تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال القرطبي: "وحذاق الأئمة على أن القرآن يُنسخ بالسنة، وهو ظاهر مسائل مالك، وأبى ذلك الشافعي وأبو الفرج المالكي، والأول أصح، بدليل أن الكل حكم الله تعالى ومِن عنده وإن اختلفت في الأسماء، وأيضا؛ فإن الجلد ساقط في حد الزنى عن الثيب الذي يُرجم، ولا مسقط لذلك إلا السنة: فعل النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا بيّن" (23).

ومثال المنسوخ حكمه من القرآن الكريم بالسنة النبوية: قوله تعالى: {كُتب عليكم إذا حضر أحدَكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين}. [البقرة/ 180]. وناسخه حديث: "إن الله قد أعطى لكل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث" (24).

4 - نسخ سنة بقرآن:

وجمهور أهل العلم على صحة نسخ حكم ثبت بالسنة بآية من كتاب الله، وخالف الشافعي رحمه الله في ذلك، بحجة أن السنة مبينة للكتاب، فكيف يُنسخ المبين؟ (25).

قال القرطبي: "والحذاق – أيضا – على أن السنة تنسخ بالقرآن، وذلك موجود في القبلة؛ فإن الصلاة إلى الشام لم تكن في كتاب الله تعالى" (26)، وبمثله قال ابن عطية.

ومثاله: فرض استقبال بيت المقدس في الصلاة أول الإسلام، وذلك ما دل على إثباته قوله تعالى: {وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه}. [البقرة/ 143].

والناسخ له: قوله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره}. [البقرة/ 144].


(1) "المقدمات الأساسية" (ص212).
(2) "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص355).
(3) "الإحكام" (4/ 83).
(4) "نواسخ القرآن" (ص75).
(5) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 64).
(6) "المقدمات الأساسية" (ص235).
(7) صحيح ابن خزيمة (3/ 57).
(8) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 65)، "المحرر الوجيز" (ص120).
(9) "المقدمات الأساسية" (ص241).
(10) "المقدمات الأساسية" (ص242).
(11) "البرهان" (2/ 1298).
(12) حديث صحيح، متفق عليه، أخرجه البخاري (رقم: 342، 3164)، ومسلم: (رقم: 163) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(13) حديث صحيح، أخرجه الإمام أحمد (28/ 111، رقم: 16906)، وأبو داود (رقم: 2479)، والنسائي في "السنن الكبرى" (رقم: 8711)، والدارمي في مسنده (رقم: 2418)، وآخرون من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
(14) "تفسير ابن جرير" (3/ 120).
(15) "المقدمات الأساسية" (ص244).
(16) حديث صحيح: أخرجه الإمام أحمد (30/ 573 - 575، رقم: 18611، 18612)، والبخاري (رقم: 1816)، وأبو داود (رقم: 2314)، والترمذي (رقم: 2968)، والنسائي (رقم: 2168) ..
(17) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 64).
(18) "المقدمات الأساسية" (ص246).
(19) "المقدمات الأساسية" (ص247).
(20) حديث صحيح أخرجه مسلم (رقم: 534).
(21) حديث صحيح أخرجه البخاري (رقم: 757)، ومسلم (رقم: 535).
(22) "نواسخ القرآن" لابن الجوزي (ص98 - 100)، "الناسخ والمنسوخ" للنحاس (ص53)، "الإحكام" لابن حزم (4/ 107، 108)، "المقدمات الأساسية" (ص247 - 250).
(23) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 65).
(24) حديث صحيح، رواه الإمام أحمد (5/ 267)، وأبو داود (رقم 2870، 3565)، والترمذي (رقم: 2120)، وابن ماجه (رقم: 2713)، من طرق إلى أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
(25) "الرسالة" (ص: 108، 111، 222).
(26) "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 65)، "المحرر الوجيز" (ص120).

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[08 - 02 - 06, 03:48 ص]ـ
الفصل الرابع: طريق معرفة النسخ

قال الإمام القرطبي: "لمعرفة الناسخ طرق؛ منها: أن يكون في اللفظ ما يدل عليه، ومنها: أن يذكر الراوي التاريخ، مثل أن يقول: سمعت عام الخندق، وكان المنسوخ معلوما قبله. أو يقول: نُسخ حكم كذا بكذا. ومنها: أن تجمع الأمة على حكم أنه منسوخ، وأن ناسخه متقدم". باختصار (1).

ويمكن تلخيص معرفة النسخ بالطرق التالية:

1 - أن يأتي في لفظ النص ما يفيده صراحة:

ومثاله في لفظ الآية: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون}. [الأنفال/ 65].
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير