تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

? ??? ???? ?????? ??? ???????? ???? ???????????? ?????? ??????? ?????????? ???? ? [النازعات:18 – 19]، وفي هذا الكلام من لطف القول وسهولته, وعدم بشاعته, ما لا يخفى على المتأمل. فإنه أتى بهل" الدالة على العرض والمشاورة, التي لا يشمئز منها أحد, ودعاه إلى التزكي والتطهر من الأدناس, التي أصلها, التطهر من الشرك, الذي يقبله كل عقل سليم, ولم يقل "أزكيك" بل قال "تزكى" أنت بنفسك. ثم دعاه إلى سبيل ربه, الذي رباه, وأنعم عليه بالنعم الظاهرة والباطنة التي ينبغي مقابلتها بشكرها, وذكرها فقال: " وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ".

فلمّا علم أنه لا ينجع فيه تذكير قال: ? ????? ?????? ???????? ???? ??????? ?????????? ???? ???? ??•?????????? ?????????? ?????????? ???????? ??????? ????????????? ?????????? ????? ? [الإسراء:102]، أي ممقوتا ملقى في العذاب لك والذم واللعنة.

وهذه من الحكمة التي أمر الله بها فتنبه!.

??????

(26)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

يكثر من الاستشارة

وهو بهذا يهتدي بأمر الله بها نبيه @ – والنبي @ أكملُ الناس عقلاً، وأغزرهم علماً، وأفضلهم رأياً – في قوله تعالى: ? ????????????? ??? ???????? ? ?

[آل عمران:159].

وبما مدح ? عباده بقوله – في سورة تسمى: سورة الشورى –: ? ??????????? ?????????????? ??????????? ???????????? ??????????? ???????????? ??????? ?????????? ? [الشورى:38]، وهذا يشمل جميع أمورهم الدينية والدنيوية، الداخلية والخارجية، العامة والخاصة ().

قال الحسنُ البصريّ: «واللهِ ما تشاور قومٌ إلا هدوا لأفضل ما يحضر بهم ثم تلا ? ???????????? ??????? ?????????? ? [الشورى:38]» ().

وقال الضحاكُ بنُ مزاحم: «ما أمر الله نبيه بالمشورة إلا لما يعلم فيها من الفضل» ().

قال ابنُ القيم: «وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يقولُ: ما ندم من استخار الخالق، وشاور المخلوقين، وتثبت في أمره، وقد قال ?: ? ????????????? ??? ???????? ? ??????? ???????? ?????????? ????? ???? ? ? [آل عمران: 159]، وقال قتادةُ: ما تشاور قوم يبتغون وجه الله إلا هدوا إلى أرشد أمرهم» ().

وكان النبي @ يشاور أصحابه في كل ما يحتاج إلى المشاورة من دقيق وجليل، ويأخذ برأيهم المصيب، وربما ابتدؤه بالرأي الذي يرونه فيرجع إليه إذا اتضح له صوابه، وإنما كانت المشاورة لها هذا المقام الجليل لما يترتب عليها من المصالح الكلية العامة في الشؤون الدينية والشؤون الدنيوية وأمور السياسة وتوابعها ().

وقد كانت المسألة تنزل بعمر بن الخطاب > وهو المُحَدّث الملهم فيستشير لها من حضر من الصحابة، وربما جمعهم وشاورهم حتى كان يشاور عبد الله بن عباس > – وهو إذا ذاك أحدث القوم سنا – وكان يشاور عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبدالرحمن بن عوف وغيرهم} أجمعين.

ولا ريب أنَّ الاستشارة فيها من الفوائد والمصالح الدينية والدنيوية ما لا يمكن حصره، ولو لم يكن فيها إلاّ أنَّ المشاورَ لا يكاد يخطئ في فعله، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم لكفى.

ولمّا كان المسلمون قد طبقوا هذا الأصل في صدر الإسلام على أمورهم الدينية والدنيوية كانت الأمور مستقيمة، والأحوال في رقيّ وازدياد، فلمّا انحرفوا عن هذا الأصل ما زالوا في انحطاط في دينهم ودنياهم، حتى وصل بهم إلى الحال ما ترى، فلو راجعوا دينهم في هذا الأصل وغيره لأفلحوا ونجحوا.

ومن آثار عدم الاستشارة ما نرى في واقعنا المعاصر من إقدام بعض المصلحين – عن حسن نية – على أعمالٍ عَامّة كانت لها أضرار سيئة على الإسلام والمسلمين، وعلى الدعوة عموماً .. لمَّا لم يستشر أهل العلم والحلم والعقل!، والله غالبٌ على أمرهِ، ولهُ الحكمةُ البالغةُ ?.

??????

(27)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

يستخير الله قبل العمل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير