تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن الحداثة هي خلاصة سموم الفكر البشري كله، من الفكر الماركسي إلى العلمانية الرافضة للدين، إلى الشعوبية إلى هدم عمود الشعر، إلى شجب تاريخ أهل السنة كاملاً إلى إحياء الوثنيات والأساطير.

ويتخفىالحداثيون وراء مظاهر تقتصرعلى الشعر والتفعيلة والتحليل، بينما هي تقصد رأساً هدم اللغة العربية ومايتصل بها ممن يتصل بهامن مستوى بلاغي وبياني عربي مستمد من القرآن الكريم،وهذا هو السر في الحملة علىالقديم وعلى التراث وعلى السلفية.

تطورمذهب الحداثة في الغرب وفي البلاد العربية:

إن حركة الحداثة الأوروبية بدات قبل قرن من الزمن في باريس بظهور الحركة البوهيمية فيهابين الفنانين في الأحياء الفقيرة.

ونتيجة للمؤثرات الفكرية، والصراع السياسي والمذهبي والاجتماعي شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي في أوروبا اضمحلال العلاقات بين الطبقات، ووجود فوضىحضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.

وقد تبنت الحداثة كثير من الطبقات،ووجود فوضى حضارية انعكست آثارها على النصوص الأدبية.وبلغت التفاعلات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية في أوروبا ذروتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى.وبقيت باريس مركز تيار الحداثة الذي يمثل الفوضى الأدبية.

وقد تبنت الحداثةكثير من المعتقدات واملذاهب الفلسفية والأدبية والنفسية أهمها:

1 - الدادائية: وهي دعوةظهرت عام1916م، غالت في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة للبدائية والفوضى الفنية الاجتماعية.

2 - السريالية: واعتمادها على التنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات،ولهذا ترفض التحليل المنطقي، وتعتمد بدلاً عنه الهوس والعاطفة.

3 - الرمزية: وما تتضمنة من ابتعاد عن الواقع والسباحة في عالم الخيال والأوهام،فضلاً عن التحرر من الأوزان الشعرية،واستخدام التعبيرات الغامضة والألفاظ الموحية برأي روادها.وقد واجهت الحداثة معارضة شديدة في جميع أنحاء أوروبا،

ثم ظهرت مجلة شعر التي رأس تحريرها في لبنان يوسف الخال عام 1957م تمهيد لظهور حركة الحداثة بصفتها حركة فكرية، لخدمة التغريب، وصرف العرب عن عقيدتهم ولغتهم الفصحى …لغة القرآن الكريم.

وبدأت تجربتها خلف ستار تحديث الأدب، فاستخدمت مصطلح الحداثة عن طريق ترجمة شعر رواد الحداثة الغربيين أمثال:بودلير ورامبو ومالا رامية، وبدأ رئيس تحريرها –أي مجلة شعر – بكشف ما تروج له الحداثة الغربية حين دعا إلى تطوير الايقاع الشعري،وقال بأنه ليس لللأوزان التقليدية أي قداسة ويجب أن يعتمد في القصيدة على وحدة التجربة والجو العاطفي العام لا على التتابع العقلي والتسلسل المنطقي كما أنه قرر في مجلتة أن الحداثة موقف حديث في الله والإنسان والوجود.

كان لعلي أحمد (أدونيس) دور مرسوم في حركة الحداثة وتمكينها على أساس:

ما دعاه من الثبات والتحول فقال (لايمكن أن تنهض الحياة العربية ويبدع الإنسان العربي إذا لم تتهدم البنية التقليدية السائدة في الفكر العربي والتخلص من المبنى الديني التقليدي (الاتباع) استخدم أدونيس مصطلح الحداثة الصريح ابتداءً من نهاية السبعينات عندما:صدمة الحداثة عام 1978م وفيه لايعترف بالتحول إلا من خلال الحركات الثورية السياسية والمذهبية،وكل مامن شأنه أن يكون تمرد على الدين والنظام تجاوز للشريعة.

لقد أسقط أدونيس مفهوم الحداثة على الشعر الجاهلي وشعراء الصعاليك وشعر عمر بن أبي ربيعة، وأبي نواس وبشار بن برد وديك الجن الحمصي،كما أسقط مصطلح الحداثة على المواقف الإلحادية لدى ابن الرواندي وعلى الحركات الشعوبية والباطنية والإلحادية المعادية للإسلام أمثال:ثورة الزنج والقرامطة.

ويعترف أدونيس بنقل الحداثة الغربية حيث يقول في كتابه الثابت والمتحول: (لانقدر أن نفصل بين الحداثه العربيه والحداثه في العالم).

أهم خصائص الحداثة:

- محاربة الدين بالفكر والنشاط.

- الحيرة والشك والاضطراب.

- تمجيد الرذيلة والفساد والإلحاد.الهروب من الواقع إلى الشهوات والمخدرات والخمور.

- ا لثورة على القديم كله وتحطيم جميع أطر الماضي إلى الحركات الشعوبية والباطنية.

- الثورة على اللغة بصورها التقليدية المتعددة.

- امتدت الحداثة في الأدب إلى مختلف نواحي الفكر الإنساني ونشاطه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير