تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع مراعاة الشافعى للحنفية على الحد الذى رأيت وإطلاقه الكلمة التي تكاد تكون رأس ما لهم " الناس عيال فى الفقه على أبى حنيفة " ومجاملة أصحابه له حتى ألف جماعة منهم فى مناقب الحنفية كان جزاؤه من الأستاذ ما تقدم. فأما الخطيب فإنما سرد أقوال الناس فى الغض كما ساق ما روى فى المناقب وذلك واجبه من جهة أنه مؤرخ ومحدث، ومع ذلك فأعرض سائر عما نقله الخطيب منهم من عارضه ومنهم من رد عليه كما حكاه الأستاذ، ولما تعرض للرد عليه الملك عيسى ومأجوره السبط وفى ردها ما فيه من التهافت لم يعرض لهما أحد من الشافعية بل استمروا على المجاملة، وكذلك لما عثر على كتاب (التعليم) المنسوب إلى من لم يخلق كما تقدم، وفيه من الكذب والزور من الطعن فى مالك والشافعى ما قيه، لم يلتفت إليه الشافعية خلا أن واحداً منهم ذكر أن مسعود بن أبى شيبة مجهول، وبالجملة فإن مجاملة الشافعية للحنفية بلغت حد الادهان، فحسبها الأستاذ استكانة لاحراك بعدها، فصنع ما صنع، ولم يدر أن للصبر حداً وأن للحق أنصاراً، وأن وراء الأكمة رجالاً، وقد جريت فى كتابى هذا على المجاملة ما أمكن، وأعددت لاستيفاء الحق عدته إن ألجئت إليه، والله المستعان.

190 - محمد بن أبى الأزهر. تقدمت الإشارة إلى حكايته فى ترجمة إسحق بن إبراهيم. قال الأستاذ ص176: " يقول عنه الخطيب نفسه ج3 ص288: " كان كذاباً قبيح الكذب ظاهره ا هـ فظهر أن الخطيب فيما عزاه إلى أبى يوسف من الاحتمال بهات شنيع البهت ظاهره ".

اقول: قد يعرف صدق بعض أخبار الكذاب بدلالة، وأشهر الرواة بالكذب محمد بن السائب الكلبى ومع ذلك روى عنه ابن جريج والسفيانين وابن المبارك وغيرهم من الأجلة، وكان الثورى يحذر منه ويروى عنه فقيل له فى ذلك؟ فقال: أنا أعرف صدقه من كذبه. ورووا عنه فى التفسير وغيره فما بالك بالتاريخ الذى تدعوا الحاجة إلى تزيينه بالحكايات المستظرفة. وراجع ما تقدم فى نرجمة إسحق.

191 - محمد بن اسحق بن خزيمة. تعرض له الأستاذ ص19 ولا دخل له هناك وإنما جرت الأستاذ عقليته الجباره وعداؤه للحق وأهله إلى أن نطرق من الكلام فى الحافظ أحمد بن على الأبار إلى الكلام فى الحافظ دعلج مع أنه لا دخل لدعلج هنا ثم قال: " ودعلج كان على مذهب ابن خزيمة فى الإعتقاد والفقه، واعتقاد ابن يظهر من كتاب (التوحيد). . . وعنه يقول صاحب (التفسير). . . أنه كتاب الشرك فلا حب ولا كرامة ".

أقول: نفسك ظلمت، وإياها حرمت، وأما صاحب التفسير وهو الفخر الرازى فقد ظهر منه بأخرة التوبة والإنابة، كما ذكرناه فى (الاعتقادات) ومنها يعرف حال الإمام ابن خزيمة وكتابه، وحال مبغضيه.

192 - محمد ابن اسماعيل أبو عبد الله البخارى صاحب (الصحيح). قال الأستاذ ص48: " وأما قوله فى (تاريخه الكبير): كان {أبو حنيفة} مرجئاً سكتو عنه وعن رأيه وعن حديثه. . . فبيان لسبب إعراض من أعرض عنه، على أن إرجاءه هو محض السنة رغم تقولات جهلة النقلة،. . . فالمعرض عنه، إما خارجى يزكى مثل عمران بن حطان وحرير ابن عثمان أو معتزلى قائل بالمنزلة بين المنزلتين ".

اقول: فد تقدم مراد البخارى بقوله فى بعض الرواة: " سكتوا عنه " فى ترجمة إسحق الحنينى، فأما إرجاء أبى حنيفة فقد نظرنا فيه فى (الاعتقاديات)، وبذلك تنكشف مغالطة الأستاذ. على أنى سلكت هناك سبيل المجاملة وليس هذا استيفاء الحق. وأما عمران وحريز فقد اتفق أهل العلم على أنهما من أصدق الناس فى الرواية، فقد جاء رجعا عن بدعتيهما وذكر البخارى رجوع حريز فى ترجمته من (التاريخ)، ولم يحتج البخارى بعمران إنما ذكره فى المتابعات فى حديث واحد. ولعمرى إن محاولة الأستاذ فى ابى حنيفة الطعن فى أئمة الإسلام كسفيان الثورى وأبى إسحق إبراهيم بن محمد الفزارى وعبد الله بن الزبير الحميدى والإمام أحمد ابن حنبل والإمام أبى عبد الله البخابى وغيرهم من الأئمة لأضر على أبى حنيفة من كلام هؤلاء الأئمة فيه، ولو قال: لا يتأتى تثبيت ابى حنيفة إلا بإزالة الجبال الرواسى لكان أخف على ابى حنيفة ممن يقول لا يتاتى محاولة ذلك إلا بالطعن فى هؤلاء الأئمة، وإن صنيع الكوثرى لأضر على أبى حنيفة من هذا كله، لأن الناس يقولن: الكوثرى عالم مطلع، كاتب بارع، إن أمكن أحداً الدفاع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير