تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

8 - أن هذه الحركة العلمية المباركة قد وصلت إلى الناس كافة وشملت المتعلمين والعامة وقد استفاد العامة بفضل جهاد العلماء واستعانتهم بكافة الوسائل ومنها اللسان الأمازيغي، فكانوا يجلسون في مجالسهم ويعظون الرجال والنساء لكل منهم مجلس خاص بهم وعملت النساء العالمات في هذا المجال كذلك، وقد أنتج هذا العمل الدعوي منظومات فقهية ووعظية بالامازيغية لازال العوام خاصة النساء العجائز يحفظنها تتضمن أركان الدين وأسس عقيدة التوحيد وتفصل أمور المعاملات، كما ألفت كتب في ترجمة بعض مهمات كتب الفقه إلى الأمازيغية واذكر منها مثلا كتاب الحوض للشيخ محمد بن علي الهوزالي ترجم فيه مختصر خليل وكتاب الأمير للشيخ علي بن احمد الإلغي ترجم فيه قسم العبادات من مجموع الشيخ الأمير المصري وترجمة كتاب رياض الصالحين للإمام النووي للشيخ عبد الله بن علي الإلغي وغيرها، وبلغ الأمر من بعض العوام الذين كانوا يحفظون هذه المؤلفات أنهم كانوا يحاجون العلماء مثل ما وقع لجدي للأب احمد بن إبراهيم الإلغي حينما ناقش الشيخ عبد الله بن محمد الإلغي - وهو أستاذ الشيخ محمد المختار السوسي - في قضية فقهية أفتى فيها هذا العالم بما لا يصح فدله هذا الرجل الذي لم يكن يعرف من العربية إلا الحروف على الصحيح لأنه كان يكثر من مراجعة ترجمة مجموع الأمير .. وقس على ذلك نماذج كثيرة ... ذكر بعضها العلامة محمد المختار السوسي في مؤلفاته، ولعل الدليل الواضح الجلي على اندماج المغاربة الأمازيغ في الإسلام أن الكتب التي ألفت بالأمازيغية كتبت كلها بالحرف العربي وكانت كلها في العلوم الشرعية والطب والفلك والفلاحة والرقائق ..

8 - - هناك عندنا في المغرب أناس كثيرون يسكنون البوادي ولا يعرفون العربية إطلاقا أفنتركهم في الجهالة منغمسين بحجة عدم إحياء النعرات أم نأخذ بأيديهم ونعلمهم الدين قبل أن تصلهم هذه الأفكار الخبيثة التي يروج لها اليهود وأعداء المسلمين، ونحن في منطقة سوس في الجنوب المغربي واعون لهذا الأمر جيدا ولا نريد أن تكون بلادنا مرتعا لأفكار الملحدين من الشيوعيين القدامى الذين غرقت بهم سفن الإلحاد فتمسكوا بقشة هذه النزعة الإلحادية الكفرية، وقد تنبه لهذا علماء المغرب فعملت بعض المجالس العلمية على تسجيل الدروس والمواعظ بالأمازيغية لتفقيه الناس بالدين ومن نماذج ذلك أعمال المجلس العلمي بمدينة وجدة شرق المغرب وقد طالعت شيئا من تاريخ منطقة سوس ورأيت أهمية ما قام به الوعاظ والعلماء في نشر الدين والعقيدة بواسطة الألسن المحلية مثل العالم سالم بن سلامة السوسي المالكي الذي سكن سجلماسة وهي نافيلالت الحالية وكان بها طائفة من الخوارج فكان يناظرهم ويحاججهم معتمدا على معرفته العميقة للسان الأمازيغي في الرد عليهم وإبطال شبههم كما أشار ابن الزيات في كتابه التشوف إلى رجال التصوف وغيره في هذا المجال كثير.

9 - - استغل بعض المتعصبين تنامي هذه النزعة فقاموا - كما ادعوا بترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية - وادعوا أن عملهم استغرق سنوات وبن طبعه مؤخرا واجيز صاحبه بجائزة من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بلغ قدرها 70 ألف درهم مغربي نحو 7 ألاف دولار، وقد طبل الكثيرون له وتحدث عنه الناس في وسائل الإعلام وهم لم يروا العمل ولم يسألوا أهل الاختصاص العارفين بالأمازيغية وبالدين وبالقرآن، و خاف آخرون واستنكروا، وقد بلغ ببعضهم أن ظن أن الناس في منطقتنا سوس أصبحوا يقرءون هذا الكتاب ولا يقرؤون القرآن والعياذ بالله، بينما الخطب هين والأمر سهل وقد تصدى أستاذنا الشيخ الدكتور اليزيد بن محمد الراضي الأستاذ بجامعة ابن زهر ورئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت، لهذا العمل فأظهر عواره وبطلانه وتخليطه، كما خلص إلى أن غرضه لم يكن تفسير القرآن ليفهمه العوام أو ليقرأه لهم من يحسن هجاءه الحروف العربية، وإنما استغلال الترجمة لاستنباط أمازيغية موحدة في نظره للألسن المنتشرة في المغرب فاخترع كلمات غير موجودة وحرف أخرى عن سياقها المتعارف عليه لدى الناطقين بهذا اللسان، كما أخطأ كثيرا في إبراز المعاني القرآنية الشامية لسببين أولهما جهله بالقرآن وعدم إتقانه اللغة العربية كما كان أجداده من المغاربة ذوي الأصل الأمازيغي والثاني سوء نيته وقبح غرضه وكفاه جهلا أنه ترجم أسماء السور

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير