ثم نقل أبي حاتم الرازي قوله عن هذا (هذا الحديث منكر) وقال: وإنما أنكره والله أعلم لأنه من رواية العلاء بن إسماعيل العطار عن حفص بن غياث و العلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة.
قال مقيده – عفا الله عنه -:
و له علة أخرى ذكرها الحافظ. قال في لسان الميزان (4/ 182): (وخالفه عمر بن حفص بن غياث وهو من اثبت الناس في أبيه فرواه عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وغيره عن عمر موقوفا عليه وهذا هو المحفوظ والله اعلم).اهـ.
فعلى هذا لا يصلح شاهدا لحديث وائل بن حجر لما به من الضعف الشديد.
الخامس:
ما روي عن عمر أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 236) فقال: حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم أن عمر كان يضع ركبتيه قبل يديه.
قال مقيده – عفا الله عنه -:
و هذا إسناد ضعيف لأن إبراهيم بن يزيد النخعي لم يدرك عمر. و قد رواه حفص بن غياث فقال:ثنا الأعمش عن إبراهيم عن أصحاب عبد الله علقمة والأسود قالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خر بعد ركوعه على ركبتيه كما يخر البعير ووضع ركبتيه قبل يديه
أخرجه الطحاوي (1/ 256): حدثنا فهد بن سليمان قال ثنا عمر بن حفص ثنا أبي به. وإسناده صحيح.
وهو بهذا حجة على ابن القيم، لأن عمر قد خر على ركبتيه قبل يديه، وهو عينه بروك البعير كما صرح به علقمة و الأسود!
السادس:
ما أخرجه الطحاوي (1/ 256) من طريق الحجاج بن أرطاة قال: قال إبراهيم النخعي: حفظ عن عبد الله بن مسعود أن ركبتيه كانتا تقعان على الأرض قبل يديه.
قال مقيده – عفا الله عنه -:
ضعيف الإسناد: فيه حجاج بن أرطاة كثير الخطأ و التدليس.
السابع:
نقله إعلال الدارقطني و الترمذي و البخاري للوجه الأول من حديث أبي هريرة.
قال البخاري: محمد بن عبد الله بن حسن لا يتابع عليه.
وقال: لا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا.
وقال الترمذي: غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه
وقال الدارقطني: تفرد به الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي عن أبي الزناد.
قال مقيده – عفا الله عنه -:
حديث أبي هريرة هذا رواه عبد العزيز الدراوردي عن محمد بن عبد الله بن حسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا. أخرجه أبو داود (1/ 283) و الدارمي (1/ 347) و الدارقطني (1/ 345) و البيهقي (2/ 99) وتمام في الفوائد (1/ 290) من طرق عن عبد العزيز الدراوردي به.
ولم يتفرد به - كما ادعى الدارقطني والترمذي -، فتابعه عبد الله بن نافع فرواه عن محمد بن عبد الله بن الحسن بنحوه، وليس فيه الزيادة. أخرجه أبو داود (1/ 283) و النسائي (2/ 207) من طريق قتيبة قال حدثنا عبد الله به. وهذا إسناد صحيح.
قال المنذري – رحمه الله-: (ثم تفرد الدراوردي ليس مورثا للضعف لأنه قد احتج به مسلم وأصحاب السنن ووثقه إمام هذا الشأن يحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهما.
وأما قول البخاري محمد بن عبد الله بن الحسن لا يتابع عليه فليس بمضر، فإنه ثقة ولحديثه شاهد من حديث بن عمر وصححه بن خزيمة. قال ابن التركماني في الجوهر النقي: محمد بن عبد الله وثقه النسائي، وقول البخاري: لا يتابع على حديثه ليس بصريح في الجرح، فلا يعارض توثيق النسائي.اهـ. نقله المباركفوري في "التحفة" (2/ 122 - 123) وقال عقبه: (وكذا لا يضر قوله – يعني البخاري -:"لا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا"، فإن محمد بن عبد الله ليس بمدلس، وسماعه من أبي الزناد ممكن، فإنه قتل سنة 145 خمس وأربعين ومائة وهو بن خمس وأربعين، وأبو الزناد مات سنة 130 ثلاثين ومائة، فيحمل عنعنته على السماع عند جمهور المحدثين).انتهى.
وحديث عبد الله بن عمر المشار إليه هو ما أخرجه ابن خزيمة (1/ 318) و الحاكم (1/ 348) والدارقطني (1/ 344 – 345) و البيهقي (2/ 100) و الطحاوي في "شرح المعاني" (1/ 254) من طريق عبد العزيز الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر: أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. وقال الحاكم: على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وهو كما قالا. و بهذا رجح الحافظ حديث أبي هريرة فقال في بلوغ المرام بعد أن ذكره: (وهو أقوى من حديث وائل بن حجر، فإن للأول شاهدا من حديث ابن عمر صححه بن خزيمة وذكره البخاري معلقا موقوفا).
¥