تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اقرب من الناس من يدي هذه من رأسك) - رجاله ثقات وسنده صحيح وصححه الالباني في صحيح الجامع - وفي التعقيب على هذا الحديث يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى: (الظاهر ان الحديث في خلافة تكون عاصمتها القدس، والى القدس يذهب المسيح عليه السلام بعد نزوله في دمشق ... والدليل على ان المراد بالحديث خلافة مقرها فلسطين وعاصمتها القدس، ان القرآن الكريم وصف فلسطين بالارض المقدسة فقال على لسان موسى عليه السلام: (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم) ... وبلاد الشام انما تأخذ قدسيتها من كونها محيطة بالمسجد الاقصى، وقال تعالى: {سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله}، فالبركة مقرها المسجد الاقصى، وكل ما قرب منه فهو اكثر قدسية، ولذلك حملنا الحديث على ان المراد به خلافة تكون عاصمتها القدس وقاعدتها ارض فلسطين، ومثل هذا لم يحدث من قبل، والظاهر ان هذا سابق على نزول المسيح عليه السلام، لان المسيح يأتي الى القدس وهي بيد المسلمين، ويخرج منها الى الرجال فيقتله في باب لد ... والامر كله بيد الله تعالى)، ومما يقوي هذا المعنى ما رواه مجموعة من رواة الحديث الشريف عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال) - رجال الحديث ثقات وسنده صحيح وقد صححه الشيخ الألباني في كتاب صحيح الجامع.

4 - ان من لا يملك ان يملأ بطنه لا يملك قراره السياسي ولا العسكري واذا كانت اللقمة من الفاس كانت الفكرة من الراس، ولذلك فان من مبشرات انتصار الاسلام الاحاديث الشريفة التي تتحدث عن رخاء اقتصادي يتزامن مع انتصار الاسلام العسكري والسياسي، ومن ضمن هذه الاحاديث الشريفة، ما رواه الامام مسلم في صحيحه والامام احمد في مسنده، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، وحتى يخرج الرجل بزكاة ماله، فلا يجد احدا يقبلها منه، وحتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا)، ومن ضمن هذه الاحاديث ما رواه الامام مسلم واحمد وابن حبان والنسائي والطبراني والداني عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تصدّقوا، فسيأتي عليكم يوم يمرّ أحدكم بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول: فهلا قبل اليوم، فأمّا اليوم فلا حاجة لي فيها».

ومن ضمن هذه الأحاديث الشريفة ما رواه البخاري ومسلم وأحمد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج يوما فصلى على أهل أُحُد صلاته على الميت، ثم انصرف الى المنبر فقال: «إني فرط لكم على الحوض، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر الى حوضي الآن، إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا، لكن أخاف أن تنافسوا فيها»، وحول هذا الحديث تحديدا يقول الإمام النووي: «وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه معناه الإخبار بأن أمته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك، وإنها تتنافس في الدنيا، وقد وقع ذلك». ومن هذه الأحاديث الشريفة ما رواه الإمام البخاري والإمام مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليأتينّ على النّاس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحدا يأخذها منه، ويُرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النّساء»، وإذا امعنّا النظر في هذه الأحاديث الشريفة، نجد أنّها تبشّر برخاء اقتصادي ستنعم به الأمة الإسلامية، وهذا يعني أنها سوف تملك مواردها واقتصادها في يوم من الأيام ولن تبقى بنفطها وبقية خيراتها خاضعة لتواصل استعماري لا يزال يمتصّ خيراتها ويبقي عليها فقيرة ومريضة وجائعة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير