تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جمع الجوامع في الحديث لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي المتوفى سنة 911 وهو كبير أوله سبحان الذي مبدىء الكواكب اللوامع ذكر فه انه قصد استيعاب الأحاديث النبوية وقسمه قسمين الأول ساق فيه لفظ الحديث نبصه يذكر من خرجه ومن رواه من واحد الى عشرة يعرف أو أكثر يعرف منه حال الحديث مرتبا ترتيب اللغة على حروف المعجم والثاني الأحاديث الفعلية المحضة أو المشتملة على قول وفعل أو سبب أو مراجعة ونحو ذلك مرتبا على مسانيد الصحابة قدم العشرة ثم بدأ بالباقي على حروف المعجم في الأسماء ثم بالكنى كذلك ثم المبهمات ثم بالنساء ثم بالمراسيل وطالع لأجله كتبا كثيرة قال في الجمع الصغير قصدت في جمع الجوامع جمع الأحاديث النبوية بأسرها قال شارحه المناوي هذا بحسب ما طلع عليه المؤلف لا باعتبار ما في نفس الأمر لتعذر الإحاطة بها واناقتها على ما جمعه الجامع المكور لو تم وقد اخترمته المنية قبل إتمامه وفي تاريخ بن عساكر عن احمد صح من الحديث سبعمائة الف وكسر وقال أبو زرعة كان احمد يحفظ الف الف حديث وقال البخاري احفظ مائة الف حديث صحيح ومائتي الف حيدث غير صحيح وقال مسلم صنف الصحيح من ثلاثمائة الف حديث الى غير ذلك انتهى أقول هذه الاعداد المذكورة ليست على الحقيقة وانما المراد منها معنى الكثرة فقط ومع ذلك لا مجال الى دعوى الإحاطة والاستيعاب وان كان من الكتاب لتعذر الوصول الى جميع المرويات والمسموعات ثم ان الشيخ العلامة علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالمتقي المتوفى سنة 957 رتب هذا الكتاب الكبير كما رتب الجامع الصغير وسماه كنز العمال في ستت الأقوال والافعال ذكر فيه انه وقف على كثير مما دونه الأئمة من كتب الحديث فلم ير فيها أكثر جماعة منه حيث جمع فيه بين الأصول الستة وأجاد مع كثيرة الجدوى وحسن الإفادة وجعله قسمين لكان كان عاريا عن فوائد جليلة منها انه لا يمكن كشف الحديث الا إذا حفظ راس الحديث ان كا قوليا واسم راويه وان كان فعليا ومن لا يكون كذلك يعسر عليه ذلك فبوب اولا كتاب الصجامع الصغير وزوائده وسماه منهج العمال في سنن الأقوال ثم بوب بقية قسم الأقوال وسماه غاية العمال في سنن الأقوال ثم بوب قسم الأفعال من جمع الجوامع وسما مستدرك الأقوال ثم جمع الجميع في ترتيب كترتيب جامع الأصول وسماه كنز العمال ثم انتخبه ولخصه فصار كتابا حافلا في أربع مجلدات

فمن هؤلاء المتأخرين من جمع بين كتب الأولين بنوع التصرف والاختصار كمن جمع بين كتابي البخاري ومسلم مثل أبي بكر أحمد بن محمد الرماني وأبي مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمقشي وأبي عبدالله محمد الحميدي فإنهم رتبوا على المسانيد دون الأبواب كما سبق وتلاهم أبو الحسن رزين بن معاوية العبدي فجمع بين كتب البخاري ومسلم والموطأ لمالك وجامع الترمذي وسنن أبي داود والنسائي ورتب على الأبواب إلا أن هؤلاء أودعوا متون الحديث عارية من الشرح وكان كتاب رزين أكبرها وأعمها حيث حوى هذه الكتب الستة التي هي أم كتب الحديث وأشهرها وبأحاديثها أخذ العلماء واستدل الفقهاء وأثبتوا الأحكام ومصنفوها أشهر علماء الحديث وأكثرهم حفظا وإليهم المنتهى وتلاه الإمام أبو السعادات مبارك بن محمد بن الأثير الجزري فجمع بين كتابي رزين وبين الأصول الستة بتهذيبه وترتيب أبوابه وتسهيل مطلبه وشرح غريبه في جامع الأصول فكان أجمع ماجمع فيه

ثم جاء الحافظ جلال الدين السيوطي فجمع بين الكتب الستة والمسانيد العشرة وغيرها في جمع الجوامع فكان أعظم بكثير من جامع الأصول من جهة المتون إلا أنه لم يبال بما صنع فيه من جمع الأحاديث الضعيفة بل الموضوعة وكان أول ما بدأ به هؤلاء المتأخرون أنهم حذفوا الأسانيد اكتفاء بذكر من روى الحديث من الصحابي إن كان خبرا وبذكر من يرويه عن الصحابي إن كان أثرا والرمز لى المخرج لأن الغرض ممن ذكر الأسانيد كان أولا إثبات الحديث وتصحيحه وهذه كانت وظيفة الأولين وقد كفوا تلك المؤنة فلا حاجة بهم إلى ذكر ما فرغوا منه كذا في كشف الظنون

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير