أرشيف منتدى الفصيح - 1

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 10 - 2006, 12:32 م]ـ

- نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان جزء من عقيدة المسلم، وقد بلغت الاحاديث النبوية التي تتحدث عن نزوله عليه السلام مبلغ التواتر عند اهل العلم، وهذا النزول شاهد لامع من شواهد انتصار الاسلام القادم، ومما نوقن به ان ما قبل هذا النزول سيشهد الاسلام انتصارات وفتوحا تحدثنا عنها في الحلقات السابقة، ولذلك يبقى هذا النزول بمثابة بشارة كبرى لا محالة ستقع تبشرنا لا محالة بانتصار الاسلام، وحول هذه البشارة الكبرى روى الامام احمد في مسنده وابو داوود في سننه وابن حبان في صحيحه وغيرهم، عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الانبياء اخوة لعلات، امهاتهم شتى ودينهم واحد، وانا اولى الناس بعيسى بن مريم لانه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل فاذا رأيتموه فاعرفوه، رجلا مربوعا الى الحمرة والبياض، وعليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وان لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس الى الاسلام، فيهلك الله في زمانه الملل كلها الا الاسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، وتقع الأمنة على الارض).

وفي ختام هذا الحديث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ... فيمكث اربعين سنة، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه)، وهذا الحديث رجاله ثقات وسنده صحيح وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وفي حديث آخر عن ابي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان اكثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال، فكان من قوله ان قال: قلت وفيه: (فيكون عيسى بن مريم في امتي حكما عدلا، واماما قسطا يدق الصليب، ويذبح الخنزير ويضع الجزية، ويترك الصدقة، فلا يسعى على شاة ولا بعير، وترفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذي حمة، حتى يدخل الوليد - اي الطفل الصغير - يده في الحية فلا تضره، وتفر الوليدة الاسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الارض من السلم كما يملأ الاناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، فلا يعبد الا الله، وتضع الحرب اوزارها وتسلب قريش ملكها - اي تسترده ممن اغتصبوه لان المهدي عليه السلام من قريش)، وهذا الحديث رجاله ثقات وسنده صحيح.

2 - ومن المبشرات بانتصار الاسلام الاحاديث النبوية الشريفة التي تبشر بعودة الخلافة الراشدة، وهي على الابواب باذن الله تعالى، ومن هذه الاحاديث ما رواه جمع من رواة الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها الله اذا شاء ان يرفعها، ثم تكون خلافة راشدة ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها الله اذا شاء ان يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، تكون ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها الله اذا شاء ان يرفعها، ثم تكون ملكا جبريا، فتكون ما شاء الله ان تكون، ثم يرفعها اذا شاء ان يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة).

- رجاله ثقات وسنده صحيح وقد صححه الشيخ الالباني في السلسلة الصحيحة -، ومما قال الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى حول هذا الحديث، ندرك ان الدور الاول بعد النبوة وهو الخلافة الراشدة انتهى بزوال الخلافة الراشدة، وان الدور الثاني بعد النبوة وهو الملك العاض استمر حتى زوال الدولة العثمانية، وان الدور الثالث بعد النبوة وهو الملك الجبري هو الذي نحن فيه، وقد اوشك على الأفول الى غير رجعة باذن الله تعالى، ولذلك نحن على ابواب الدور الرابع بعد النبوة وهو خلافة على منهاج النبوة.

3 - وحتى يكتمل معنى البشارة الكبرى السابقة التي نحن على ابوابها باذن الله تعالى فانني اورد ما رواه مجموعة من رواة الحديث الشريف عن عبد الله بن زغب قال: نزل علي عبد الله بن حوالة الازدي فقال لي: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على اقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا فقام فينا وقال: (اللهم لا تكلهم الي فاضعف عنهم، ولا تكلهم الى أنفسهم فيعجزوا عنها، ولا تكلهم الى الناس فيستأثروا عليهم، ثم وضع يده على رأسي او قال: أعلى هامتي، ثم قال: يا ابن حوالة اذا رأيت الخلافة قد نزلت الارض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلابل والامور العظام، والساعة يومئذ

¥