تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[2]- ص 105،106 روى الإمام عبد الله عن أحمد بن سعيد الدارمي عن أبيه قال: سمعت خارجة يقول)) الجهمية كفار، بلغوا نساءهم أنهن طوالق وأنهن لا يحللن لأزواجهن، لا تعودوا مرضاهم، ولا تشهدوا جنائزهم. ثم تلا {طه، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} إلى قوله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى} وهل يكون الاستواء إلا بجلوس ((.

قال الشيخ، هداه الله:)) هذا الأثر فيه عدة علل: الأولى: في سنده كذاب وهو خارجة.

الثانية: في سنده مجهول وهو سعيد بن صخر.

الثالثة: في متنه، فإنه مخالف لمذهب السلف في مسألة الاستواء، لذلك لم يصح لا سنداً ولا متناً ((.

وقال الشيخ أيضاً في تعليقه على هذا الأثر:)) أما القول بأن الاستواء لا يكون إلا بجلوس فليس هذا من مذهب السلف، بل مذهب السلف بخلافه، ذلك أن مذهبهم واضح كل الوضوح في أن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.

أما هذا الذي يروى عن خارجة فليس إلا شذوذاً من كذاب متروك يعبر عن معتقده هو، ومن هنا نقول: إن هذه العبارة أقرب إلى التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق، وسلفنا الصالح رضوان الله عليهم من أشد الناس إنكاراً على المشبهة والمجسمة، وهذه نبذة بسيطة من أقوال أئمة السلف في هذا الشأن ... ((ثم ساق الشيخ كلام الإمام مالك وغيره في الاستواء.

قال سمير: وهذه زلة من الشيخ، غفر الله له، توارد فيها مع المعطلة نفاة الصفات، من الجهمية وأضرابهم.

وقد أفحش القول في خارجة بن مصعب الإمام، وحكم عليه بالكذب وبدّعه، مع أن الذي قاله خارجة هو مذهب السلف، ولا ينكره إلا الجهمية، وعبارات الشيخ هنا مطابقة لعباراتهم، كقوله:)) أقرب إلى التجسيم وتشبيه الخالق بالمخلوق ((، والسلف لا يطلقون هذا، فهم لا ينفون الجسمية ولا يثبتونها، وإنما الذي نفاها هم المعطلة، وقصدهم من ذلك نفي الصفات الواردة في الكتاب والسنة، كالاستواء والنزول واليدين والأصابع والقدم والساق وغيرها.

وقد رد عليهم السلف بدعتهم هذه وأثبتوا الصفات ولم ينفوا الجسمية، إذ هي من العبارات المجملة، كالجهة والتحيز ونحوها، ولا يصح التعرض لها نفياً ولا إثباتاً.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:)) فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع ((().

والشيخ القحطاني هداه الله وغفر له، أنكر صفة الجلوس، والسلف أثبتوها صفة تليق بجلاله.

تفصيل القول في جلوس الرب عز وجل:

ذكر الإمام عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة (الذي حققه وقرأ الشيخ القحطاني) تحت عنوان "سئل عما روي في الكرسي وجلوس الرب عز وجل عليه" حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:)) إذا جلس تبارك وتعالى على الكرسي سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد ((.

رواه من طريق الإمام أحمد عن عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر موقوفاً ().

ورواه عبد الله أيضاً عن الإمام أحمد قال: نا وكيع بحديث إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:)) إذا جلس الرب عز وجل على الكرسي ((فاقشعرَّ رجل، سماه أبي، عند وكيع، فغضب وكيع وقال:)) أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث لا ينكرونها ((().

قال سمير: فهؤلاء الأئمة، الأعمش وسفيان ووكيع وأحمد وابنه عبد الله رووا هذا وأقروه ولم ينكروه، فهل هم مجسمة مشبهة عند الشيخ القحطاني؟!

وهذا الأثر روي موقوفاً على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ابن جرير الطبري في تفسيره [5/ 400] ومرسلاً، أرسله عبد الله بن خليفة، أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة [1/ 305/برقم 593] وابن جرير الطبري [5/ 400] من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن خليفة قال: جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. قال: فعظم الرب عز وجل وقال {وسع كرسيه السموات والأرض} إنه ليقعد عليه جل وعز فما يفضل منه إلا قيد أربع أصابع، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل إذا ركب.

هذا لفظ عبد الله في السنة، ولفظ ابن جرير:)) فما يفضل منه مقدار أربع أصابع، ثم قال بأصابعه فجمعها، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله ((.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير