تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأعطيك في هذه المقدمة مثالين من ارتطاماته وجهالاته لتعلم أني لم أجاوز حد الإنصاف في كشف حاله، وبيان أمره، فأول ذلك أني سائلك:

ما قولك في العلامة النحوي جمال الدين ابن مالك الأندلسي، صاحب الألفية والتسهيل وغيرهما؛ أهو رجل مغمور لا يستحق أن نكتب له ترجمة في عدة أسطر فيمن نترجم لهم من أعلام المسلمين أم العكس وأنه هو إمام نحوي لغوي مشهور?

وإخالك تقول: بل هو إمام معروف مشهور، لا أحد يقول غير هذا!!

أقول: بلى والله، هذا العلاونة المؤرخ يقول ذلك ويزيد

فقد أخذ على الزركلي أنه ترجم لابن مالك فقد قال في كتابه (خير الدين الزركلي؛ المؤرخ الأديب الشاعر) في مآخذه على كتاب الزركلي ص/101

”3ـ ترجم لمجاهيل، أو ممن ليسوا بأحقاء بالترجمة .... والنوري 7/ 314، وابن مالك 6/ 233 “.

هذا المثال الأول، وعلق عليه بما تشاء، وأزيدك مضحكة أخرى

فأسألك ثانية: أتشك في كتاب الجرح والتعديل المطبوع، أنه لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)

ـ ولعلك تقول: لا يشك في ذلك عاقل ..

مهلا!! فإن الأستاذ العلاونة يقول في: نظراته ص/112 (27ع 1: أبو حاتم الرازي: محمد بن إدريس. لم يذكر أهم مؤلفاته " الجرح والتعديل" وهو كتاب كبير مطبوع مشهور)

ولا تعجب، فالعلاونة مؤرخ لا يبعد أن يقف على نسبته له في بطون بعض الأسفار التي لم نعرفها! وأين أنا وأنت، وما علمي وعلمك في جانب علم العلاونة ومعرفته!

وليس يخفى على أي طالب علم مبتدئ أن الكتاب المذكور لعبد الرحمن بن أبي حاتم المتوفى (327هـ)،

ولكن العلاونة يستدرك، ويقول بملء فيه هو لأبي حاتم بلا خجل، وهذا يعني أنه لم يطلع على هذا الكتاب أصلا، ولا عرفه، فضلا عن أن ينقل منه.

وهكذا يتمادى العلاونة في غلوائه، يجر ثوب خيلائه، لسان سليط، وادعاء عريض، وانتفاج واسع، مع أنه كثير الجهل، قليل الأدب، ضعيف المنة، مفلوج الحجة، جسور على النقد، سريع الخطو واسعه عند الرد.

وقبل الشروع في تعقب النظرات أود أن أنبه على خلل منهجي وقع للعلاونة في نظراته وتكرر عنده كثيرا؛ أقصد استدراكه على الزركلي فيما يخص رواة الحديث الذين ترجم لهم فيتعقبه بأن فلانا روى له أصحاب الكتب الستة أو الشيخان ونحو ذلك.

وانظر مثلا: النظرات ص/ 160 ـ 161 ترجمة الطيالسي،،وهشام ابن عروة، وهشيم بن بشير، وهقل بن زياد، وهمام بن منبه، والعوذي، وهناد، وأبو عوانة. وص/162 الحافظ الأموي، وابن آدم،

ولا أظن أن واحدا من أهل العلم بالحديث ورجاله سيرجع إلى الزركلي ليعرف أحوال الرواة جرحا وتعديلا، ومن روى الشيخان أو أصحاب السنة، ولا رأيت أحدا منهم يوصي بالرجوع إلى الزركلي في هذه المسائل? فالاستدراك على الزركلي في هذا لا داعي له، وهو فضول محض غير موفق.

ومن الأمور الجديرة بالتنبيه كذلك أن الزركلي يتجوز في العبارة في وصفه للمترجمين فمثلا يقول عن أبي عبيد الهروي وهو الإمام المحدث الفقيه، واللغوي الأديب 1/ 210 أحمد بن محمد (ت 401هـ)،? باحث من أهل هراة ?.

فهذا منهج اختاره الزركلي، ومشى عليه في كتابه، وهي تعكس قيمة المترجم له في نظره الخاص، و إلا فمثل هذه الأوصاف موجودة في المصادر التي ينقل عنها. وقد تعقبه العلاونة في مثل هذا الأمر أكثر من مرة، انظر مثلا: النظرات ص/40 السدي، و98 الفلاس، و116 غندر،

ومن الأمور الملاحظة كذلك: أن العلاونة كان يستدرك على الزركلي أشياء معروفة؛ كأن يختصر اسم شخص معروف كما هو عادة كثير من المؤلفين مثل: (ناصر الأسد) و (حمودي القيسي) فيتعقبه بأن الصحيح كذا، ويسرد اسمه كاملا، وكأن الزركلي كان لا يعرفه.

مثلا ذلك أن الزركلي 5/ 261 في ترجمة مالك بن الريب قال:? وللدكتور حمودي القيسي ?ديوان مالك بن الريب، حياته وشعره ـ ط ? فقال هو في النظرات ص/104معقبا: ?والصحيح: نوري حمودي القيسي ? لأن حمود (كذا) اسم أبيه ?.

أو كأن يذكر كتابا مختصرا عنوانه، أو يذكر موضوعه، كما هي عادة بعض المؤرخين فيتعقبه بأن العنوان الصحيح كذا وكذا ...

وقد قدم العلاونة لكتابه بمقدمة مطولة في حوالي 4 صفحات (5 ـ 8)، ويجيء بعدها كلام على كتاب الإعلام بتصحيح كتاب الأعلام للرشيد (9ـ 16) ثم شرع في سرد نقداته على الأعلام، من أجل ذلك سأتجاوز المقدمة والكلام على كتاب الرشيد إلى بداية كلامه مع الزركلي، إذ هو المقصود.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير