تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما سرقة الحديث فإنما أخذها الأستاذ مما روى عن ابى موسى بندار إلى تصنيف حديث داود بن أبى هند ثم قال: هنا قوم لو قدروا أن يسرقوا حديث داود لسرقوه – يعنى بندار -. وإنما كانت بين الرجلين منافسة فاراد ابو موسى أن بنداراً يحده على السبق إلى تصنيف حديث داود حتى لو أمكنه أن يسرق ذلك الكتاب ليفقده أبا موسى لفعل. وليس هذا من سرقة الحديث فى شىء، ولم يقع من بندار لا هذا وذاك، ولا هو ممن يقع منه ذلك، وإنما بالغ ابو موسى كما لا يخفى. ومع هذا لم يكن بين الرجلين بحمد الله ما يسمى عداوة، وقد توفى بندار قبل أبى موسى فجاء بعض الجهلة إلى أبى موسى فقال له: البشرى، مات بندار. يعنى وخلا لك الجو. فقال له أبو موسى: " جئت تبشرنى بموته؟! على ّ ثلاثون حجة إن حدثت أبداً ". فعاش بعد ذلك تسعين يوماً لم يحدث بحديث ثم مات رحمهما الله تعالى، وإنما حلف أبو موسى أ، ل يحدث ندامة على ما سبق منه من المنافسة وإظهاره لأنهما لم تبلغ به أن يسر بمةت صاحبه، فامتنع عن التحديث الذى كانت المنافسة فيه. وأما استقرار العمل على الانتقاء من رواياته فهذا يقال على وجهين:

الأول: أن يتقى ما تبين أنه اخطأ فيه ويؤخذ غيره.

الثانى: آن لا يؤخذ من رواياته إلا ماتوبع عليه، فإن أراد الأستاذ هنا الأول فليس فيه ما ينفعه، وإن أراد الثانى فهو مردود عليه، ومع ذلك فقد توبع بندار فى المقصود من هذه الحكاية كما ذكره الأستاذ نفسه فى غير موضع، وليست من مظان الخطأ والوهم. والله أعلم. (1)

196 - محمد بن جابر اليمامى. ذكر الأستاذ ص115 قول ابن أبى حاتم: " أخبرنا إبراهيم ين يعقوب الخوزجانى فيما كتب إلىّ حدثنى إسحق بن راهويه قال: سمعت جريراً يقول قال محمد بن جابر اليمامى: سرق ابو حنيفة كتب حماد منى " قال الأستاذ: ص116 " الأعمى قد قال فيه أحمد: لايحدث عنه إلا من هو شر منه. وقد ضعفه ابن معين "

أقول: أما كلمة " لا يحدث عنه إلا من هو شر منه " ففى (التهذيب): " قال ابن حبان كان أعمى. . . قال أحمد بن حنبل لا يحدث عنه إلا من هو شر منه "، فناسب الكلمة إلى أحمد هو ابن حبان وبين ابن حبان وأحمد مفازه ولا يدرى ممن سمع تلك الكلمة، ولو صحت عن أحمد لكانت الكلمة أقرب إلى الاطراء البالغ منها إلى الذم، فقد روى عن محمد بن جابر من يعتقد أحمد وغيره أنهم أفاضل عصرهم وخيار أهل زمانهم مثل أيوب ابن أبى تميمة السختيانى وعبد الله ابن عون وسفيان الثورى وعبد الله بن المبارك وآخرون، فلا معنى لأن يقال إن هؤلاء شر منه إلا اطراؤه بأنه خير منهم. وعلى كل حال فالحكاية منقطعة منكرة، فأما تضعف ابن معين وغيره له فلأمور.

(1) محمد بن بشار الرقى. يبأتى مع محمد بن الحسن بن حميد

الأول: أنه كان سىء الحفظ يتعاطى الرواية من حفظه فيغلط.

الثانى: أنه اختلط عليه حديثه، قاله ابن معين، وكأنه كان فى كتبه أحاديث سمعها من رجل وأحاديث سمعها من آخر فاختلط عليه بعض كتبه، فدخلت أحاديث من حديث بعض شيوخه فى حديث شيخ آخر.

الثالث: أن كتابه ذهب بأخرة فتأكد احتياجه إلى آن يروى ما علق منه بحفظ وهو سىء الحفظ.

الرابع: أن إسحاق ابن الطباع قال: " حدثت محمداً يوماً بحديث، قال،: فرأيت فى كتابه ملحقاً بين سطرين بخط طرى " والرجل كان أعمى فالملحق غيره حتماً، ورواية الاجلة عنه وشهادة جماعة منهم له بأنه صدوق تدل أن لم يكن بعلمه. فأما قول ابن حبان " كان اعمى يلحق فى كتبه ما ليس من حديثه وبسرق ما ذو كر به فيحدث به " فإنما أخذه من القضية، وقد بان الإلحاق من غيره، وإذا كان بغير علمه كما يدل عليه ما سبق فليس ذلك بسرقة. فالحكم فيه آن ما رواه الثقات عنه ونصوا على أنه من كتابه الذى عرفوا صحته فهو صالح. ويتوقف فيما عدا ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير