تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

، والتذكر فى الجملة لا يدفع احتمال التوهم والخطأ

(1) الأصل (15).

(1) محمد بن جبوية. راجع (الطليعة) ص22 – 29.

(2) محمد بن جعفر الأسامى. يأتى فى ترجمة محمد بن على البخلى.

(3) ذكره الأستاذ ص29 فى الحاشية استطراداً.

، وكان على الأستاذ أن ينقل نصوصا صحيحة صريحة عن الأئمة المعتمد عليهم ترد قول ابن حبان كما جاء فى الشافعى قول ابى زرعة الرازى: " ما عند الشافعى حديث غلط فيه " وقول أبى داود: " ليس للشافعى حديث أخطأ فيه " أو يتجشم جمع الأحاديث آلتي أن أبا حنيفة رواها وبيان ما ثبت من موافقة الثقاتا له ومخالفتهم. وأما التنديد بابن حبان. فذكر الأستاذ أموراً:

منها أن ابن الصلاح وصفه بأنه غلط الغلط الفاحش فى تصرفه.

أقول: ابن الصلاح ليس منزلته آن يقبل كلامه فى مثل ابن حبان بلا تفسير، والمعروف مما ينسب ابن حبان فيه إلى الغلط أنه يذكر بعض الرواة فى (الثقات) ثم يذكرهم فى (الضعفاء)، أو يذكر الرجل مرتين أو يذكره فى طبقتين ومحو ذلك. وليس ذلك بالكثير وهو معذور فى عامة ذلك وكثير من ذلك أو ما يشبهه قد وقع لغيره كابن معين والبخارى. ومنها أنى الذهبى وصفه بالتشغيب والتشنيع.

أقول: إنما ذلك فى مواضع غير كثيرة يرى ما يستنكره للراوى فيبالغ فى الحط عليه، وهذا أمر هين، لأنه كان فيمن قد جرحه غيره فكما يقول العامة " لا يضر المقتول طعنه " وإن كان فيمن وثقه غيره لم يلتفت إلى تشنيعه وإنما ينظر فى تفسيره وما يحتج به. ومنها أنه يوثق المجاهيل الذين لم يسير أحوالهم.

أقول: قد بين ابن حبان اصطلاحه وهو أنه يذكر فى (الثقات) كل من يرى عنه ثقة ولم يرو منكراً وأن المسلمين على العدالة حتى يثبت الجرح، وقد ذهب غيره من الأكابر إلى قريب من هذاكما قدمته فى (قسم القواعد) فى القاعدة السادسة. نعم إنه ربما يظهر أنه يذكر الرجل ولم يعلم ما روى ولا عمن روى ولا منروى عنه، وعذره فى هذا أنه بنى على رأيه أن المسلمين على العدالة واستأنس بصنيع بعض من تقدمه من الأئمة من ذكر ذلك الرجل بدون إشارة إلى ضعف فيه، وأهل العلم من الحنفية وغيرهم كثيراً ما يقولون الراوى بقولهم: " ذكره البخارى وابن حاتم ولم يذكر فيه جرحاً " (1) ومع ذلك يبين ابن حيان بعدم ذكر شيخ الرجل ولا راو عنه أنه لم يعرفه (2) ومنها أنه عريق فى التعصب.

أقول: أئمة الحديث كلهم فى رأى الأستاذ متعصبون ولا أعرف ابن حبان بتعصب. ومنها أنه حكى انه قال فى النبوة أنها العلم والعمل.

اقول إن صح هذا عنه فهو قول مجمل معروف عنه فى جميع تصانيفه أنه يعظم النبوة حق تعظيمها ولعله أراد أن المفصود من إيجاد الله عز وجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم أن يعلم هو ويعمل، ثم يبين للناس فيعلموا ويعملوا. وقد نسب إليه أنه أنكر الحد لله، ولعله امتنع من التصريح بإثبات الحد باللفظ الذى اقترح عليه، أو أتى بعبارة حملها المشنعون على إنكار الحد كما اتفق للبخارى فى القرآن، وغير ذلك، وكتب ابن حبان من أولها على أخرها جارة على التمسك بالسنة والثناء على أصحابها وذم من يخالفها، وهو من أخص أصحاب ابن خزيمة أحد أئمة السنة. ثم أحال الأستاذ على ما فى (معجم البلدان): (بست). وأقول: هناك عبارة طويلة زعم ياقوت أنه نقلها من خط ابن النفيس أنه نقلها من خط السليمانى فى (معجم شيوخه)، وياقوت ليس بعمدة والأأئمة الذين ذكروا ترجمة ابن حبان قد وقفوا على كتب احوال لابن حبان تتعلق بسمرقند ونيسابةر وبخارى، ولكن من هذه البلدان (تاريخ) ذكر فيه ابن حبان، وتقل ياقوت وغيه من تلك التواريخ فلم يقع فى ذلك شىء مما فى تلك العبارة وإنما نقلوا عن تلك التواريخ تعظيمه والثناء عليه، على أن ما وصف به فى تلك العبارة ماليس بجرح، ومنه ما هو جرح غير مفسر او مفسر بما لايقدح أو غير مثبت، ضرورة أن قائل ذلك لم يكن ملازماً لبن حبان فى جميع تنقلاته فى تلك البدان، وإنما لفقت صحت عن السليمانى من قيل، وزعموا، فعلى كل حال لا وجه للتأويل عليها، ولا الإلتفات إليها. والله المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير