وأخرج ابن عبد البر عن أشهب بن عبد العزيز قال: (قال مالك: فقام الناس يصلون نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم أُمروا بالبيت الحرام فقال الله تعالى: {وما كان الله ليضيع إيمانكم} أي صلاتكم إلى بيت المقدس، قال مالك: وإني لأذكر بهذه قول المرجئة: إن الصلاة ليست من الإيمان). [الانتقاء ص 34].
د - قوله في الصحابة:
(1) أخرج أبو نعيم عن عبد الله العنبري قال: (قال مالك بن أنس: من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسول الله صلى اله عليه وسلم، أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً}. فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل، فليس له في الفيء حق). [الحلية 327/ 6].
(2) وأخرج أبو نعيم عن رجل من ولد الزبير قال: (كنا عند مالك فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك هذه الآية: {محمد رسول الله والذين معه أشداء - حتى بلغ - يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار}. فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أصابته الآية). [الحلية (327/ 6)].
(3) وأورد القاضي عياض عن أشهب بن عبد العزيز قال: (كنا عند مالك إذ وقف عليه رجل من العلويين وكانوا يقبلون على مجلسه فناداه: يا أبا عبد الله فأشرف له مالك، ولم يكن إذا ناداه أحد يجيبه أكثر من أن يشرف برأسه، فقال له الطالبي: إني أريد أن أجعلك حجة فيما بيني وبين الله، إذا قدمت عليه فسألني، قلت له: مالك قال لي. فقال له: قُل. فقال: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. فقال: أبو بكر، قال العلوي: ثم مَن؟ قال مالك: ثم عمر. قال العلوي: ثم من؟ قال: الخليفة المقتول ظلماً، عثمان. قال العلوي: والله لا أجالسك أبداً. فقال له مالك: فالخيار إليك). [ترتيب المدارك (44/ 2 - 45)].
هـ - نهيه عن الكلام والخصومات في الدين: (1) أخرج ابن عبد البر عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: (كان مالك بن أنس يقول: الكلام في الدين أكرهه ولم يزل أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر وكل ما أشبه ذلك، ولا يحب الكلام إلا فيما تحته عمل، فأما الكلام في دين الله وفي الله عزّ وجل فالسكوت أحَبُّ إليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدين إلا فيما تحته عمل). [جامع البيان وفضله ص 415، ط / دار الكتب الإسلامية].
(2) وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن نافع قال: (سمعت مالكاً يقول: لو أن رجلاً ركب الكبائر كلها بعدَ ألا يشرك بالله ثم تخلّى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاماً - دخل الجنة). (3) وأخرج الهروي عن إسحاق بن عيسى قال: (قال مالك: من طلب الدين بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ومن طلب غريب الحديث كذب). [ذم الكلام (ق 173 - أ).
(4) وأخرج الخطيب عن إسحاق بن عيسى قال: (سمعت مالك بن أنس يعيب الجدال في الدين ويقول: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل أرادنا أن نرد ما جاء به جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم). [شرف أصحاب الحديث ص 5].
(5) وأخرج الهروي عن عبد الرحمن بن مهدي قال: (دخلت على مالك وعنده رجل يسأله فقال: لعلك من أصحاب عمرو بن عبيد، لعن الله عمرو بن عبيد فإنه ابتدع هذه البدعة من الكلام، ولو كان الكلام علماً لتكلَّم فيه الصحابة والتابعون كما تكلموا في الأحكام والشرائع). [ذم الكلام (ق 173 - ب)].
(6) وأخرج الهروي عن أشهب بن عبد العزيز قال: (سمعت مالكاً يقول: إيّاكم والبدع، قيل يا أبا عبد الله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعِلْمه وقدرته ولا يسكتون عمّا سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان). [ذم الكلام (ق 173 - أ)].
(7) وأخرج أبو نعيم عن الشافعي قال: (كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بيّنة من ربي وديني، وأما أنت فاذهب إلى شاكً فخاصمه). [الحيلة (324/ 6)].
¥