تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذا قد يكون بناءا على معنى الإلصاق فقد ذكروا من أمثلته " امسكت بزيد " مع أن يدك إنما تلاصق بعضه، وعلى هذا يكون الفرق بين الباء و" من " أن " من " نص على التبعيض، وباء الالصاق مطلقة تصدق بالبعض وتصدق بالكل، ولعل هذا مراد من أطلق أنها تجىء للتبعيض. وراجع لكلام الحنفية فى الحكم والآية واضطرابهم فى ذلك (روح المعانى) ج2ص257 - 258.

(1) أخرجه مسلم وغيره، وأما لفظ " ابدؤا. . . " فشاذ كما بينته فى غير هذا الموضع. ن

(2) لم نجد فى السنة ما يدل على ذلك، بل الثابت فيما مسح الرأس كله، فاذا اقتصر على بعضه أتم المسح على العمامة. راجع لذلك " زاد الميعاد " لابن القيم. ن

وههنا انتهت المطاعن فى فصاحة الشافعى، ولقد سعى الكوثرى فى تثبيت فصاحة الشافعى جهده، فإن أهل المعرفة يعلمون أن فى الكلام الفصيح مواضع يعسر نوجيهها لو كان كلام من يجوز عليه اللحن لجزموا بأنها لحن، فإذا رأوا هذا المجلب بخيله ورجله لم يجد فيما ثبتت نسبته إلى الشافعى موضعاً واحد بهذه الصفة، فاضطر إلى الاتيان بما تقدم مع الكلام عليه، فأى ريبة تبقى فى فصاحة الشافعى؟

ومما ذكره ابن حجر فى (توالى التأسيس) ومن عادته أن لا يجزم إلا بما صح عنده قال: " قال ابن أبى حاتم عن الربيع قال: قال ابن هشام: الشافعى ممن يؤخذ عنه اللغة. قال ابن أبى حاتم وحدث عن أبى عبيد القاسم بن سلام نحوه. وقال أيضا سمعت الربيع يقول: كان الشافعى عربى النفس واللسان قال: وكتب إلىّ عبد الله بن أحمد قال: قال أبى: كان الشافعى من أفصح الناس. وقال الساجى: سمعت جعفر بن محمد الخوارزمى يحدث عن أبى عثمان المازنى عن الأصمعى قال: قرأت شعر الشنقرى على الشافعى بمكة. وقال ابن أبى الدنيا: " حدثنا عبد الرحمن بن أخى الأصمعى: قلت لعمى: على من قرأت شعر هذيل؟ على رجل من آل المطلب يقال له: محمد بن ادريس ". وقال أيضاً: " قال الحاكم سمعت محمد بن عبد الله الفقيه: سألت أبا عمر غلام ثعلب عن حروف أخذت على الشافعى مثل قوله: ماء مالح. وقوله: أنبغى أن يكون كذا وكذا، فقال لى: كلام الشافعى صحيح، وقد سمعت أبا العباس ثعلبا يقول: يأخذون على الشافعى، وهو من بيت اللغة يجب أن يؤخذ عنه ". وقال: " قال الآبرى أخبرنا أبو نعيم الإستراباذى سمعت الربيع بن سليمان يقول مراراً: لو رأيت الشافعى وحسن بيانه وفصاحته لعجبت منه، ولو أنه ألف هذه الكتب على عربيته آلتي كان يتكلم بها معنا فى المناظرة لم يقدر على قراءة كنبه لفصاحته وغرائب ألفاظه غير أنه كان فى تأليفه يجتهد أن يوضح للعوام ". (1)

فصل

وكما حاول الكوثرى الطعن فى نسب الشافعى وفى فصاحته حاول القدح فى ثقته فقال: ص165: " ومن الغريب أنه إذا روى ألف راو عن ابن معين أن الشافعى ليس بثقة مثلاً، تعد هذه الرواية عنه كاذبة، بخلاف ما إذا كانت الرواية عنه فى أبى حنيفة أو أحد أصحابه "!

أقول: لا تطالب الكوثرى بألف ولا بمائة ولا بعشرة، وإنما نطالبه بواحد سالم، ولن يجد إلى ذلك سبيلا، إنما حكى هذه الكلمة عن ابن معين محمد بن وضاح الأندلسى، وابن وضاح قال فيه الحافظ أبو الوليد ابن الفرضى الأندلسى وهو بلدية وموافق له فى المذهب: " له خطأ يحفظ عنه، وأشياء كان يغلط فيها، وكان لا علم عنده بالفقه، ولا بالعريبة " وكان الأمير عبد الله بن ناصر ينكر عليه هذه الحكاية ويذكر أنه رأى أصل ابن وضاح الذى كتبه بالشرق وفيه: سألت يحيى بن معين عن الشافعى فقال: هو ثقة. كما حكاه ابن عبد البر فى (كتاب العلم). زلم ينقل أحد غيره عن ابن معين أنه قال فى الشافعى: (ليس بثقة) أو ما يؤدى معناها أو ما يقرب منها، ولابن معين أصحاب كثيرون أعرف به وألزم له وأحرص على النقل عنه من هذا المغربى، وكان فى بغداد كثيرون يسرهم أن يسمعوا طعنا فى الشافعى فيشيعوه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير