تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

سأقول لك فكرة، فرضاً أنت افتقرت وضاقت الدنيا فى وجهك ولم يرحمك مخلوق ألا يوجد ورق شجر (ورق الشجر هذا رصيد حُر لك) تأكل منه، فقد كان الصحابة يأكلون ورق الشجر. قال سعد بن أبى وقاص: " حتى كان الواحد منا اذا ذهب يضع (أى يقضى حاجته ويتغوط يضع كما تضع الشاه لا خلط فيه " وعتبة بن غزوان يقول " أكلنا ورق الشجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تقرحت أشداقنا " ولم يموتوا بل بالعكس كانوا من أقوى الناس قلوباً وسواعد، والحرب كانت تعتمد على قوة الساعد – كانوا أبطالاً – إذاً لا تخف مطلقاً لا سيما إذا اعتمد قلبك على الله تبارك وتعالى، ولم يُذْكر لفظ الإطمئنان إلا للقلب حتى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال " الصدق طُمأنينة " لأن هذا هو عمل القلب على الحقيقة فلفظة الإطمئنان ومطمئن إنما تتعلق بالقلب تعلقاً مباشراً. فهؤلاء عندما قالوا: ساعة لقلبك وساعة لربك أجرموا جداً فى هذه العبارة، وهى عبارة مخذولة فإن ساعة القلب على الحقيقة هى ساعة ذكره للرب تبارك وتعالى. وكانت النتيجة أن كل الساعات له وليس لربه ساعة. وساعة لقلبك كان برنامج يُقَال فيه النكات حتى يضحك ثلاث وأربع ساعات باللهو الباطل والاستهزاء بعباد الله.

الخلاصة: أن النبى صلى الله عليه وسلم لما " ساعة وساعة " أي فى مجلس الذكر ساعة فإذا لاصلاح شأنك وذهبت لمعالجة حظ نفسك فان الله عز وجل يعفو عن هذا، ولذلك النبى صلى الله عليه وسلم أباح بعض اللهو قال: " كل لهوٍ باطل إلا ملاعبة الرجل لامرأته ولفرسه، والمشى بين الغرضين " – المقصود به الرماية -، فحنظلة إنما شعر بالنفاق لأنه ركب جواد الطبع وجواد الطبع يُبحر فى ناحية وجواد الذكر يبحر فى ناحية أخرى، فابن الجوزى يقصد بذكر حديث حنظلة أنه _ أى حنظلة – عقد العزم بلا تردد ونظر الى الآفة التى دخلت على قلبه وطلب لها العلاج فى أنه ذهب الى النبى صلى الله عليه وسلم يشكو له ما يجد.

نعود لابن الجوزي فى تصنيفه لأصناف الناس عند الموعظة يتفاوتون " فمنهم من يعزم بلا تردد، و يمضي من غير التفات " وهذه هى الطائفة الفاضلة " و منهم أقوام يميل بهم الطبع إلى الغفلة أحياناً، و يدعوهم ما تقدم من المواعظ إلى العمل أحياناً، فهم كالسنبلة تميلها الرياح! " أي مرة يميل هكذا ومرة يميل هكذا، يعنى قلبه يحتفظ بالشحنة شيئا قليلا، ينتفع بها ثم يعود إلى البرود مرة آخري، فمثل هذا من أحوج الناس إلى ملابسة الموعظة دائما، كلما يخبو الأوار الذي فى قلبه يذهب مرة أخري لمحطة الوقود ليتزود حتى يعينه على السير، " و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه " و مثل هؤلاء ينحون فى المجالس، مثلا تكلمنا عن الجنة والنار يصرخ أحد من هنا و آخر من هنا و يظهر هذا جليا اذا قرأ القاري القرآن فتجده يصرخ لدرجة انه يضيع صلاة من بجانبه من كثرة الصراخ و كان ابن سيرين ينكر هذا اشد الانكار، وكان أنس بن مالك يقول لما سمع هذا اللون من البكاء و أول ما ظهر هذا اللون ظهر على عباد البصرة و كثرت فيهم الاغماءات عند سماع القرآن و أنس ابن مالك بصري أيضا فكان يقول: ما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كذلك، و كانوا أتقى الناس لله عز وجل بل كانوا اذا سمعوا القرآن تلين جلودهم و قلوبهم و كنت تسمع لهم خنينا وهو البكاء المكتوم اذا اثرت الموعظة فيهم، فالصنف الأخير الذي ذكره ابن الجوزي " و أقوام لا يؤثر فيهم إلا بمقدار سماعه، كماء دحرجته على صفوان " فالصفوان هو الحجر الأملس الكبير فينزل الماء عن الحجر و لا يمتصه و لا ينتفع به.

أقول قولى هذا و أستغفر الله لى ولكم

ـ[أبو تراب]ــــــــ[29 - 08 - 05, 09:32 م]ـ

وهذه بعنوان (ما هو الحل)

إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله 0

) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير