في آيَةِ الكُرْسِيْ وَذِي عِمْرَانِ
ولأجْل ذَا جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُ
542
ـمِ الحَيِّ والقَيّومِ مُقْتَرنَانِ
اسْمُ الإلَهِ الأعظَمُ؛ اشتَمَلاَ عَلَى اسْـ
543
رِي ذاكَ ذُو بَصَرٍ بِهَذَا الشَّانِ،
فالكُلُّ مرجِعُهَا إلَى الاِسْمَين يَدْ
544
وَلَهُ المَحَبَّةُ وهْوَ ذُو الإحْسَانِ.
وَلَهُ الإرَادَةُ وَالكَرَاهَةُ والرِّضَى
545
ـشْبِيهِ والتَّمْثِيِلِ بالإنْسَانِ
وَلَهُ الكَمَالُ المُطْلَقُ العَارِي عَنِ التَّـ
546
أوْلَى وَأقْدَمُ وهْوَ أعظَمُ شَانِ
وَكَمَالُ مَنْ أعْطَى الكَمَالَ بِنَفْسِهِ
547
ذَاكَ الكَمَالُ أذَاكَ ذُو إمْكَانِ؟!
أيَكُونُ قَدْ أعْطَى الكَمَالَ وَمَا لهُ
548
مُتَكَلِّمٌ بمَشِيئةٍ وَبَيَانِ
أيَكُونُ إنْسَانٌ سَمِيعٌ مُبصِرٌ
549
والعِلْمُ بالكُلِّيِّ والأعْيَانِ
وَلَهُ الحَيَاةُ وَقُدْرَةٌ وإرَادَةٌ
550
ـذَا وَصْفَهُ؟! فاعْجَبْ مِنَ البُهْتَانِ!
واللُه قَدْ أعْطَاهُ ذَاكَ = وَليسَ هَـ
551
والأكْلِ مِنْهُ وَحَاجَةِ الأبْدَانِ
بِخِلاَفِ نَوْمِ العَبْد ثُمَّ جِمَاعِهِ
552
ـتَاجاً وَتِلْكَ لَوَازِمُ النُّقْصَانِ،
إذ تِلكَ ملْزُومَاتُ كَونِ العَبْدِ مُحْـ
553
وَلَوَازِمُ الإحْدَاثِ والإمْكَانِ
وكَذَا لَوَازِمُ كَوْنِهِ جَسَداً، نَعَمْ
554
عَنْهَا وَعَنْ أعْضَاءِ ذِي جُثْمَانِ.
يتقدَّسُ الرَّحْمنُ جَلَّ جَلالُهُ
555
وَكَلامُهُ الَمسْمُوعُ بالآذَان
ِ واللهُ رَبِّى لَمْ يَزَلْ متكلِّماً
556
طَلَباً وإخبْاراً بِلاَ نُقْصَانِ،
صِدْقاً وعَدْلاً أُحْكِمَتْ كَلِمَاتُهُ
557
لَدْغٍ وَمِنْ عَيْنٍ ومِنْ شَيْطَان
ِ وَرَسُولهُ قَدْ عَاَذَ بالكَلِمَاتِ مِنْ
558
ـرَاكِ وَهْوَ مُعَلِّمُ الإيمَان
ِ أُيُعَاذُ بالمْخلُوقِ حَاشَاهُ مِنَ الإشْـ
559
سُبْحانهُ لَيْسَتْ مِنَ الأكْوانِ،
بَلْ عَاذَ بالكَلِمَاتِ وَهْيَ صِفَاتُهُ
560
ـمُوعِ مِنْهُ حقِيقَةً بِبَيَان
وَكَذَلِكَ القُرْآنُ عَيْنُ كَلاَمِهِ الَمْسـ
561
لَفْظاً وَمَعْنىً مَا هُمَا خَلْقَانِ
هُوَ قَولُ رَبِّي كُلُّهُ لاَ بَعْضُهُ
562
- اللَّفْظُ وَالمعْنَى- بِلاَ رَوَغَانِ،
تَنْزيلُ رَبِّ العَالمِينَ وَقوْلُهُ
563
كَمِدَادِهِمْ والرَّقِّ مَخْلوقَانِ
لَكِنَّ أصْوَاتَ الْعِبَادِ وَفِعْلَهُمْ
564
مَ كَلاَمُ رَبِّ العرْشِ ذِي الإحْسَانِ
فالصَّوتُ للْقَارِي ولَكِنَّ الكَلاَ
565
كَقِرَاءَةِ المخْلُوقِ ِللقُرآنِ
هَذَا إذَا مَا كَانَ ثَمَّ وَسَاطَةٌ
566
قَدْ كلَّمَ الموْلُودَ مِنْ عِمْرَان
فإذَا انتفَتْ تِلْكَ الوَسَاطَةُ مِثْلَمَا
567
شئٌ مِنَ المسْمُوعِ فَافْهَمْ ذان.
فهُنالِكَ المخْلُوقُ نَفْسُ السَّمْع لاَ
568
وخُصُومُهُمْ مِنْ بَعْدُ طَائِفَتَان:
هَذِي مَقَالَةُ أحمدٍ وُمُحَمَّدٍ،
569
خَلْقٌ لَهُ ألفَاظُهُ وَمَعَانِي
إحْدَاهُمَا زَعَمَتْ بِأنَّ كَلامَهُ
570
خَلْقٌ وَشَطْرٌ قَامَ بالرَّحْمنِ
والآخَرُونَ أبَوْا وقالُوا شَطْرُهُ
571
- قُلْنَا كَمَا زَعَمُوهُ قُرْآنَانِ -
((زعمُوا القُرَانَ عِبَارَةً وَحِكَايَةً
572
قَالَ الوَلِيدُ وَبَعْدَهُ الفِئتَانِ
هَذَا اَّلذِي نَتْلُوهُ مْخُلُوقٌ كَمَا
573
بالنَّفْسِ لَمْ يُسْمَعْ مِنَ الدَّيَّانِ،
والآخَرُ المْعنَى الَقَديمُ فقَائِمٌ
574
هُوْ عَيْنُ إخْبَارٍ وَذُو وُحْدَانِ
والأمرُ عَيْنُ النَّهْيِ واسْتِفْهَامُهُ
575
ـجِيلٍ وَعَيْنُ الذِّكْرِ والفُرْقَانِ
وهُوَ الزَّبُورُ وَعَيْنُ تَوْرَاةٍ وإنْـ
576
لاَ يَقْبَلُ التبْعِيضَ في الأذْهَانِ
الكُلُّ معنىً وَاحِدٌ فِي نَفْسِهِ
577
حَرْفٌ وَلاَ عَرَبِيْ وَلاَ عِبْرَانيِ))
مَا إنْ لَهُ كُلٌ وَلاَ بَعْضٌ وَلاَ
578
فِيمَا يُقَالُ الأخْطَلُ النَّصرانيِ!
وَدَلِيلُهُمْ في ذَاكَ بَيْتٌ قَالَهُ
579
مَعْنىَ الكَلاِمِ ومَا اهْتَدَوا لِبَيَانِ؛
يَا َقْومُ قَد غَلِطَ النَّصَارَى قَبْلُ في
580
إذْ قِيلَ كِلْمَةُ خَالِقٍ رَحْمنِ
وَلأجْل ذَا ظَنوا المسيِحَ إلَهَهُمْ
581
هُوتاً قَديِماً بَعْدُ مُتَّحِدَانِ،
ولأجْلِ ذَا جَعَلُوهُ نَاسُوتاً وَلاَ
582
مَعْنًى قَديمٌ غَيْرُ ذِي حَدَثَانِ
وَنَظِيرُ هَذَا مَنْ يَقُولُ: ((كَلاَمُهُ
583
نَاسُوتُهُ لِكنْ هُمَا غَيْرَانِ))
والشَّطْرُ مَخْلُوقٌ وَتِلْكَ حُرُوفُهُ
584
¥