تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحسنُ البصريّ في قوله تعالى: ? ????????? ???????????? ????????? ????????? ????? ???????? ??????? ? [الفرقان:63]: «الهون بالعربية: السكينةُ والحلمُ والوقارُ، فالمؤمنُ حليم، وإنْ جُهِلَ عليه حَلِمَ، ولا يظلم وإنْ ظُلِمَ غَفَر، ولا يبخل وإنْ بُخِلَ عليه صَبَر» ().

وفي حديثِ عبد الله بن عَبَّاسٍ أنَّ النَّبِيّ @ قَالَ للأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِالْقَيْسِ: «إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالأَنَاةُ» ().

قال ابن القيم: «وفيها مدح صفتي: الحلم والأناة، وأنَّ الله يحبهما، وضدهما: الطيش والعجلة، وهما خلقان مذمومان، مفسدان للأخلاق والأعمال.

وفيه دليلٌ على أنّ الله يحبُ من عبده ما جبله عليه من خصال الخير كالذكاء والشجاعة والحلم.

وفيه دليلٌ على أنَّ الخلق قد يحصل بالتخلق والتكلف لقوله في

هذا الحديث: خلقين تخلقت بهما أو جبلني الله عليهما فَقَالَ: بل جبلتَ عليهما» ().

وقال: «فالحليم لا يستفزه البدوات، ولا يستخفه الذين لا يعلمون، ولا يقلقه أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقورٌ ثابتٌ ذو أناةٍ، يملكُ نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة» ().

وقال: «والفرق بين الصبر والحلم: أنَّ الصبر ثمرةُ الحلم وموجبه، فعلى قدر حلم العبد يكون صبره، فالحلم في صفات الرب تعالى أوسع من الصبر، ولهذا جاء اسمه الحليم في القرآن في غير موضع ولسعته يقرنه سبحانه باسم العليم كقوله وكان الله عليما حليما والله عليم حليم» ().

ولعل القارئ الكريم .. يقرأ سيرة معاوية بن أبي سفيان، والأحنف بن قيس وهما من مشاهير العرب في الحلم ففي سيرتهما كلمات جميلة، وتنبيهات لطيفة، ونصائح بديعة في الحلم والتحلم.

فمن ذلك قول الأحنف بن قيس (): «لست بحليم، ولكني أتحالم».

– وقوله: «لا يتبين حلم الرجل حين لا يغضب، إنَّ الحلمَ لا يكون إلا عند الغضب».

– وقال عبد الله بن بكر المزني: جاء رجلٌ إلى الأحنف فشتمه فسكت عنه فأعاد عليه وألح والأحنف ساكت فقال الرجل: والهفاه ما يمنعه من الرد علي إلا هواني عليه.

– وقال يونسُ بنُ عُبيد: شتم رجلٌ الأحنفَ بنَ قيس، قال: فقام الأحنف إلى منزله فاتبعه الرجل يسبه ويشتمه حتى بلغ منزله فالتفت إليه الأحنف قال: حسبك الآن ثم دخل.

– وقال شعبةُ: قال رجلٌ لأحنف بن قيس: لتسمعن عشراً، فقال الأحنف له: لبيك لئن قلتَ عشراً لم تسمعْ واحدة.

– وكان معاويةُ بنُ أبي سفيان يتمثل بهذه الأبيات وهي هذه:

فما قَتَلَ السفاهةَ مثل حلم

* يعود به على الجهل الحليم

فلا تسفه وإن ملئت غيظا

* على أحد فإن الفحش لوم

ولا تقطع أخا لك عند ذنب

* فإن الذنب يغفره الكريم

??????

(25)

الدَّاعِيَة البَصِير ..

رفيقٌ رحيمٌ، وغليظٌ شديدٌ

وهذه هي الحكمة: الرفق والرحمة في موضعها، والغلظة والشدة في موضعها.

قال السعدي: «من الحكمة استعمال اللين في معاشرة المؤمنين، وفي مقام الدعوة للكافرين كما قال تعالى: ? ??????? ???????? ????? ???? ????? ?????? ? ?????? ????? ????? ??????? ?????????? ?????????? ???? ???????? ? ? [آل عمران:159].

وقال: ? ??????? ????? ?????? ???????? ????????? ?????????? ???? ???????? ???? ? [طه:44]، فأمر باللين في هذه المواضع، وذكر ما يترتب عليه من المصالح.

كما أنّ من الحكمة استعمال الغلظة في موضعها، قال تعالى: ? ??????????? ????•???? ??????? ??????????? ?????????????????? ?????????? ?????????? ? ? [التحريم:9].

لأن المقام هنا مقام لا تفيد فيه الدعوة، بل قد تعين فيه القتال، فالغلظة فيه من تمام القتال، وقد جمع الله بين الأمرين في قوله في وصف خواص الأمة

? ?????????? ????? ??????????? ?????????? ?????????? ? ? [الفتح:29]» ().

ومن تأمل دعوة موسى رأى أنه استعمل الحكمة فقال لفرعون في موضع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير