حتى أستطيع التقدم لامتحان التدريس العالي، لأن الشرق بدا لي أنه لا يرمن لي مستقبلاً.
وكان أستاذ الفيلولوجيا الكلاسيكية هناك هو الأستاذ ليو Leo المتخصص في اللاتينية، وسألتقي به بعد ذلك في اشتراسبورج ".
(المرجع نفسه ص21). وهنا درس العربية والحبشية على الأستاذ فلبي Philippi. وقد نصحه فلبي بالانتقال إلى جامعة برسلاو لحضور دروس الأستاذ بريتوريوس Praetorius. فسافر بروكلمن إلى بروسلاو في ربيع 1887. وحضر دروس بريتوريوس في العلوم الشرقية طوال فصلين دراسيين، وكذلك حضر دروس فرينكل Fraenkel في اللغات الشرقية، ودروس هلبرنت Hillebrant
في اللغات الهندية الجرمانية.
وبناء على نصيحتي فلبي وبريتوريوس انتقل بروكلمن في ربيع 1888 إلى اشتراسبورج لحضور دروس نولدكه،
" وعنده تعلمت الكثير جداً " كما قال
(المرجع نفسه ص23).
وفي الفصل الدراسي الأول حضر ـ إلى جانب دروس نولدكه في الشرقيات ـ دروس هوبشمن Hubschmann في اللغة السنسكريتية واللغة الآرمنية، ودروس دومشن Dumischen .J في اللغة المصرية القديمة.
" وكان الثلاثة يلقون دروسهم في منازلهم الخاصة.
وعند هوبشمن كان معي زميل متخصص في الفليولوجيا الكلاسكية ما لبث أن ترك الدراسة، ومع راهبين أرمنيين أرادا الحصول على الدكتوراة مع هوبشمن، وعند دومشن كان يلزامني يهودي غنيّ يدعي اشبيجلبرج Spieegelberg، حصل بعد ذلك على الدكتوراه من جامعة اشتراسبورج. لكني لاحظت مع الأسف أن دومشن كان لا يفهم من اللغة المصرية القديمة إلا القليل جداً، مع أن هذه اللغة هي السبب في حضوري عنده، ذلك أنه كان عالم آثار فقط. ولهذا تركت محاضراته بعد فصلين دراسيين. وعلى العكس من ذلك كان هوبشمن جذاباً ومثيراً. حتى إنني فكرت فترة من الزمن، في أن أتخصص في الدراسات الهندية الجرمانية، لكنه صرفني عن ذلك، لأن جميع الكراسي في الجامعات كانت مشغولة.
آنذاك بأساتذة شباب، ولهذا فإن هذا التخصص لم يكن يفتح على أفق واسع ".
وفي اشتراسبورج تعرف إلى مدير القسم الشرقي في المكتبة، وهو أوتينج Euting، ولم يكن أوتينج ـ فيما يقول بروكلمن ـ عالماً كبيراً، ولكنه استطاع القيام بمغامرة كادت تودي بحياته، في شبه الجزيرة العربية بحثاً عن نقوش عربية. وكان يلقي في بيته دروساً عن النقوش العربية والخط العربي. ويقول بروكلمن إنه يدين له بكونه يكتب خطاً جميلاً جداً.
http://www.pdfbooks.net/vb/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لتكبير الصورة< table id="ncode_imageresizer_warning_2" class="ncode_imageresizer_warning" width="662">http://majles.alukah.net/images/statusicon/wol_error.gif نقره على هذا الشريط لتصغير الصورهhttp://www.pdfshere.com/photos/index.php?action=getfile&id=138
وأمضى صيف 1890مدرساً خصوصياً في بيت العالم الفسيولوجي جلوتس Glots في منزله الريفي في نويدورف Neudorf.
وفي أول أكتوبر 1890عُيّن مدرساً في المدرسة البروتسنتية في اشتراسبورج أولاً تحت التمرين Probandes وبعد ذلك مدرساً مساعداً. وفي نفس الوقت واصل دراساته العربية. وبدعوة من نولدكه ـ وكان قد قرأ معه في شتاء 1888/ 9 القسم الأول من "ديوان لبيد" الذي نشره الخالدي في فيينا ـ نشر الترجمة الألمانية التي قام بها أنطون هوبر Anton Huber الذي توفي مبكراً، وبعد ذلك نشر القسم الثاني من هذا الديوان وما تبقى للبيد من شذرات وترجمه إلى الألمانية، مستنداً إلى دراسات تمهيدية أعدها هوبر، وهينرش توربكه، وصدر ذلك كله في 1891.
ولكنه ما لبث أن تبين له أن لا مستقبل له في هذه المدرسة الثانوية البروتستنتية. ولهذا قرر " أن يبحر على البحر غير المأمون لوظيفة مدرس مساعد Privatdozentur" ـ أي أن يعد نفسه للانخراط في التدريس الجامعي. ومن أجل هذا انتقل في نوفمبر 1892 إلى برسلاو وحصل على دكتوراه التأهيل للتدريس Habil.D.r. في 28يناير 1893برسالة عنوانها:
" عبد الرحمن أبو الفرج ابن الجوزي: تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار ـ بحث (في هذا الكتاب) وفقاً لمخطوط برلين" (رسالة دكتوراه التأهيل Habilitationisschrift، برسلاو، 1983).
¥