تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك) ا. هـ.

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا) وفي لفظ: (فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا). رواه أحمد [5/ 136] والبغوي في شرح السنة (13/ 120] من حديث أبي بن كعب، وله طريق آخر عند أحمد [5/ 133].

وقد امتثل أبي بن كعب راوي الحديث لهذا الأمر النبوي كما ورد في الحديث المذكور حيث سمع رجلاً يفتخر بأبيه فقال له: (اعضض بهن أبيك) ثم ساق الحديث.

قال الألباني في الصحيحة [1/ 478]: (وقد عمل بهذا الحديث الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من اعتزى بالقبائل فأعضوه أو فأمصوه).

قال الإمام البغوي في شرح حديث أبي: (قوله: "بهن أبيه" يعني: ذكره قلت: يريد يقول له: اعضض بأير أبيك يجاهره بمثل هذا اللفظ الشنيع رداً لما أتى به من الانتماء إلى قبيلته والافتخار بهم).

قال سمير: وقد استعمل هذا اللفظ ابن عباس رضي الله عنهما في غير موضعه فقد روى الإمام اللالكائي في السنة بإسناده عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: (كان الهدهد يدل سليمان على الماء).

قال عكرمة: فقلت له: كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ عليه التراب؟ فقال: (أعضك الله بهن أبيك ألم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر) انظر السنة [4/ 671/رقم 1228].

قل محقق الكتاب: سنده صحيح.

قال سمير: عكرمة تابعي جليل من رجال البخاري ومن الأئمة الثقات وشهرته تغني عن التعريف به وكان سائلاً مستفسراً مولاه ابن عباس رضي الله عنهما فأجابه بهذا الجواب الشديد ونقل ذلك الإمام اللالكائي ورواه عن أئمة ثقات ولم يتعقبوه بشيء ولم يقل أحد (إن هذه بذاءة وفحش) أو (ليت المصنف لم يورده فهو لا يخدم العقيدة)!!

وقد أحسن محقق كتاب السنة للالكائي فاكتفى بتصحيح السند ولم يعلق بشيء وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يصنع.

والمقصود أن ما قاله شريك النخعي ليس بدعاً من قول السلف في المخالفين.

[16] ص211 قال الإمام عبد الله: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي ثنا الهيثم بن جميل قال: سمعت حماد بن سلمة يقول عن أبي حنيفة: (هذا ليكبنه الله في النار).

قال الشيخ القحطاني: (هذا الكلام فيه تأل على الله والمسلم منهي عن ذلك ثم مع أن الهيثم ثقة إلا أنه قد تغير فترك).

قال سمير: أولاً: الهيثم بن جميل ثقة حافظ كما قال البيهقي والدارقطني وترجمته في التهذيب [11/ 90] وغيره تدلك على مكانته في الحفظ والإتقان وقد أساء الشيخ القحطاني هداه الله في جرح الرواة الثقات وتضعيفهم، وسيأتي أمثلة لذلك في الفصل الثالث وقد قال في حكمه على هذا الأثر: (في سنده الهيثم بن جميل، تغير فترك) فكرر تجريحه الصريح للثقة من غير برهان وقد سبقه إلى ذلك الكوثري فقال فيه: (قال ابن عدي: لم يكن بالحافظ يغلط على الثقات).

فتعقبه الإمام المعلمي في التنكيل [1/ 519] فقال: (روى عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان أصحاب الحديث ببغداد أبو كامل وأبو سلمة الخزاعي والهيثم وكان الهيثم أحفظهم وأبو كامل أتقنهم).

ثم نقل المعلمي توثيق الأئمة للهيثم من التهذيب منهم أحمد والعجلي وابن سعد وإبراهيم الحربي والدارقطني ثم فصل القول في الأغلاط المنسوبة إليه ثم قال: (فمثل هذا الخطأ اليسير لم يسلم منه كبار الأئمة كما يعلم من كتب العلل ومع ذلك فحكاية الهيثم عن أبي عوانة في شأن أبي حنيفة ليست بمظنة للخطأ والله المستعان) انتهى.

قال سمير: فالكوثري طعن في الإمام الثقة الحافظ كما دأب على ذلك في أكثر الرواة الذين رووا أقوال الأئمة في شأن أبي حنيفة وتوارد معه على ذلك الشيخ القحطاني وهذا من العجائب فذاك عذره معروف فعصبيته وحميته ومشربه دعاه إلى ذلك أما الشيخ فما عذره؟

ثانياً: قوله: (هذا الكلام فيه تأل على الله والمسلم منهي عن ذلك) ما كان ينبغي له أن ينتقد الإمام حماد بن سلمة بمثل هذا الأسلوب فالباعث على ذلك القول هو الغضب لله والحمية للدين والعقيدة لا انتصاراً لهوى النفس وحاشاه من ذلك فقد يغتفر مثل هذا الخطأ في جنب ذلك الغرض النبيل والنية الصالحة والله الموفق والهادي إلى الصواب.

[17] ص 211 روى الإمام عبد الله بإسناده الصحيح عن حماد بن سلمة وشعبة أنهما لعنا أبا حنيفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير