تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 – محاولة ربط هذه القضايا والمسائل المذكورة بالكتاب والسنة الصحيحة؛ لأنَّ الكتابَ والسنةَ هما المصدرانِ الأصليان اللذان تُوزن بهما الأعمال والأقوال، وما أحسنَ قول شيخ الإسلام ابن تيمية: «لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة، فَمَتَى قدر الإنسان على اتّباع النصوص لم يعدل عنها، وإلاّ اجتهد رأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقلَّ أن تعوزَ النصوصُ مَنْ يكونُ خبيراً بها وبدلالتها على الأحكام» ()، وقال سفيانُ الثوريُّ: «إنْ استطعتَ أنْ لا تحك رأسكَ إلا بأثرٍ فافعل» ().

5 – الاستفادة من فهوم العلماء المحققين وكتبهم خاصةً كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام ابن القيم الجوزية، والشيخ عبد الرحمن السّعديّ وأئمة الدعوة – عموماً – ففي كتبهم من غزارة العلم، ودقة العبارة وتحريرها، والاعتناء بالتنبيه عَلَى القواعدِ الكلية، والأصولِ الجامعة، والأدلةِ الشرعية، وحسن التصنيف، ما يعجب منه القارىء ويجزم أنه لا يوجد لها نظير إلاّ ما نَدَر، و ? ????•?? ?????? ???? ????????? ??? ???????? ? ?????? ????•?? ??????? ? [المائدة:54].

وبعد: فهذا جهدُ المقل والقدر الذي واتاه ? ????? ?????? ???????? ????????? ??????????? ?????? ???????? ???? ? ? [الطلاق: 7]، وإليه ? السؤال أن يجعل ذلك خالصاً لوجهه الكريم، مقتضيا لرضاه، وأن لا يجعل العلم حجة على كاتبه في دنياه وأخراه، وعلى الله قصد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

??????

(1)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

يبدأ بالأهم فالمهم

وهو بذلك يسلك المنهج النبويّ القويم القائم على البدء بالأهم فالمهم والتدرج في ذلك، وقد دلَّ على ذلك وصية النبي @ لمعاذ > حين بعثه إلى اليمن فقال: «إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» ().

قال الشيخُ ابنُ عثيمين ~: «هذه هي أصول الدعوة التي يجب أن نرتبها هكذا إذا كنا ندعو قوماً كافرين، لكن إذا كنا ندعو قوماً مسلمين قد عرفوا الأصل الأوَّل، وهو التوحيد ولم ينقصوه أو ينقضوه دعوناهم إلى ما بعده كما هو بيّن من هذا الحديث» ().

وعن عائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنينَ < قالَتْ: إنما نَزَلَ أوَّلَ ما نَزَلَ مِنْهُ سورَةٌ مِنَ المُفَصَّلِ؛ فِيها ذِكْرُ الجَنَّةِ والنَّارِ، حَتَّى إذا ثابَ الناسُ إلى الإسْلاَمِ، نَزَلَ الحَلاَلُ والحَرَامُ، ولوْ نَزَلَ أوَّلَ شَيْءٍ لا تَشْرَبُوا الخَمْر لَقالُوا: لا نَدَعُ الخَمْرَ أبَدا، ولَوْ نَزَلَ لا تَزْنُوا لَقالُوا: لا نَدَعُ الزِّنا أبَداً ().

قال ابنُ حَجَر: «أشارتْ إلى الحكمة الإلهية في ترتيب التنزيل، وأنَّ أولَ ما نزل من القرآن الدعاء إلى التوحيد، والتبشير للمؤمن والمطيع بالجنة وللكافر والعاصي بالنار، فلما اطمأنتْ النفوس على ذلك أنزلت الأحكام، ولهذا قالت: ولو نَزَلَ أوَّل شيءٍ لا تشربوا الخمر، لقالوا: لا ندعها، وذلك لما طبعت عليه النفوس من النفرة عن ترك المألوف» ().

وهنا أنبه على أمرين:

الأوَّلُ: أنّ مناطَ معرفة مهمات الدين العظيمة، ومقاصد الشريعة، وأولويات الدعوة – التي ينبغي العناية والبدء بها – كتابُ اللهِ وسنةُ رسوله @، فهذه المهمات والمقاصد والأولويات ليست خاضعة لرغبات شخصية، وأهواء فردية، وتوجهات حزبية لو فتح لها الباب لغيرت مراسيم الشريعة، وألغت أصول العقيدة بدعوى تحصيل مصالح متوهمة مصادمة لنصوص الشرع كما وُجد في زماننا هذا فأفسدت أكثر مما أصلحت!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير