تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد اكتمل منهج أطراف الكتب الستة ولواحقها ونضج على يد الحافظ المتقن جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي (654 - 742ه)، واستفاد علماء عصره ومن بعدهم من كتابه ((تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف))، وتنافسوا في تحصيله بعدا وقربا، وتناولوه بالدراسة والاختصار والتعقب.

وقد لازم الحافظ ابن كثير شيخه الحافظ المزي، واستفاد منه، وقرأ عليه أكثر تصانيفه، وتزوج بابنته، وكانت له عناية خاصة بكتاب ((تحفة الأشراف))، وكانت له نسخة خاصة منه، وعلى حواشي هذه النسخة تعليقات بخط الحافظ المزي تتبع فيها أشياء كثيرة من كتاب النسائي رواية ابن الأحمر، وقد أفردها الحافظ المزي في جزء لطيف سماه ((لحق الأطراف)) (1).

وقف الحافظ ابن كثير على كتاب ((تحفة الأشراف))، واستفاد منه، وسبر الخطة التي سلكها شيخه فيه، وكانت هي السبب في نشوء فكرة إعداد كتابه ((جامع المسانيد والسنن))، ولكن بشكل أوسع، يجمع فيه الكتب الستة ولواحقها التي استوعبها الحافظ المزي في ((تحفة الأشراف))، مع الكتب الأخرى التي ذكرها في المقدمة.


(1) انظر ((النكت الظراف)) 1/ 5.

كان للحافظ ابن كثير اهتمام كبير بمسند الإمام أحمد، وكان -كما قيل- ممن يحفظه عن ظهر قلب، و ((مسند أحمد)) أحد دواوين الإسلام، ولكنه ينقصه معرفة درجة أحاديثه، وهذا يحصل بالربط بينه وبين ((تحفة الأشراف))، وحينئذ تكتمل الفائدة منه بمعرفة الأحاديث التي هي في الكتب الستة، والتنبيه على الأحاديث التي تفرد الإمام أحمد بروايتها عن الكتب الستة خاصة.
كان الحافظ ابن المحب رحمه الله تعالى من قبل ذلك رتب ((مسند أحمد)) على طريقة كتب الأطراف، فأخذه الحافظ ابن كثير وجعله عمدة كتابه
((جامع المسانيد والسنن))، وأضاف إليه من شارك الإمام أحمد في رواية الأحاديث من أصحاب الكتب الستة ولواحقها تبعا لما ورد في ((تحفة الأشراف))، فإن لم يشاركه أحد أشار إلى تفرد الإمام أحمد برواية هذا الحديث باعتبار الكتب الستة فقط.
ثم أضاف إلى كتابه أحاديث ((المعجم الكبير)) للطبراني، و ((مسند البزار))، و ((مسند أبي يعلى الموصلي)).
وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن الجزري (1)، فقال رحمه الله تعالى: ((أما ترتيب هذا المسند، فقد أقام الله تعالى لترتيبه شيخنا خاتمة الحفاظ الإمام الصالح الورع: أبا بكر محمد بن عبدالله بن المحب الصامت رحمه الله تعالى، فرتبه على معجم الصحابة، ورتب الرواة كذلك، كترتيب كتاب الأطراف، تعب فيه تعبا كثيرا.
ثم إن شيخنا الإمام مؤرخ الإسلام، وحافظ الشام عماد الدين أبا الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله تعالى، أخذ هذا الكتاب المرتب من مؤلفه، وأضاف إليه أحاديث الكتب الستة، ومعجم الطبراني الكبير، ومسند البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، وأجهد نفسه كثيرا، وتعب فيه تعبا عظيما، فجاء لا نظير له في العالم، وأكمله إلا بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله، فإنه عوجل بكف بصره)).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير