تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وسوف يأتي إن شاء الله زيادة بحث على صلاة الجماعة وحكمها ومذاهب أهل العلم وأقوال أهل العلم في الفرق بين إجابة صلاة الجماعة وبين أيجاب الصلاة في المساجد , وسوف يأتي ذكر أدلة ذلك وأن عموم قوله r " لأحرق عليهم بيوتهم " يحمل أن يكونوا يصلون جماعة ولكن في البيت وهذا لا ينفع، لا بد أن يصلي جماعة في المسجد مع المسلمين في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها أسمه وهذه البيوت هي المساجد. والله أعلم.

391 - وَعَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ r { أَثْقَلُ اَلصَّلَاةِ عَلَى اَلْمُنَافِقِينَ: صَلَاةُ اَلْعِشَاءِ, وَصَلَاةُ اَلْفَجْرِ, وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا} مُتَّفَقٌ عَلَيْه ِ ().

(الشرح):

قال المؤلف رحمه الله:

وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله r " أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا". هذا الحديث متفق عليه.

قال البخاري رحمه الله: حدثنا عمر بن حفص قال أخبرنا أبي قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي r به.

وقال مسلم رحمه الله حدثنا ابن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا الأعمش –ح – وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لهما قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن النبي r قال " أثقل الصلاة على المنافقين .. " إلى آخره.

والحديث دليل على ثقل صلاة العشاء والفجر على المنافقين والصلوات كلها ثقيلة على المنافقين لقول الله تعالى " وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ".

إلا أن ذكر هاتين الصلاتين دون غيرهما من الصلوات لأنهما أثقل من غيرهما ولأن صلاة العشاء بالغالب لا يُفقد المتخلف عنها لأنه في العهد الأول ليس ثمة مصابيح يرى المتخلف فكان المنافقون في صدر الإسلام الأول لا يشهدون العشاء والفجر ويتخلفون عن هاتين الصلاتين وأما قول بعضهم بتخصيص هاتين الصلاتين لأنهما أفضل وأعظم الصلوات ففيه نظر بل هذا غلط لأن صلاة العصر بنصوص متواترة أعظم من صلاة العشاء ففي الصحيحين " من صلى البردين دخل الجنة ". وفي البخاري " من ترك صلاة العصر حبط عمله "، وهذا لم يرد بصلاة العشاء.

قوله " ولو يعلمون ما فيهما "

أي من الأجر والثواب لأتوهما أي ولو زحفاً على الركب كذلك يقال ولو يعلم المنافقون ما أعده الله للمتخلفين عنهما من العذاب الأليم والنكال العظيم لأتوهما خائفين وجلين، فإن الشارع قد عظم أمر الصلاة وأوجب إقامتها مع جماعة المسلمين ولقد كانت علامة المنافقين في صدر الأمة الأولى التكاسل والتخلف عن الصلوات أو عن بعضها وكانوا يستدلون بإسلام الرجل بصلاته وعلى الكفر بعدمها. لما روى مسلم رحمه الله في صحيحه من حديث أبن جريج قال أخبرني أبو الزبير عن جابر بن عبدالله أن النبي r قال " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة".

والكفر إذا عرف بالألف واللام لا يحتمل إلا الكفر الأكبر كقول الله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ".

الكفر هنا هو الأكبر أما إذا نكر لفظ الكفر فإنه يراد به الأصغر كقوله r " إثنان بالناس هم بهم كفر الطعن بالأنساب والنياحة على الميت " رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

392 - وَعَنْهُ قَالَ: {أَتَى اَلنَّبِيَّ r رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ! لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى اَلْمَسْجِدِ, فَرَخَّصَ لَهُ, فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ, فَقَالَ: "هَلْ تَسْمَعُ اَلنِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ?" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: "فَأَجِبْ"} رَوَاهُ مُسْلِم ٌ ().

(الشرح):

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي r رجل أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني الى المسجد، فرخص له فلما ولى دعاه فقال " هل تسمع النداء بالصلاة " قال: نعم، قال: " فأجب ".

هذا الخبر رواه مسلم فقال حدثنا قتيبة قال أخبرنا الفزاري عن عبيدالله بن الأصم عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير