ـ عن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه قال: " خرجت مع عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم فقال عمر: نعم البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون. (يريد آخر الليل وكان الناس يقومون أوله) "
قال ابن حجر في الفتح: " والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق: أنها إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة، وإلا فهي من قسم المباح، وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة "
ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أخبرت: " أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج ليلة من جوف الليل فصلى في المسجد وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلى فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: أما بعد فإنه لم يَخْفَ علي مكانكم ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها، فتوفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والأمر على ذلك "
ـ عن جبير بن نفير عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: " صمنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم يصل بنا حتى بقي سبعٌ من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه. فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح. قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور "
هل يصلى القيام في رمضان وحده أم أن الجماعة أفضل؟
ـ عن مجاهد قال: جاء رجل إلى ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ فقال: " أُصلي خلف الإمام في رمضان؟ قال: أتقرأ القرآن؟ قال: نعم. قال: أفتنصت كأنك حمار؟!! صل في بيتك "
ـ عن نافع عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: " أنه كان لا يقوم خلف الإمام في رمضان "
ـ عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: " أنه سأل عائشة ـ رضي الله عنها ـ كيف كانت صلاة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا، فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي "
ـ عرفجة الثقفي قال: " كان علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ يأمر الناس بقيام شهر رمضان ويجعل للرجال إماما وللنساء إماما. قال عرفجة: فكنت أنا إمام النساء "
ـ عن السائب بن يزيد: " أن عمر ـ رضي الله عنه ـ جمع الناس في رمضان على أُبي بن كعب وعلى تميم الداري على إحدى وعشرين ركعة يقرؤون بالمئين وينصرفون عند فروع الفجر "
قال أبو عيسى الترمذي: " واختار بن المبارك وأحمد وإسحاق الصلاة مع الإمام في شهر رمضان، واختار الشافعي أن يصلي الرجل وحده إذا كان قارئا وفي الباب عن عائشة والنعمان بن بشير وابن عباس " انتهى.
قلت: والقول المنقول عن الشافعي هنا ليس على إطلاقه بل هو مقيد بثلاثة شروط نقلها ابن حجر في الفتح فقال: " وعند الشافعية في أصل المسألة ثلاثة أوجه ثالثها: من كان يحفظ القرآن، ولا يخاف من الكسل، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه؛ فصلاته في الجماعة والبيت سواء، فمن فقد بعض ذلك فصلاته في الجماعة أفضل " انتهى.
وعلى هذا تحُمل الآثار الواردة في مشروعية صلاة التراويح في بيته منفردا، والله أعلم.
قيام الصالحين في رمضان وفي غيره
تعب القيام والسهر راحة الأبد:
¥