(5) أن يكون فعله مقروناً بوعيد، نحو قوله تعالى ?إِنَّ الَّذِيْنَ فَتَنُوْا الْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوْبُوْا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيْقِ?البروج10 , و نحو قوله صلى الله عليه وسلم (لَنْ يُّفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً) البخاري.
س 70) ماالذي تقتضيه صيغة النهي؟
اعلم سدد الله خطاك أن: صيغة النهي عند الإطلاق تقتضي تحريم المنهي عنه وفساده.
هذا وقد يخرج عن ذلك لدليل يقتضي ذلك إلى معانٍ، منها:
الكراهة، وهي أقل قبحاً وأخف طلباً من التحريم، نحو قوله تعالى ?وَلاَ تَيَمَّمُوْا الْخَبِيْثَ مِنْهُ تُنْفِقُوْنَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيْهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوْا فِيْهِ?البقرة267.
الإرشاد إلى ما فيه مصلحة، نحو قوله تعالى ?لاَ تَسْئَلُوْا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?المائدة101.
الدعاء، نحو قوله تعالى ?رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَّسِيْنَا أَوْ أَخْطَأنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً?البقرة286.
التحذير، نحو قوله تعالى ?وَلاَ تَمُوْتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُوْنَ?آل عمران102.
بيان تحقير الشيء وتقليله، نحو قوله تعالى ? وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيْهِ?طه131.
الدرس الخامس العام والخاص
الفصل الأول العام
س71) عرف العام؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: العام لغة الشامل.
واصطلاحاً اللفظ المستغرق لجميع أفراده بلا حصر.
الشرح:
1 - فخرج بقولنا المستغرق لجميع أفراده: ما لا يتناول إلا واحداً، كالعلم والنكرة في سياق الإثبات، كقوله تعالى: (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) النساء92 لأنها لا تتناول جميع الأفراد على وجه الشمول، وإنما تتناول واحداً غير معين.
2 - وخرج بقولنا بلا حصر: ما يتناول جميع أفراده مع الحصر، كأسماء العدد: مئة وألف ونحوهما.
س72) ما هي صيغ العموم؟
اعلم رحمك الله تعالى أن: صيغ العموم كثيرة فنذكر بعضاً منها:
أولاً - من الاسم:
1) كل: نحو قوله تعالى ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوْكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُوْنَ?الأنبياء35.
2) جميع: نحو قوله تعالى ?إِنْ كَانَتْ إلاَّ صَيْحَةً وَّاحِدَةً فَإذَا هُمْ جَمِيْعُ لَّدَيْنَا مُحْضَرُوْنَ?يس53.
3) كافة: نحو قوله تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا ادْخُلُوْا فِيْ السِّلْمِ كَافَّةٍ وَلاَ تَتَّبِعُوْا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ?البقرة208.
4) معشر: نحو قوله تعالى ?يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ تَنْفُذُوْا مِنْ أَقْطَارِ السَّموتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوْا لاَ تَنْفُذُوْنَ إلاَّ بِسُلْطَانٍ?الرحمن33.
5) سائر: نحو حديث جابر (كَانَ النَّبِيُّ يَأخُذُ ثَلاَثَةَ أَكُفٍّ، وَيُفِيْضُهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفِيْضُ عَلى سَائِرِ جَسَدِهِ) البخاري.
6) مَنْ الشرطية: نحو قوله تعالى ?وَمَنْ يُّؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ?التغابن11 , والموصولة نحو قوله تعالى ?لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ?الأنبياء19 , والاستفهامية نحوقوله تعالى ?وَمَنْ يَّقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إلاَّ الضَّآلُّوْنَ?الحجر56.
7) ما الشرطية: نحوقوله تعالى ?مَا يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا?فاطر2، والاستفهامية نحوقوله تعالى ?وَمَا تِلْكَ بِيَمِيْنِكَ يَا مُوْسى?طه27، والموصولة نحوقوله تعالى ?وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ?النحل49.
ثانياً - من الحروف:
حرف «أل» وهي على نوعين:
1) لتعريف العهد، ومعناه: أن يكون عند السامع علم بشيء قد جرى ذكره، أو هو معلوم عنده؛ فيعرفه ب «أل» دلالةً على معلوميته , نحوقوله تعالى ?كَمِشْكَاةٍ فِيْهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ?النور35 , وهذا النوع لا يفيد العموم والاستغراق.
¥