقيقي، وهي من تصحيف الطباعة .. وهذا التصحيف لا ينجو من براثنه أحد وإن امتلك عيني هُدهد .. كما يقال .. اتهمنا بجهلنا بعلم ((الصرف)) .. وإن لم يكن تانخاً في هذا العلم – وإن تنخت نفسه – فإنه تجرأ علينا بمثل هذا الاتهام .. فوالله، لو طلب امثال الأستاذ العزاوي قبوله عندنا طالباً لقراءة هذا العلم لما فعلنا ..
¥