ورد في بعض الأحاديث ما يدل بظاهره على عدم مشروعية صيام عشر ذي الحجة، لكنها مؤولة بما يوافق نصوص الأحاديث الصريحة بمشروعية صيامها بل باستحبابها، وأن النصوص التي استدلوا بها إنما هي في إثبات عدم صيامها جميعا، لا في نفي صيامها مطلقا.
ـ عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: " ما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صائما في العشر قط "
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يصم العشر "
ـ عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما العمل في أيام العشر أفضل من العمل في هذه قالوا ولا الجهاد قال ولا الجهاد إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء "
ـ عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "
ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وسلم: ما من عمل أذكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في العشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
قال: وكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى ما يكاد يقدر عليه "
ـ عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس "
ـ عن ليث قال كان مجاهد يصوم العشر قال وكان عطاء يتكلفها "
ـ قال النووي: " قال العلماء: هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر، والمراد بالعشر هنا: الأيام التسعة من أول ذي الحجة. قالوا: وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة، وقد سبقت الأحاديث في فضله وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه (يعنى العشر الأوائل من ذي الحجة) فيتأول قولها (لم يصم العشر) أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس " ورواه أبو داود وهذا لفظه وأحمد والنسائي وفي روايتهما (وخميسين) " انتهى.
صوم يوم عرفة لغير الحاج:
ـ عن أم الفضل بنت الحارث ـ رضي الله عنها ـ: " أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه "
ـ عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا أتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: " كيف تصوم؟ فغضب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما رأى عمر ـ رضي الله عنه ـ غضبه قال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، فجعل عمر ـ رضي الله عنه ـ يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه. فقال عمر: يا رسول الله كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال: لا صام ولا أفطر أو قال:لم يصم ولم يفطر. قال: كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال: ويطيق ذلك أحد. قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال: ذاك صوم داود ـ عليه السلام ـ. قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: وددت أني طوقت ذلك. ثم قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله، وصيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله "
ـ عن عكرمة عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: " أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أفطر بعرفة وأرسلت أليه أم الفضل بلبن فشرب "
¥