ـ[الحامدي]ــــــــ[31 - 01 - 2007, 04:22 ص]ـ
هناك موضوع آخر له علاقة بالكتب، هو الاضطرار إلى بيعها؛ وفي هذا الموضوع نقلت لكم من (بغية الوعاة) للسيوطي ما يلي:
((ولما باع أبو الحسن الفالي الأديبُ كُتُبَهُ لحاجته وفقره أنشد:
أنستُ بها [من قبلُ] عشرين حِجة ........ فقد طال شوقي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ........ ولو خَلَّدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ........ صغار عليهم تستهل شؤوني
فقلتُ ولم أملك سوابق عبرة ........ مقالة مكويّ الفؤاد حزين:
"وقد تُخرجُ الحاجاتُ يا أمَّ مالِكٍ ........ كرائمَ من ربٍّ بهن ضنين"))
ـ[ياسر1]ــــــــ[01 - 02 - 2007, 02:44 م]ـ
من أخبار العلماء في هذا المجال:
ماقاله القاضي الجرجاني
ما تطعمت لذة العيش حتى ....... صرت للبيت والكتاب جليسا
ليس شيء عندي أعز من العلم فما أبتغي سواه أنيسا
إنما الذل في مخالطة الناس فدعهم وعش عزيزا رئيسا
وهذا الرازي يشتكي من متاعب الحياة وتوارد الهموم عليه، ثم يذكر أن سلوى همومه وغمومه وأنيس نفسه وروحه: كتبه التي يأوي إليها ويعيش معها، فيقول:
وقالوا كيف حالك قلت خير .......... تقضى حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم الصدرقلنا .......... عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي وأنيس نفسي ........... دفاتر لي ومعشوقي السراج
فهذا وذاك يصوران لنا موقع الكتاب من نفس العالم المتقد بالعلم، ولذا يكون فقد الكتاب رزية الرزايا عنه، ومصيبة المصائب لديه، ولقد تغير ذهن كثير من العلماء واختلط، بسبب نكبته في كتبه.
فهذا عبدالله بن لهيعة كان إماما في الحديث وحقظه وروايته فنكب باحتراق كتبه فكثر الوهم والتدليس في حديثه
ـ[الحامدي]ــــــــ[03 - 02 - 2007, 09:13 م]ـ
ومن أخبار العلماء مع الكتب ما ذكره السيوطي في "بغية الوعاة":
قال أحمد بن أبي عمران: كنت عند أبي يعقوب أحمد بن محمد بن شجاع، فبعث غلامه إلى أبي عبد الله بن الأعرابي يسأله المجيء إليه، فعاد إليه الغلام فقال: قد سألته عن ذلك فقال لي: عندي قوم من الأعراب، فإذا قضيت أربي معهم أتيت؛ قال الغلام: وما رأيتُ عنده أحداً إلا أني رأيتُ بين يديه كتبًا ينظر فيها، فينظرُ في هذا مرّة، وفي هذا مرّة.
ثم ما شعرنا حتى جاء، فقال له أبو أيوب: قال لي الغلام: إنه ما رأى عندك أحدًا، وقد قلت له: أنا مع قومٍ من الأعراب، فإذا قضيتُ أربي معهم أتيت! فقال:
لنا جُلَساءُ ما نَمَلُّ حديثهمْ ........... ألبَّاءُ مأمونونَ غَيْبًا ومَشْهَدَا
يُفيدوننا من علمهم عِلمَ من مَضَى ........... وعَقْلاً وتأديبًا ورأيًا مُسدَّدَا
بلا فتنةٍ تُخشَى ولا سوءِ عِشرةٍ ........... ولا نَتقِي منهم لسانًا ولا يدَا
فإنْ قلتَ: أمواتٌ فما أنت كاذبٌ ........... وإن قلتَ: أحياءٌ فلستُ مفنَّدَا
ـ[معالي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 11:03 ص]ـ
وأحد مجلدات إعراب القرآن وصرفه وبيانه أعرته إلى إحدى الأخوات منذ 3 سنوات، وقامت -عفا الله عنها- بردّه عبر وسائط متعددة أفقدتني الكتاب، ولا زال عندي أمل في عودته إلى إخوانه!
والله يا إخوة حدث ما لم يكن في الحسبان!
كنتُ منشغلة في الأيام السالفة بالامتحانات، وفي أحد أيامها زارتنا جارتنا، ومعها كتاب أوصتْ جدتي بإيصاله إليّ، وضعته جدتي على مكتبي وانصرفتْ.
ولمّا رأيتُ الكتاب كدت أطير فرحًا، هو هو، صاحبي القديم الذي فقدته منذ ثلاث خلين، ولولا انشغالي حينها بمراجعة المادة قبل الامتحان لكنت في هذه الصفحة أبشركم بعودته!
الحمدلله وحده، تبيّن لي أن ابنة جارتنا كانت آخر الوسائط التي وصلها الكتاب، ولله الفضل والشكر.
مذهبي الذي لا أحيد عنه:
التساهل، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
ولايمنع هذا من تقييد اسم مَنْ استعار حتى يُعرف مكان الكتاب.
ولمّا رأيتُ بيتيْ أستاذنا الحامدي: إذا استعرتَ كتابي وانتفعتَ به .... إلخ، عنّ لي أن أكتبهما في ورقة أنسخها نسخا لا تعدّ، ثم أضع نسخة منها في مقدمة أي كتاب يُستعار مني.
سلمكم الله.
ـ[شهرزاد]ــــــــ[10 - 02 - 2007, 08:29 م]ـ
موضوع جميل وخاصة اني اعاني من هذه المشكلة فقد فقدت الكثير من كتبي بسبب الاعارة ولم يعد الي كتبي من استعارها مني للأسف ومن يعيدها منهم اجدهم اما كتبوا عليها او مزقوا بعضا من الكتاب، للاسف اني لا استطيع ان ارد اي من كان يريد ان يستعير مني كتابا ومن استعاره ولم يرده اخجل بأن اقول له اعده ...
ـ[أم حمد]ــــــــ[14 - 02 - 2007, 02:06 ص]ـ
بصراحة لاتعليق
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[20 - 05 - 2007, 11:38 م]ـ
أرى أنه حلّ وسط، ولكن أريد أن أضيف قيدا وهو: 1 - توافر-شدة- حاجة المستعير
2 - الاشتراط عليه المحافظة على الكتاب والتأكيد على هذا
3 - كتابة موعد الاستعارة وتحديد موعد الوفاءعندنا مكتبة كبيرة بحمد الله كونها والدي وهو يشكو من عدم استرجاع الكتب الى يومنا هذا حتى قرر أن لايعطي لانه يحكي لي بأنه قد اشترى بعض الكتب لمرة رابعة حتى استقرت عنده 0
ومما حصل يوما وكنت حاضرا أن جاءه أحد طلبة الماجستير يريد كتبا من المكتبة فرفض والدي بشدة وحكى له معاناته لكن أحد أصدقاء والدي قد زكى له هذا الطالب وقال له مارأيت مثله يلتزم بكلمته ويرد الكتب في موعدها وأنا أكفله فوافق والدي وسجل اسم الطالب عنده وموعد تسليم الكتاب (وكانت اسبوعين) 0
لاأطيل عليكم مضى شهر واثنان وثلاثة واتصلنا بالكفيل وشهور مضت حتى قاربت السنة ثم رجعت بحمد الله0
اسمحوا لي أن أقول لكم بأن هذا داء ليس له دواء
ويصح فيه قول القائل "أعط مالك وأتعب حالك"
مع العلم اني شديد الحياء وأستحيي أن أرد أحدا ونعطي كل من يستعير فنشدد عليه بأن يرجعها فيرجع الذي يرجع ويذهب الذي يذهب0
¥