تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و الأشبه والله أعلم هو الوجه الأول، وأن هذا كان فيما أنزل القرآن فيه على حروف عدة، فإن القول المرضِيَّ عند علماء السلف الذي يدل عليه عامة الأحاديث و قراءات الصحابة أن المصحف الذي جمع عثمان الناس عليه هو أحد الحروف السبعة، وهو العرضة الأخيرة، وأن الحروف الستة خارجة عن هذا المصحف، فإن الحروف السبعة كانت مختلفة الكلم مع أن المعنى غير مختلف ولا مُضاد.

قصة القينتين

الحديث العاشر: حديث [القينتين] اللتين كانتا تغنيان بهجاء النبي e ومولاة بني هاشم، وذلك مشهور مستفيض عند أهل السير، وقد تقدم في حديث سعيد بن المسيب أنه e أمر بقتل فَرْتَنَى.

وقال موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري: و أمرهم رسول الله e أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحداً إلا من قاتلهم، وأمر بقتل أربعة نفر، قال: وأمر بقتل قينتين لابن خطل تغنيان بهجاء رسول الله e، ثم قال: وقُتلت إحدى القينتين و [كَمِنَت] الأخرى حتى استؤمن لها.

وكذلك ذكر محمد بن عائذ القرشي في مغازيه.

وقال ابن إسحاق في رواية ابن بكير عنه: قال أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر و عبدالله بن أبي بكر بن حزم: إن رسول الله e حين دخل مكة وفرق جيوشه أمرهم أن لا يقتلوا أحداً إلا من قاتلهم، إلا نفراً قد سماهم رسول الله e وقال: "اقْتُلُوهُمْ وَإِنْ وَجَدْتُمُوهُمْ تَحْتَ أَسْتَارِ الكَعْبِة: عبدالله بن خَطَل" ثم قال: إنما أمر بقتل ابن خطل لأنه كان مسلماً فبعثه رسول الله e مُصَدِّقاً، وبعث معه رجلاً من الأنصار، وكان معه مولى له يخدمه، وكان مسلماً، فنزل منزلاً و أمر المولى يذبح له تيساً ويصنع له طعاماً، فنام واستيقظ ولم يصنع له شيئاً، فعدا عليه فقتله، ثم ارتدَّ مشركاً، وكانت له قَيْنَة [وصاحبتها] كانتا تُغنينان بهجاء النبي e، فأمر بقتلهما معه، قال: و مِقْيَسُ بن صُبابة لقتله الأنصاري الذي قتل أخاه، وسارة مولاة لبني عبد المطلب، كانت ممن [يؤذيه] بمكة. وقال الأموي: حدثني أبي قال: وقال ابن إسحاق: وكان رسول الله e عهد إلى المسلمين في قتل نفر ونسوة، وقال: "إِنْ وَجَدْتُمُوهُم تَحْتَ أَسْتَارِ الكَعْبَةِ فَاقْتُلُوهُم" وسماهم بأسمائهم ستة: ابن أبي سرح، وابن خطل، و الحويرث بن نقيد، و مِقْيَس بن صبابة، ورجل من بني تيم بن غالب.

قال ابن إسحاق: وحدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر أنهم كانوا ستة، فكتم اسم رجلين وأخبرني بأربعة، قال: النسوة قَيْنَتَا ابن خطل، وسارة مولاة لبني عبد المطلب، ثم قال: و القينتان كانتا تغنيان بهجائه، وسارة مولاة أبي لهب كانت تؤذيه بلسانها.

و قال الواقدي عن أشياخه: "ونهى رسول الله e عن القتال، وأمر بقتل ستة نفرٍ و أربع نسوةٍ، ثم عدَّدهم، قال: "وابن خطل، وسارة مولاة عمرو بن هاشم و قينتين لابن خطل: فَرَتْنَي وقريبة، ويقال: فُرتني وأرنب".

ثم قال: "وكان جُرْم ابن خطل أنه أسلم و هاجر إلى المدينة، وبعثه رسول الله e ساعياً، و بعث معه رجلاً من خُزَاعة، وكان يصنع طعامه ويخدمه، فنزل في مجمع، فأمره [أن] يصنع له طعاماً، ونام نِصْفَ/ النهار، فاستيقظ و الخزاعي نائم ولم يصنع له شيئاً، فاغتاظ عليه، فضربه فلم يُقْلِع عنه حتى قتله، فلما قتله قال: والله ليقتلني محمدٌ به إن جئته، فارتد عن الإسلام، وساق ما أخذه من الصدقة وهرب إلى مكة، فقال له أهل مكة: ما ردك إلينا؟ قال: لم أجد ديناً خيراً من دينكم، فأقام على شِرْكِه، فكانت له قينتان ... وكانتا فاسقتين، وكان يقول الشعر يهجو رسول الله e و يأمرهما تغنيان به، فيدخل عليه وعلى قينتيه المشركون فيشربون الخمر وتغني القينتان بذلك الهجاء.

وكانت سارة مولاة عمرو بن هاشم مغنية نَوَّاحة بمكة، يلقي عليها هجاء النبي e فتغني به، و كانت قد قَدِمت على رسول الله e تطلب أن يصلها، وشَكَت الحاجة، فقال رسول الله e: " مَا كَانَ لَكِ فِي غِنَائِكِ ونَياحَتِكِِ ما يَكْفِيْكِ؟ " فقالت: يا محمد إن قريشاً منذ قُتل من قتل منهم ببدرٍ تركوا استماع الغناء، فوصلها رسول الله e، وأوقر لها بعيراً طعاماً، فرجعت إلى قريش، وهي على دينها، فأمر بها رسول الله e يوم الفتح أن تُقْتَل، فقتلت يومئذٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير