{اهدنا الصراط المستقيم} بيان للمعونة المطلوبة، كأنه قيل: كيف أعينك؟ فقالوا اهدنا الصراط المستقيم، وأيضا التعقيب بالدعاء بعد تمام العبادة قاعدة شرعية.
{الصراط المستقيم} استعارة عن ملة اإسلام والدين الحق، تشبيها لوسيلة المقصود بوسيلة المقصد، ولمحل التوجه الروحاني بمحل التوجه الجسماني.
وإنما سمي الدين صراطا لأن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة، لكن العبد الطالب لابد له من قطع المسافات، ومس الآفات، وتحمل المجافاة ليكرم بالوصول والموافاة.
???????????????????????????
{وما أنزل على الملكين} أي ويعلمون الناس الذي {أنزل على الملكين} أي ما أُلهما وعُلما، وهو علم السحر، أنزلا لتعليم السحر ابتلاء من الله للناس، من تعلمه منهم وعمل به كان كافرا، ومن تجنبه أو تعلمه لا ليعمل به ولكن ليتوقاه كان مؤمناً، كما قيل: عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه، وهذا كما إذا أتى عرافاً فسأله عن شيء ليمتحن حاله، ويختبر باطن أمره، وعنده ما يميز صدقه من كذبه فهذا جائز.
قال الإمام فخر الدين: كان الحكمة في إنزالهما أن السحرة كانوا يسترقون السمع من الشياطين ويلقون ما سمعوا بين الخلق، وكان بسبب ذلك يشتبه الوحي النازل على الأنبياء، فأنزلهما الله إلى الأرض، ليعلما الناس كيفية السحر ليظهر بذلك الفرق بين كلام الله وكلام السحرة.
???????????????????????????
{يأيها الذين آمنوا} تصديره بحرف النداء والتنبيه لإظهار كمال العناية بمضمونه،-روى-أن تميم بن أوس الداري وعدي بن زيد خرجا إاى الشام في تجارة، وكانا حينئذ نصرانيين ... -وساق الخبر- فنزلت {يأيها الذين آمنوا} واتفق العلماء على أن هذه الآية أشكل ما في القرآن إعراباً ونظما وحكماً.
{شهادة بينكم} أي شهادة الخصومات الجارية بينكم، فبين: ظرف أضيف إليه شهادة على طريق الاتساع ... وارتفاع الشهادة على أنها مبتدأ {إذا حضر أحدكم الموت} أي شارفه وظهرت علائمه، ظرف للشهادة.
{حين الوصية} بدل من الظرف، وفي إبداله منه تنبيه على أن الوصية من المهمات المقررة التي لاينبغي أن يتهاون بها المسلم ويذهل عنها.
{اثنان} خبر للمبتدأ بتقدير المضاف لئلا يلزم حمل العين على المعنى، أي شهادة بينكم حينئذ شهادة اثنين، أو فاعل شهادة بينكم على أن خبرها محذوف، أي فيما ننزل عليكم أن يشهد بينكم اثنان.
{ذوا عدل منكم} هما صفتان للإثنان، أي صاحبا دين وعقل من أقاربكم.
{أو آخران من غيركم} عطف على اثنان، أو شهادة عدلين آخرين من غيركم من الأجانب، ومن غير أهل دينكم، أي من أهل الذمة، وقد كان ذلك في بدء الإسلام لعزة وجود المسلمين لاسيما في السفر، ثم نسخ بقوله تعالى {وأشهدوا ذوي عدل منكم}.
???????????????????????????
{فطفق مسحاً} الفاء فصيحة مفصحة عن جملة قد حذفت ثقة بدلالة الحال عليها، وإيذانا بغاية سرعة الامتثال بالأمر، وطفق من أفعال المقاربة الدالة على شروع فاعلها في مضمون الخبر، فهو بمعنى أخذ وشرع، ... .
والمسح إمرار اليد على الشيء، والجمهور على أن المراد به هنا القطع، من قولهم مسح علاوته أي ضرب عنقه ... قال في المفردات: مسحته بالسيف كناية عن الضرب.
والساق ما بين الكعبين كعب الركبة وكعب الرجل ... أي يقطع أعناقها ويعرقب أرجلها.
وفي الآية إشارة إلى أن حب غير الله شاغل عن الله وموجب للحجاب، وأن كل محبوب سوى الله إذا حجبك عن الله لحظة يلزمك أن تعالجه بسيف نفي لا إله إلا الله.
قال الإمام في تفسيره:-وذكر الرواية في قصة سليمان إلى أن قال – ثم إنه أمر الرائضين أن يردوها فردوا تلك الخيل إليه، فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها، أي بيده حباً لها وتشريفاً وإبانةً لعزتها لكونها من أعظم الأعوان في قهر الأعداء وإعلاء الدين، وهو قول الزهري وابن كيسان.
وليس فيه نسبة شيء من المنكرات إلى سليمان? فهو أحق بالقبول عند أولي الأفهام.
قال الباحث عفا الله عنه: والقول بأن المسح إمرار اليد هو الصواب والظاهر لغة، وقد صح عن ابن عباس، والقول الآخر من قبيل الإسرائيليات التي لاتثبت بل تعارض الرواية الصحيحة والله أعلم.
???????????????????????????
¥