تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهو يرى أن بعض هذه التقنيات المهمة قد "مُسّ مسّاً رفيقا، وتجووز بعضها بسبب من المسائل الكبيرة التي غطت عليها وحجبتها"، ومن هذا البعض يختار "تقنية المجزوءات" قائلا: "وجد الخليل ان أكثر البحور الطويلة (الثمانية التفعيلة) والبحور المتوسطة (السداسية التفعيلة) تأتي مجزوءة، في حين أن البحور القصيرة (الرباعية التفعيلة) كالهزج والمقضب والمجتث وبعض البحور الأخرى كالمنسرح لا مجزوءات لها" ويتساءل: لماذا؟

ثم يجيب بأن "انتفاء المجزوءات من البحور البسيطة كالهزج ينهض على قاعدة تقنية دقيقة مردها أنها، بحذف عروض البحر وضربه، تقوض أركان البيت المكون من عروض وضرب وحشو .. فأما منعها في بحور أخرى كالسريع .. فكيلا يلتبس مجزوءه بمجزوء الرجز .. كذا الحال في المديد .. فلو اجتزئ لاشتبه أمره مع مجزوء الرمل الذي يجيء أحد أضربه على (فاعلا) وهي التفعيلة الثانية في المديد".

وفي مبحث "تقنية الزحافات والعلل" يتساءل عن سبب الالتزام في علل الأعاريض والأضرب وعدم الالتزام في زحاف الحشو. ويجيب بأنه "ربما أراد أن يوائم بين ضربي الموسيقى الشعرية الخارجية والداخلية متكئا على حقيقة الإبداع الشعري ذاته". ثم يشير إلى اختلاف وجهة النظر بين العروضيين حول استحسان الزحاف أو استقباحه ويورد رأي الخليل الذي يستحسن القليل منه مشبها إياه بـ "القَبَل والحول واللثغ في الجارية قد يشتهى القليل منه الخفيف".

ويتحدث بعد ذلك عن تقنية القافية ليجد أن الخليل "أول من عرّفها تعريفا تقنيا رياضيا صوتيا هو بالمعادلة أشبه"، مفضلا هذا التعريف على غيره من تعريفات للأخفش والفراء وشكري عياد، ولينتقل بعدها إلى تقنية التصريع ذاكرا أهميتها باعتبار أن الخليل "عني بها عناية دقيقة فائقة بعد أن ألفاه ظاهرة بارزة في الشعر الذي كان مادة عمله". وهو إذ يعرف التصريع عن (العمدة) بأنه "ليس سوى أن يُجعَل عروض مطلع القصيدة مثل الضرب تماما تنقص بنقصه وتزيد بزيادته". وعن (سر الفصاحة) بأنه يجري "مجرى القافية، وليس الفرق بينهما إلا أنه في آخر النصف الأول من البيت والقافية في آخر النصف الثاني منه" فإنه لم يبين لنا قول الخليل في التصريع الذي يؤكد على (عنايته به عناية فائقة)، ناهيك على أن افتباسه الأخير عن ابن سنان يبدو لي مستغربا أو لعل في اقتباسه هذا بعض الوهم، فالتصريع كالتقفية كلاهما أن يسلك العروض مسلك الضرب صوتيا وعروضيا، وإنما جرى القدماء على التمييز بينهما بسبب ما لاحظوه من اختلاف الأعاريض عن الضروب في نهايات الأشطر وهي ظاهرة تتضح في أكثر البحور التي لها أكثر من عروض وضرب واحد. ثم يأخذ الباحث في ذكر عيوب التصريع التي تعد "أعيب من بعض عيوب القافية" كالتجميع والمصمت والمشطور وهو ما لا أرى فيه فائدة تبرر كل ذلك الإسراف في وضع المصطلحات له مما يزيد في صعوبة هذا المبحث البسيط الذي تكفي في شرحه وريقات قليلة .. أو ربما جمل أقل.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 08:34 ص]ـ

"أبو العلاء المعري وعروض الخليل"، وهو الفصل الثالث من الكتاب، تحدث فيه الكاتب عن شدة عناية المعري بالخليل واستشهاده بآرائه في النحو واللغة، "فأما العروض فقد كان المعري راغبا فيه متابعا لما قنّنه سابقوه، وذا باع طويل في مصطلحاته وشعبه وشعابه". ثم ذكر من كتبه التي بث في ثناياها آثاره في العروض، وهي "الفصول والغايات" و"رسالة الصاهل والشاحج"، وأشار إلى ما فقد من كتبه وهي "جامع الأوزان والقوافي " و"مثقال النظم" في العروض و"مجد الأنصار" في القوافي.

ويذكر، على سبيل الاحتمال، أنه: "يبدو أن المعري كان على صلة بكتاب العروض للخليل"، ولا أدري من أين جاءه هذا الظن. وعن فنيات علمي العروض والقوافي يورد له الباحث بعض الآراء:

ففي الأوزان يرى أن قول الشاعر:

لأنكحن ببّه

جارية في قبّه

تمشط رأس لعبه

رجز عند العرب خلافا للخليل الذي جعله من المنسرح (المنهوك). وكذا في أبيات أخرى قال إنها "رجز عند العرب، وإن زعم الخليل أن بعضها من السريع".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير