تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ قال ابن رجب: ". و قد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد كان يخرج من بيته إلى سوقه و معه رغيفان فيتصدق بهما و يصوم فيظن أهله أنه أكلهما، و يظن أهل السوق أنه أكل في بيته "

وقال: " قال أبو التياح: أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن، و لبس صالح ثيابه "

وقال: " اشتهر بعض الصالحين بكثرة الصيام فكان يجتهد في إظهار فطره للناس، حتى كان يقوم يوم الجمعة و الناس مجتمعون في مسجد الجامع فيأخذ إبريقاً فيضع بلبلته في فيه و يمصه و لا يزدرد منه شيئاً، ويبقى ساعة كذلك ينظر الناس إليه فيظنون أنه يشرب الماء، وما دخل إلى حلقه منه شيء. كم ستر الصادقون أحوالهم و ريح الصدق ينم عليهم.

ريح الصيام أطيب من ريح المسك، تستنشقه قلوب المؤمنين و إن خفي، و كلما طالت عليه المدة ازدادت قوة ريحه.

كمْ أكتم حبكم عن الأغيار و الدمع يُذيع في الهوى أسراري

كمْ أستركَم هتكتموا أسراري من يُخفي في الهوى لهيب النار

ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية.

وهبني كتمت السرا و قلت غيره أتَخفي على أهل القلوب السرائر

أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق و أن ضمير القلب في العين ظاهر "

لا تصوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها

ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه "

قال جمهور الفقهاء - بناء على هذا الحديث وغيره: إن الزوجة إذا صامت تطوعا بغير إذن زوجها، فله أن يفطرها، وخص المالكية جواز تفطيرها بالجماع فقط، دون الأكل والشرب، لأن احتياجه إليها الموجب لتفطيرها إنما هو من جهة الوطء. فإن أذن لها في الصوم، ثم رغب في فطرها للجماع أو غيره جاز لها الفطر عند جمهور العلماء، لأن الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء أتم صومه، وإن شاء أفطر، ولا يلزمه القضاء، وإنما يستحب له ذلك.

لا تترك صيام النوافل إلا لعمل صالح ينفعك

ـ عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله (يعني ابن مسعود) يُقل الصيام فقلنا له: إنك تُقل الصيام. قال: إني إذا صمت ضعفت عن الصلاة والصلاة أحب إلي من الصيام "

ـ عن علقمة قال: كنا عند عبد الله (يعني ابن مسعود) فأُتي بشراب فقال: ناوِله القوم. فقالوا: نحن صيام. فقال: لكني لست صائما فشرب ثم قرأ (يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار) "

فضل قيام رمضان

يا رجال الليل جِدوا رُب داع لا يُرد

ما يقوم الليلَ إلا من له عزمٌ وجِد.

لو قام المذنبون في هذه الأسحار على أقدام الانكسار و رفعوا قصص الاعتذار مضمونها: (يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر و جئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل و تصدق علينا) لبرز لهم التوقيع عليها: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أرحم الراحمين)

أشكو إلى الله كما قد شكى أولاد يعقوب إلى يوسف

قد مسني الضر و أنت الذي تعلم حالي و ترى موقفي

بضاعتي المزجاة محتاجة إلى سماح من كريم وفي

فقد أتى المسكين مُستمطراً جودَك فارحم ذله واعطف

فأوف كيلي و تصدق على هذا الْمُقل البائس الأضعف.

وقال آخر:

إذا أوجعتك الذنوب فداوِها برفع يدٍ بالليل و الليلُ مظلم

و لا تقنطن من رحمة الله إنما قُنوطك منها من ذنوبك أعظم

فرحمته للمحسنين كرامةٌ ورحمته للمذنبين تَكَرمُ.

ـ عن محمد بن أحمد الشمشاطي قال: سمعت ذا النون المصري يقول: " إن لله عبادا أسكنهم دار السلام فأخمصوا البطون عن مطاعم الحرام، وأغمضوا الجفون عن مناظر الآثام، وقيدوا الجوارح عن فضول الكلام، وطووا الفرش وقاموا جوف الظلام، وطلبوا الحور الحسان من الحي الذي لا ينام، فلم يزالوا في نهارهم صياما، وفي ليلهم قياما حتى أتاهم ملك الموت ـ عليه السلام ـ "

ـ عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل "

ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه. قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمر على ذلك ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر وصدراً من خلافة عمر ـ رضي الله عنهما ـ "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير