تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ عن أبي عمار قال: سمعت عطاء بن جبلة يقول: " سألوا أم منصور بن المعتمر عن عمله؟ فقالت: كان ثلث الليل يقرأ، وثلثه يبكي وثلثه يدعو "

ـ عن عبد الله بن مغيث بن سعدان اليشكري قال: حدثتني ابنة بنت عمران عن أبيها (وكان قد عاهد الله أن لا ينام بليل أبدا إلا مُستغلَبا) قالت: قال أبي: جئت إلى طاعة الله طول الحياة ولولا الركوع والسجود وقراءة القرآن ما باليت أن أعيش في الدنيا فُواقا. قال: فلم يزل مجهودا على ذلك حتى مات ـ رحمه الله ـ قالت: فرأيته في منامي فقلت: يا أبت إنه لا عهد بك منذ فارقتنا. قال: يا بنية فكيف تعهدين من فارق الحياة وصار إلى ضيق القبور وظلمتها؟ قالت: فقلت: يا أبت كيف حالك منذ فارقتنا؟ قال: خير حال يا بنية بُوِّئنا المنازل ومُهدت لنا المضاجع، نحن ههنا نُغدى ونُراح برزقنا من الجنة. قالت: فقلت: فما الذي بلَّغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح وكثرة التلاوة لكتاب الله "

ـ قال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعت الدارقطني سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد النسوي المعدل بمصر يقول: سمعت أبا بكر بن الحداد يقول: " أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعا وخمسين ختمة وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة "

ـ عن هشام بن حسان قال: " كنت أُصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعا وأشار مخلد بأُصبُعيه السبابة والتي تليها، فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، قال: وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل، فكان منصور يجيء والحسن جالس مع أصحابه فيقوم إلى عمودٍ يُصلي فيختم القرآن، ثم يأتي الحسن فيجلس قبل أن يفترق أصحابه، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في غير شهر رمضان، وكان يأتي وقد سدل عمامته على عاتقه فيقوم فيصلي ويبكي ويمسح بعمامته عينيه فلا يزال حتى يبلها كلها بدموعه ثم يلفها ويضعها بين يديه. قال مخلد: ولو أن غير هشام يخبرني بهذا ما صدقته. قال مخلد: وكان هو وهشام يصليان جميعا "

لعله يقصد بختم القرآن هنا: أنه كان إذا أراد أن يختم تربص بختمته هذه الأوقات، لا أنه كان يقرأ القرآن كاملا في هذا الوقت اليسير، والله أعلم.

ـ قال ابن رجب: " و كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال و بعضهم في كل سبع منهم قتادة، و بعضهم في كل عشرة منهم أبو رجاء العطاردي.

وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة و غيرها،

كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان،

و كان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، و في بقية الشهر في ثلاث،

و كان قتادة يختم في كل سبع دائماً و في رمضان في كل ثلاث، و في العشر الأواخر كل ليلة،

و كان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة،

و عن أبي حنيفة نحوه،

و كان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان،

و كان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن و إطعام الطعام.

قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث و مجالسة أهل العلم، و أقبل على تلاوة القرآن من المصحف.

قال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري: إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة و أقبل على قراءة القرآن.

و كانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت.

و قال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف و جمع إليه أصحابه.

و إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً للزمان و المكان و هو قول أحمد و إسحاق و غيرهما من الأئمة، و عليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره "

هكذا يتدبرون ويخشعون:

ـ عن حوْشب عن الحسن قال: " تفقدوا الحلاوة في ثلاث في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير