فالقَوْلُ مَفْعُولٌ لَدَيهمْ قَائِمٌ
626
فِيهَا الشُّيُوخُ مُعَلِّمو الصِّبيَانِ.
هَذِي مَقَالَةُ كُلِّ جَهْمِيٍّ وهُمْ
627
لَمْ يذهَبُوا ذَا المَذْهَبَ الشَّيْطانِيِ
لَكِنَّ أهْلَ الاِعتِزَال – قَدِيمَهُمْ-
628
ضَى البَصْرِيِّ ذَاكَ العالِمُ الربَّاني،
وَهُم الأُلَى اعتزَلُوا عَنِ الحسَنِ الرِّ
629
مِنْ قَبْلِ جَهْمٍ صَاحِبِ الحَدَثَانِ،
وَكَذاكَ أتْبَاعٌ عَلَى مِنْهَاجِهْم
630
لكَ وافَقُوا جَهْماً عَلَى الكُفْرانِ
لَكِنَّما متأخِّرُوهمْ بَعْدَ ذَا
631
لٍ ثَوبُهُمْ أضْحَى لَه عَلَمَانِ
فَهُمُ بِذَا جَهْمِيَّةٌ أهْلُ اعتِزَا
632
عَشْرٍ مِنَ العُلَمَاءِ فِي البُلْدَانِ
وَلَقَدْ تَقَلَّدَ كُفْرهُمْ خَمْسُونَ فِي
633
ـهُمْ بَلْ حَكَاهُ قَبْلَهُ الطَّبَرَانِيِ
وَاللاَّلَكَائِيُّ الإمامُ حَكَاهُ عَنْـ
634
فَصْلٌ
فِي مَذْهَبِ الكَرَّامِيَّةِ
فِي ذاتِهِ أيضاً فَهُمْ نَوْعَانِ:
وَالقَائِلونَ بِأنَّهُ بمشِيئَةٍ
635
نَوْعاً، حِذَارَ تسلسُل الأعْيَانِ
إحدَاهُمَا جَعَلَتْهُ مَبْدُوءاً بِهِ
636
إثبَاتَ خَالِقِ هَذِه الأكْوَانِ
فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيْهمُ - فِيِ زَعْمِهمْ -
637
مَا لِلْفَنَاءِ عَلَيْهِ مِنْ سُلْطَانِ
فَلِذاكَ قَالُوا: ((إنَّهُ ذُو أوَّلٍ
638
ذُو مَبْدأٍ بَلْ ليْسَ يَنتَهِيَانِ))
وَكَلاَمُهُ كَفِعَالِهِ وكِلاَهُمَا
639
وَأتَوْا بتَشْنِيعٍ بِلاَ بُرْهَانِ
قَالُوا: ((وَلْم يُنْصِفْ خُصُومٌ جَعْجَعُوا
640
بَلْ بَيْنَنَا بَوْنٌ مِنَ الفُرْقَانِ،
قُلْنَا كَمَا قَالُوهُ في أفْعَالِهِ،
641
قُلْنَا هُمَا باللهِ قَائِمَتَانِ،
بَلْ نَحْنُ أسْعَدُ مِنْهُمُ بالحقِّ إذْ
642
فِعْلٌ وَلاَ قَوْلٌ) فَتَعْطِيلاَنِ
وَهُمُ فَقَالُوا: (لَمْ يَقُمْ باللهِ لاَ
643
ــطَلُ مِنْ حُلُولِ حَوَادِثٍ بِبَيَانِ.
لِفعَالِهِ وَمَقَالِه شَرٌّ وأبْـ
644
شَرٌّ مِنَ التشْنِيعِ بِالهَذَيَانِ))
تَعْطِيلُهُ عَنْ فِعْلِهِ وَكَلاَمِهِ
645
رَدُّوا عَلَيْهِ قَطُّ بالبُرهَانِ
هَذِي مَقَالاتُ ابْنِ كرَّامٍ، وَمَا
646
لِلْعَقْلِ وَالآثَارِ والقُرْآنِ
أنَّى ومَا قَدْ قَالَ أقْرَبُ مِنْهُمُ
647
وَفَرَاقِعٍ وَقَرَاقِعٍ بِشِنَانِ
لَكِنَّهُمْ جَاؤُوا لَهُ بِجَعَاجِعٍ
648
فَصْلٌ
فِي ذكر مَذْهَبِ أهْل الحَدِيثِ
وَمُحَمَّدٍ وأئمةِ الإيمَانِ
وَالآخَرُونَ أولُوا الحَدِيثِ كأحْمَدٍ
649
مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ
قَالُوا بِأنَّ اللهَ حَقَّاً لَمْ يَزَلْ
650
ـلُو عَنْهُ فِي أزلٍ بِلاَ إمْكَانِ؟
إنَّ الكَلاََمَ هُوَ الكَمَالُ فَكَيفَ يَخْـ
651
مَاذَا اقْتَضَاهُ لَهُ مِنْ الإمْكَانِ؟!
وَيَصِيرُ فِيمَا لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّماً،
652
لِلذَّاتِ مِثْلُ تَعَاقُبِ الأزْمَانِ
وَتَعاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ
653
((حم~)) مَعْ ((طَهَ)) بِغَيْرِ قِرَانِ
وَاللهُ رَبُّ العرْشِ قَالَ حقِيقَةً
654
قَدْ رُتِّبتْ فِي مَسْمَعِ الإنْسَانِ؛
بِلْ أحرُفٌ مُترتِّبَاتٌ مِثْلَمَا
655
حَرْفَانِ أيضاً يُوجَدَا فِي آنِ
وَقْتَانِ فِي وَقْتٍ مُحَالٌ، هَكَذَا
656
بِالرَّسْمِ أوْ بَتَكَلُّمِ الرجُلاَنِ
مِنْ وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ بَلْ يُوجَدَا
657
نُ فَلَيْسَ معْقُولاً لِذِي الأذْهَانِ.
هَذَا هُوَ المعْقُولُ أمَّا الاِقْتِرَا
658
أيْضاً مُحَالٌ لَيْسَ فِي إمْكَانِ
وَكَذا كَلاَمٌ مِنْ سِوَى مُتَكلِّمٍ
659
كَ كَلاَمُه المعقُولُ فِي الأذْهَانِ؛
إلاَّ لِمَنْ قَامَ الكَلامُ بِهِ فَذَا
660
مِنْ غَيْرِ مَا سَمْعٍ وغَيْرِ عِيَانِ
أيكونُ حَيَّاً سَامِعاً أو مُبْصِراً
661
هَذَا المُحَالُ وَوَاضِحُ البُهْتَانِ،
والسَّمْعُ والإِبْصَارُ قَامَ بِغَيرِهِ!!
662
وَصْفاً لَهُ! هَذَا مِنَ الهَذَيَانِ
وكَذَا مُريدٌ والإرَادَةُ لَمْ تَكُنْ
663
قَامَتْ بِهِ! مِنْ واضحِ البُطْلاَنِ.
وكَذَا قديِرٌ مَالَهُ مِنْ قُدْرَةٍ
664
بِالنَّقْلِ والمَعْقُولِ والبُرهَانِ
واللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَكَلِّمٌ
665
يُنْكِرْهُ مِنْ أتْبَاعِهِمْ رَجُلاَنِ
قَدْ أجْمعَتْ رُسلُ الإلَهِ عَلَيْهِ لَمْ
666
لَمْ يَكُنْ مُتَكَلِّماً بِقُرَانِ،
فَكَلاَمُهُ حَقَّاً يَقُومُ بِهِ وإلاَّ
667
لُ الحَقَّ، لَيْسَ كَلاَمُهُ بِالفَانِيِ
والله ُقَالَ، وقَائِلٌ، وَكَذَا يَقُو
¥