تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الحديث من الفوائد أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس عن يسار أبي بكر فهذا من الأدلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الإمام إذ لو كان مأموماً لجلس عن يمين أبي بكر فعلم من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الإمام.

من الفوائد جواز وقوف الاثنين في الصف والصفوف خلفهم وهذا محمول على الحاجة كضيق مكان أو وجود الإمام الأعظم أو غير ذلك من الحاجات.

من فوائد الحديث فضيلة أبي بكر الصديق والإشارة إلى خلافته الخلافة الكبرى العظمى لان الرسول صلى الله عليه سلم أمر الصحابة أن يؤمهم أبو بكر فدل ذلك على فضله عليهم وفيه الرد على الروافض وفيه الرد على من طعن في خلافته أو في فضله وفيه عظم قدر أبي بكر عند رسول الله وفيه أن أبا بكر كان أقرأ الصحابة وأعلمهم في دين الله لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول " يؤم القوم أقرئهم لكتاب الله " ومعاذ الله أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ويجعل إماماً ليس الأقرأ، وقد جمع أبو بكر جميع صفات الخير وحاز السبق في كل شيء.

وفي الحديث جواز التبليغ خلف الإمام وذلك للحاجة كما ذهب إلى ذلك الإمام احمد واختاره شيخ الإسلام وأما لغير الحاجة فقد قال الإمام مالك واحمد بأنه بدعة، وقال الإمام مالك ببطلان صلاته، وهذا أحق القولين عند الإمام أحمد رحمه الله وقال بعض أهل العلم ببدعية التبليغ دون الحاجة دون بطلان الصلاة ولعل هذا أقرب إلى الصواب.

411 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ اَلنَّبِيَّ r قَالَ: {إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمْ اَلنَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ, فَإِنَّ فِيهِمْ اَلصَّغِيرَ وَالْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا اَلْحَاجَةِ, فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ} مُتَّفَقٌ عَلَيْه ِ ().

(الشرح):

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أم أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة فإذا صلى وحده صلى كيف شاء " هذا الخبر متفق على صحته.

قال الإمام البخاري رحمه الله حدثنا عبدالله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

وقال مسلم رحمه الله حدثنا قتيبة بن سعيد قال أخبرنا المغيرة بن عبدالرحمن عن الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به.

قوله" إذا أم أحدكم الناس فليخفف ": الأمر هنا للإيجاب إلا أن المراد بالتخفيف هنا التخفيف النسبي الذي يقتضي أداء الصلاة بتمام لان بعض الناس اتخذ من التخفيف تطفيفاً وربنا يقول " ويل للمطففين " فإذا كان الله توعد المطففين الذين يبخسون الناس أشيائهم بالميزان فما بالك بالمطففين في صلواتهم فهؤلاء أحق بالوعيد وأحق بالعذاب ولذلك قال عبدالله بن عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا الصافات".

رواه النسائي في سننه، ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة في التخفيف فقال صلى الله عليه وسلم " فإن من وراءه الكبير والمريض وذا الحاجة " أي وما كان في معناهم ممن يشق عليه التطويل ولأن التطويل في حق هؤلاء وأمثالهم يورثهم الملل والسآمة والبغض للعبادة، ولذلك روى البيهقي وقال الحافظ سند صحيح وكذلك قال السفاري في شرح الثلاثيات عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قال " لا تبغضوا الله إلى عباده يكون أحدكم إماماً فيقوم في الصلاة فيطيل بهم حتى يملهم العبادة ".

أما إذا صلى الإنسان وحده فليطل ما شاء ما لم يخشى فوات الوقت فإن خشي فوات الوقت فالتطويل حينئذ يحرم عليه.

ففي حديث أبي قتادة في صحيح الإمام مسلم مرفوعاً " ليس في النوم تفريط إنما التفريط في اليقظة أن يدع الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى ".

وفي الحديث دليل على مراعاة أحوال المأمومين فيجب على أئمة المساجد أن يراعوا أحوال المصلين " المأمومين " وأن يصلوا بصلاتهم.

فلذلك جاء في حديث عثمان بن العاص عند الترمذي والنسائي وجماعة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم:" اجعلني إمام قومي قال أنت أمامهم واقتدي بأضعفهم " فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاقتداء في أضعف القوم وهل يشترط في أضعف القوم أن يكون من جماعة المسجد أو أنه لو صلى لعارض يصلي بصلاته.

الصحيح الثاني لأن العلة في التطويل موجودة والحكمة من التخفيف موجودة أيضاً فقدمت حكمة التخفيف لما يترتب عليها من المصالح.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير