تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تعريف الطلاب بأصول الفقه]

ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[22 - 05 - 09, 09:22 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

وضعت هذا الكتاب من أجل القراءة على الجوال وليستفيد منه الإخوة الكرام لمن عنده كذلك ....

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم سهل ويسر وسدد ووفق

الحمد لله الذي له الحمد كله، والشكر لله الذي له الشكر كله، وأشهد ألا إله إلا الله الذي له الملك كله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه، البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً ثم أما بعد: فإنه قد طلب مني بعض طلبة العلم أن أشرح متناً في الأصول يكون سهلاً ميسراً يستطيع غالب الطلبة أن يقرؤه بفهم، فوعدتهم خيراً ولكن طال بي الوقت في المقارنة بين متون أصول الفقه الموجودة، أيُّ هذه المتون أحسن؟ فهداني الله جل وعلا إلى الكتابة في أصول الفقه بطريقة أخرى أكثر سهولة وأيسر في الفهم وأقرب إلى القبول من غيرها، وهي طريقة السؤال والجواب، فإنها طريقة محببة إلى النفوس ويشترك في فهمها الجميع ولو لم يكونوا من أهل الاختصاص، ولأن فيها يفصل الفن مسألة مسألة، كل مسألة لها سؤالاً خاص وجواب خاص، وهذا أدعى إلى تمحيص المسائل ومعرفة أولها من آخرها، وأقرب إلى البحث والاستفادة، وأبعد عن الملل وأيسر للشارحين والمستشرحين، وقد كنت قبل ذلك قد كتبت في التوحيد والعقيدة على هذه الطريقة فرأيت من الناس قبولاً واسعاً حسناً لها، ولأن هذه الطريقة من جملة الطرق التي قد سلكها الشارع في تلقين العلم وتفهيمه وإيصاله للقلوب والعقول، فهي من طرق الكتاب والسنة، ولأن المؤلفات في أصول الفقه على هذه الطريقة قليلة جداً، وهذا القليل الموجود منها لم يف بالغرض المطلوب ولأن المقصود عندنا في كتابنا هو إيصال الحق مقروناً بدليله بأيسر الطرق وأسهل السبل وإن خالفت المعهود من المعتمد في قوانين التأليف، فلذلك كله اخترنا كتابة مسائل الأصول على طريقة السؤال والجواب وأسميت هذه الكتابة بـ (تعريف الطلاب بأصول الفقه في سؤال وجواب) والله أسأل باسمه الأعظم أن ينفع به النفع العام والخاص والعاجل والآجل وأن يشرح له صدور أهل الإسلام وأن يوفقني فيه لقول الحق الموافق للكتاب والسنة، وأن يعينني على إتمامه كما أعانني على البدء فيه وأن يرفع نزل العلماء في الفردوس الأعلى وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم إنه خير مسئول ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبنا ونعم الوكيل فإلى المقصود والله المستعان وعليه التكلان فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد الفضل والعون:-

سـ1 / عرف أصول الفقه باعتبار مفرديه؟

جـ/ أقول:- لقد جرت عادة أهل العلم رحمهم الله تعالى في تعريف الألفاظ المركبة كل لفظ على حدة قبل تعريف اللفظتين مجموعة، ونحن هنا نجري على ما جروا عليه رحمهم الله تعالى تشبهاً بهم عسى الله تعالى أن ينظمنا في سلكهم ويحشرنا معهم فإن «من تشبه بقومٍ فهو منهم» فجرياً على هذه القاعدة نقول: (أصول الفقه) مركب من كلمتين: (أصول) و (فقه) فأما الأصول لغة فهو جمع مفرده أصل، وهو في اللغة الأساس، ومنه أساس البيت أي أصله، ويطلق الأصل أيضاً على الدليل، فيقال: أصل هذه المسألة الكتاب والسنة أي دليلها، وله إطلاقات أخرى، لكن هذا الإطلاق هو المراد في أصول الفقه، فإذا قيل (أصول الفقه) أي (أدلة الفقه).

وأما الفقه في اللغة: فهو الفهم ومنه قوله تعالى ? فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا? وقوله تعالى ?قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ? ويطلق أيضاً على العلم ويطلق أيضاً على الفطنة، وأما تعريفه شرعاً: فهو معرفة الأحكام الشرعية العملية المكتسب من الأدلة التفصيلية، فقوله (معرفة) جنس في التعريف يدخل تحتها المعرفة الظنية والمعرفة اليقينية، وقوله (الأحكام الشرعية) قيد يخرج العلم بغيرها كأحكام الطب والنحو ونحوها فإن العارف لا يسمى فقيهاً، وقوله (العملية) قيد يخرج العلم بالأحكام العقدية، فإن العارف بمسائل العقيدة فقط لا يسمى فقيهاً على اصطلاح أهل الفقه، وقوله (المكتسب) صفة لهذه المعرفة أي أن هذه المعرفة كانت معدومة ثم اكتسبت، فكانت بعد أن لم تكن، وقوله (من أدلتها التفصيلية) قيد يتضح به الفرق بين الأصولي والفقيه، كما سيأتي إن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير