تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من حالتين:- إما أن يكون هذا النفل من النوافل المؤكدة التي حثت عليها الشريعة حثاً مؤكداً وداوم على فعله ? في حياته كلها فهذا يذم ولا شك، بل وإن عوقب برد شهادته تعزيراً له فهو حسن والدليل على ذلك قوله ? في الصحيحين» يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل «فهذا نهي منه ? لعبد الله بن عمرو أن يترك قيام الليل كما تركه فلا، ويدل عليه أيضاً الترغيب في ذكر الله بعد القيام من النوم وأنه سبب من أسباب حل العقد التي يعقدها الشيطان على النائم وأن من لم يحرص على ذلك فإنه مذموم كما في حديث أبي هريرة يرفعه» يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا هو نام يضرب على كل عقدة يقول: عليك ليل طويل فارقد، فإذا استيقظ فذكر الله انحلت عقده ... الحديث «وفيه» وإلا أصبح خبيث النفس كسلان «وهذا الذم في حق من لم يذكر الله ولم يتوضأ ولم يصل، فأما الوضوء والصلاة فهي من الواجبات فلا كلام لنا فيها وأما الذكر فإنه من المندوبات المتأكدات وقد وصف النبي ? تارك هذه الأشياء - بما فيها الذكر وهو مندوب - بأنه» خبيث النفس كسلان «وهذا دليل على أن تارك النفل المؤكد يذم، ويدل عليه أيضاً حديث ابن مسعود ? قال ذكر عند النبي ? رجل فقيل له: ما زال نائماً حتى أصبح، ما قام إلى الصلاة قال» ذلك رجل بال الشيطان في أذنه «أو قال» في أذنيه «"متفق عليه" والأقرب أن المراد بالصلاة قيام الليل والوتر إلا إن كان هناك رواية للحديث تخالف ذلك فأنا أدع قولي وأقول بما قال به النص، ولذلك فإنه قد ثبت عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى أنه قال: تارك الوتر رجل سوء ينبغي أن ترد شهادته واختار أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى أن تارك المندوب يذم إذا كان مصراً على الترك بلا سبب راجح وعلل ذلك بأنه علامة على قلة دينه وزهده في الخير وقد أفتى أبو العباس في تارك الوتر بأنه إن أصر على فإنه ترد شهادته وقال (إنه - أي الوتر - سنة مؤكدة باتفاق المسلمين) وأفتى أيضاً بأن من أصر على ترك السنن الراتبة ولم يواظب عليها بأنه قليل الدين فقال (من أصر على تركها - أي السنن الراتبة - دل ذلك على قلة دينه) ا. هـ. ويدل على ذلك أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة قال ضرب رسول الله ?» مثل البخيل والمصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثدييهما وتراقيهما فجعل المصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عليه حتى تغشى أنامله وتعفو أثره وجعل البخيل كلما همَّ بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة بمكانها «وهذا في البخل بالصدقة المندوبة ولا شك وهذا المثل الذي ضربه النبي ? للبخيل بالصدقة المندوبة إنما هو للذم فهو دليل على أن تارك المندوب المؤكد يذم، ويدل عليه أيضاً ما في الصحيحين من حديث أبي الحباب سعيد بن يسار عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال» ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً «وهذا الدعاء على الممسك عن النفقة في سبل الخير وهو من المندوبات وهذا الدعاء دليل على أن صاحبه مذموم فهو دليل على ذم من يترك النوافل المتأكدات الترك المطلق ويصر على هذا الترك وإما إن كان هذا المندوب ليس من المندوبات الراتبات المتأكدات فإنه لا يذم مطلقاً وهذا التفصيل هو الحق في هذه المسألة إن شاء الله تعالى فإن ما ورد عن السلف من ذم تارك المندوب إنما هو في المندوب الراتب المتأكد فإن قلت:- لقد طالت علينا المسألة وتشعبت، فأقول: دونك هذا الرسم البياني لتوضيح أطرافها لترسخ في ذهنك:-

مسألة الذم على ترك المندوب

مطلق الترك الترك المطلق

فلا يذم مطلقاً أي سواءً مع الإصرار على الترك

كان النفل من الرواتب

أو لم يكن

سـ43/ عرف المكروه؟ مع بيان شرح التعريف؟ وبيان المحترزات؟ والثمرة؟ مع تأييد ذلك بالمثال؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير