تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كتب: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من محمدٍ النبيِّ بين المسلمين والمؤمنين من قُرَيْشٍ ويَثْرِب ومَن تبعهم فلحق بهم و جاهد معهم أنهم أمَّةٌ واحدة دون الناس، المهاجرون من قريش على رِبْعَتِهِم يَتَعَاقَلونَ بينهم مَعَاقِلَهُم الأُولى، يَفْدُونَ عَانِيَهُم بالمعروف والقِسْطِ بين المؤمنين، وبنو عَوْفٍ على رِبْعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُمُ الأُولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف و القِسْط بين المؤمنين"، ثم ذَكر لبطون الأنصار بني الحارث وبني سَاعِدَة وبني جُشَم وبني النَّجَّار وبني عَمْرو بن عَوْف وبني الأوْس وبني النَّبِيتِ مثلَ هذا الشرط.

ثم قال: "وإن المؤمنين لا يتركون مُفْرِحاً منهم أن يُعْطُوه بالمعروف في فِدَاء أو عَقْل و لا يحالِف مؤمن مولى مؤمن دونه" ـ إلى أن قال ـ: "وإنَّ ذِمَّة الله واحدة، يُجِيرُ عليهم أدناهم، فإن المؤمنين بعضهم مولى بعض دون الناس، وإنه من تَبِعَنَا من يهود فإن له النصر والأُسْوَةَ، غير مظلومين ولا متناصرٍ عليهم، وإن سلم المؤمنين واحدةٌ" ـ إلى أن قال ـ: "وإن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن ليهود بني عَوْف ذِمَّة من المؤمنين، لليهود دينهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم، إلا مَن ظَلَم وأَثِمَ فإنه [لا يُوْتِغُ] إلا نفسه وأهل بيته، وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عَوْف، وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عَوْف، وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عَوْف، وإن ليهود بني جُشْم مثل ما ليهود بني عوف، وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني/ عوف، وإن ليهود بني ثَعْلَبَة مثل ما ليهود بني عوف، إلا مَن ظَلَم وأَثِمَ فإنه [لا يُوْتِغُ] إلا نفسه وأهل بيته، وإن لحقته بطن من ثعلبة مثله، وإن لبني الشطبة مثل ما ليهود بني عوف ... وإن موالي ثعلبة كأنفسهم، وإن بطانة يهود كأنفسهم".

ثم يقول فيها: "وإن الجار كالنفس غير مُضَارّ ولا آثم ...

وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حَدثٍ أو اشتجار يخشى فسادُه فإن مَرَدَّهُ إلى الله وإلى محمد e ... وإن يهود الأوْس ومَوَاليهم وأنفسهم على مثل ما في هذه الصحيفة مع البار المحسن من أهل هذه الصحيفة".

وفيها أشياء أُخر، وهذه الصحيفة معروفة عند أهل العلم.

روى مسلم في "صحيحه" عن جابر قال: كَتب رسول الله e على كل بَطْن عُقُولَه، ثم كتب أنه لا يحلُّ إلى أن يتوالى رجل مسلم بغير إذنه".

وقد بين فيها أن كل مَن تبع المسلمين من اليهود فإن له النصر، ومعنى الاتباع: مسالمته وترك محاربته، لا الاتباع في الدين كما بينه في أثناء الصحيفة، فكل من أقام بالمدينة ومخالفيها غيرَ محارِبٍ من يهود دخل في هذا.

ثم بيَّن أن ليهود كل بطن من الأنصار ذِمَّة من المؤمنين، ولم يكن بالمدينة أحد من اليهود إلاَّ وله حلف إما مع الأوْس أو مع بعض بُطُون الخزرج، وكان بنو قَيْنُقَاع ـ و هم المجاورون بالمدينة، وهم رَهْطُ عبدالله ابن سَلاَم ـ حُلَفَاء بني عَوْف بن الخَزْرَج رَهْط ابن أُبيّ، وهم البطن الذين بُدئ بهم في هذه الصحيفة.

بنو قينقاع أول الناكثين

قال ابن إسحاق: "حدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قَيْنُقَاع كانوا أوَّل يهود نَقَضُوا ما بينهم وبين رسول الله e، وحاربوا فيما بين بَدْرٍ وَأُحُدٍ، فحاصرهم رسول الله eحتى نزلوا على حُكمه، فقام عبدالله بن أبيّ بن سَلُول إلى رسول الله e ـ حين أمكنه الله منهم ـ فقال: يا محمد أحْسِنْ في مَوَاليَّ ... فأعرض عنه، فأدخل يده في جَيْب دِرْعِ رسول الله e، فقال رسول الله e: " أرْسِلْنِي"، وغضب (حتى إن لِوَجْهِ رسول الله e ظِلالاً)، وقال: "وَيْحَكَ أَرْسِلْنِي"، فقال: والله لا أرْسِلُكَ حتى تحسن في مواليَّ، أربع مائة حاسِرٍ وثلاث مائة دَارعٍ/ قد منعوني من الأحمر والأسود تَحْصُدهم في غداة واحدة؟ إني و الله لامرؤ أخْشَى الدَّوَائر، فقال رسول الله e: " هُمْ لَكَ".

و أما النَّضِيرُ و قُرَيْظَة فكانوا خارجاً من المدينة، وعهدهم مع رسول الله e أشْهَرُ من أن يَخْفَى على عالم".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير