668
حَقاً فَيَسْمَعُ قَوْلَهُ الثَّقَلاَنِ
ويُكَلِّمُ الثقلَينِ يَوْمَ مَعَادِهِمْ
669
ـحَيَوَانِ بِالتَّسْلِيمِ والرِّضْوَانِ
وكَذَا يُكَلِّمُ حِزْبَهُ فِي جَنَّة الـ
670
حَقَّاً فَيَسْأَلُهُمْ عَنِ التِّبْيَانِ
وَكَذَا يُكلِّمُ رُسْلَهُ يَومَ اللِّقَا
671
وَقْتَ الجِدَالِ لَهُ مِنَ الإِنْسَانِ
ويُراجَعُ التَّكْلِيمَ جَلَّ جَلاَلُهُ
672
بِيخاً وتَقْريِعاً بِلاَ غُفْرَانِ
ويُكَلِّمُ الكُفَّارَ في العَرَصَاتِ تَوْ
673
جَحِيمِ أنِ اخْسَؤُوا فِيهَا بِكُلِّ هَوَانِ
ويُكَلِّمُ الكُفَّارَ أيضاً فِي الـ
674
سَمِعَ النِّدَا فِي الَجنَّةِ الأبَوَانِ،
واللهُ قَدْ نَادَى الكَلِيمَ، وقَبْلَه
675
وصْفاً فَرَاجِعْهَا مِنَ القُرْآنِ
وأتَى النِّدَا فِي تِسْعِ آياتٍ لَهُ
676
حَتَّى يُنَفِّذَهُ بِكُلِّ مَكَانِ.
وَكَذَا يُكلِّمُ جِبْرَئيلَ بأمْرهِ
677
ذَاكَ البُخَارِيُّ العظيمُ الشانِ
واذكرْ حَدِيثاً فِي صَحيحِ مُحَمَّدٍ
678
بالصَّوتِ يَبْلُغُ قَاصِياً والدَّانيِ
فِيهِ نِدَاءُ اللهِ يَومَ مَعَادِنَا
679
بَلْ ذِكْرُهُ مَعْ حَذْفِهِ سِيَّانِ
هَبْ أنَّ هَذَا اللَّفظَ لَيْسَ بِثَابِتٍ
680
ـمُ بَلْ رَوَاهُ مُجَسِّمٌ فَوْقَانِي
وَرَوَاهُ عِنْدَكُمُ البُخَارِىُّ المُجَسِّـ
681
ءٌ لَيْسَ مَسْمُوعاً لَنَا كأذَانِ!!
أيصحُّ فِي عَقْلٍ وَفِي نَقْلٍ نِدَا
682
أهْلِ اللِّسَانِ وأهْلِ كُلِّ لِسَانِ
أمْ أجمَعَ العلمَاءُ وَالعُقَلاءُ مِنْ
683
فَهْوَ النِّجَاءُ كِلاهُمَا صَوْتَانِ
أنَّ النِّدا: الصَّوتُ الرَفِيعُ، وَضِدُّهُ:
684
هَذَا الحَدِيثُ ومُحْكَمُ القُرآنِ.
واللهُ مَوْصُوفٌ بِذَاكَ حقِيقَةً
685
ـحاً أنَّهُ ذُو أحْرُفٍ بِبَيانِ
واذْكُرْ حَدِيثاً لابنِ مسْعودٍ صَرِيـ
686
ـحَسَنَاتِ مَا فِيِهنَّ مِنْ نُقْصَانِ،
الحَرْفُ مِنْهُ فِي الجَزَا عَشْرٌ مِنَ الـ
687
ـرُفِهَا تَرى سِرًّا عَظِيمَ الشَّانِ
وانظُرْ إلَى السُّوَرِ الَّتى افْتُتِحتْ بأحْـ
688
فِي إثْرِهَا خَبَرٌ عَنِ القُرْآنِ
لَمْ يأتِ قَطُّ بسُورَةٍ إلا أتَى
689
هَذَا الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الإيمَانِ
إذْ كَانَ إخْبَاراً بِهِ عَنْهَا وَفِي
690
لاَ غيْرُهَا والحَقُّ ذُو تبِْيَانِ
وَيَدُلُّ أنَّ كَلاَمَهُ هُوَ نَفْسُهَا
691
أعْرَافِ)) ثُمَّ كَذَا إلى ((لُقْمَانِ))
فَانْظُرْ إلى ((مَبْدَا الكِتَابِ)) وَبَعْدَهَا ((الـ
692
((يَس~)) وافْهَمْ مُقْتَضَى ((الفُرْقَانِ))
مَعْ تِلْوِهَا أيْضاً وَمَعْ ((حَم~)) مَعْ
693
فَصْلٌ
فِي إلْزَامِهِمْ القَوْلَ بِنَفْيِ الرِّسَالَةِ إذَا انْتَفَتْ صِفَةُ الكَلاَمِ
نَاهٍ مُنَبٍّ مُرْسِلٌ لِبَيَانِ
واللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوصٍ آمِرٌ
694
وَمحُدِّثٌ ومُخَبِّرٌ بالشَّانِ
وَمُخَاطِبٌ ومُحَاسِبٌ ومُنَبِّىءٌ
695
وَمُحَذِّرٌ ومُبَشِّرٌ بأمَانِ
ومُكَلِّمٌ مُتَكَلِّمٌ بَلْ قَائِلٌ
696
بِكَلاَمِهِ لِلْحَقِّ والإيمَانِ
هَادٍ يقُولُ الحقَّ يُرْشِدُ خَلْقَهُ
697
ـذَا مُنْتَفٍ مُتَحَقِّقُ البُطْلاَنِ،
فإذَا انتفَتْ صِفَةُ الكَلاََمِ فَكُلُّ هَـ
698
إرْسَالُ مَنْفِيٌّ بِلاَ فُرقَانِ؛
وإذَا انتفَتْ صِفَةُ الكَلامِ كَذَلِكَ الـ
699
مِ المُرْسِلِ الدَّاعِي بِلاَ نُقْصَانِ
فَرِسَالَةُ المَبْعُوثِ تَبْلِيغُ كَلاَ
700
لِلمُرْسَلِينَ وَإنَّهُ نَوْعَانِ:
وَحَقِيقَةُ الإرْسَالِ نَفْسُ خِطَابِهِ
701
مُوسَى وَجِبْرِيلَ القريبَ الدَّانِي
نَوْعٌ بِغَيْرِ وَسَاطَةٍ كَكَلاَمِهِ
702
إذْ لاَ تَرَاهُ هَاهُنَا العَيْنَانِ،
مِنْهُ إليهِ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِهِ
703
طَةِ وَهْوَ أيْضاً عِنْدهُ ضَرْبَانِ
وَالآخَرُ التَّكْلِيمُ مِنْهُ بالوَسَا
704
ـوْرَى)) أتَى فِي أحْسَنِ التِّبْيَانِ
وَحْيٌ وإرْسَالٌ إلَيْهِ وذَاكَ فِي ((الشُّـ
705
فَصْلٌ
فِي إلِزَامِهِمُ التَّشْبِيه للرَّبِ بِالجَمَاد النَّاقِصِ إذا انتفَتْ صِفَةُ الكَلاَمِ
خَرَسٌ وذَلِكَ غَايَةُ النُّقْصَانِ
وإذَا انتَفَتْ صِفَةُ الكَلاَمِ فَضِدُّهَا
706
هُوَ قَابِلٌ مِن أمَّةِ الحَيَوَانِ
فَلِئن زَعَمْتُم ((أنَّ ذَلِك في الذِي
707
مِ فَنفْيُهَا مَا فِيهِ مِنْ نُقصَانِ))
والرَّبُّ ليسَ بِقَابِلٍ صِفةَ الكَلاَ
708
صِفَةَ الكَلاَمِ- أتَمُّ للنُّقْصَانِ؛
¥