تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو ثم يسلم تسليمة يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يجلس إلا في السادسة ثم ينهض ولا يسلم فيصلي السابعة ثم يسلم تسليمة ثم يصلي ركعتين وهو جالس «"حديث صحيح" وقال أيضاً: أخبرنا هارون بن إسحاق عن عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن عائشة قالت:» كنا نعد لرسول الله ? سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل فيستاك ويتوضأ فيصلي تسع ركعات لا يجلس بينهن إلا عند الثامنة ويحمد الله ويصلي على النبي ? ويدعو بينهن ولا يسلم تسليماً ثم يصلي التاسعة ويقعد - وذكر كلمة يحوها - ويحمد الله ويصلي على نبيه ? ويدعو ثم يسلم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو قاعد «"حديث صحيح" فهذه الصفات كلها صفات صحيحة، فالمستحب للإنسان أن يأتي بها كلها في ليالٍ مختلفة فيوتر بهذا تارة وبهذا تارة ذلك لأن الأفضل فعل المستحب على جميع صفاته الواردة وكما ذكرت لك سابقاً أننا نطيل أحياناً في ذكر الأدلة بأسانيدها لأنها نور الكتاب وفرحته وقرة عينه وتاج رأسه وبركته فإنه لا خير في كتاب خلا عن الدليل والله المستعان.

ومنها: القراءة في ركعتي الفجر، فإن السنة فيها وردت على وجهين:-

الأول: أن يقرأ سوتي الإخلاص ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ? و ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? لحديث أبي هريرة ? قال» كان رسول الله ? يقرأ في ركعتي الفجر ?قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ? و ?قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ? «"رواه مسلم".

الثانية: أن يقرأ فيها بقوله تعالى ?قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا? (البقرة: من الآية136) وفي الثانية ?آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? (آل عمران: من الآية52) ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الفزاري يعني مروان بن معاوية عن عثمان بن حكيم الأنصاري قال أخبرني سعيد ابن يسار أن ابن عباس أخبره» أن رسول الله ? كان يقرأ في ركعتي الفجر ?قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا? والتي في آل عمران ?تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم? «وكل ذلك سنة صحيحة ثابتة، فالمستحب فعل هذا تارة وفعل هذا تارة لأن الأفضل فعل المندوب الوارد على جميع صفاته والله أعلى وأعلم.

ومنها: صفات الوضوء، فإنه قد ثبت عن النبي ? أنه توضأ ثلاثاً ثلاثاً ففي الصحيحين من حديث حمران» أن عثمان ? دعا بوضوءٍ فأفرغ على كفيه ثلاثاً فغسلها ثم تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثاً ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثاً ثم مسح برأسه ثم غسل رجله اليمنى ثلاثاً ثم اليسرى ثلاثاً ... الحديث «وثبت عنه أنه توضأ مرتين مرتين، ففي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن زيد» أن النبي ? توضأ مرتين مرتين «وثبت عنه أنه توضأ ثلاثاً في بعض ومرتين في بعضها، ففي الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد ?» أنه دعا بتور من ماءٍ فأدخل يديه في التور فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يديه فمضمض واستنثر من كف واحدة يفعل ذلك ثلاثاً، ثم أدخل يده فغسل وجهه ثلاثاً ثم أدخل يده فغسلهما مرتين مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده برأسه فأقبل بيديه وأدبر مرة واحدة ثم أدخل يده فغسل رجليه «وثبت عنه أيضاً أنه توضأ مرة مرة، ففي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال» توضأ النبي ? مرة مرة «وهذه الصفات كلها صحيحة ثابتة، فلا ينبغي للعبد إهمالها فالكل سنة وإن كان التثليث هو الأكثر لأنه غالب المنقول عنه ? ولكن ومع ذلك فالصفات الأخرى كلها صحيحة ثابتة فيفعل هذا تارة وهذا تارة لأن الأفضل فعل المندوب على جميع صفاته الواردة والله أعلى وأعلم.

ومنها: تكبيرات صلاة الجنازة فإنها عبادة وردت على صفات متنوعة، فثبت أنه صلى الله عليه وسلم كان يكبر أربعاً ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة ?» أن رسول الله ? نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى، فصف بهم وكبر أربعاً «ولهما عن جابر ?» أن النبي ? على أصحمة النجاشي فكبر أربعاً «وثبت عنه ? أنه كبر أحياناً خمس تكبيرات، ففي صحيح مسلم من حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: كان زيد بن ثابت يكبر على جنائزنا أربعاً وإنه كبر على جنازة خمساً فسألته فقال» كان رسول الله ? يكبرها «وقد ثبت عن علي وعن بعض الصحابة أنهم كانوا يكبرون أحياناً ستاً لاسيما إذا كان الميت له سابقه في الإسلام وزيادة فضل فقد روى البيهقي في سننه أن علي بن أبي طالب صلى على سهل بن حنيف فكبر عليه ستاً وقال: (إنه بدري) وإسناده صحيح. وروى الدارقطني في سننه» أنه ? كان يكبر على أهل بدرٍ ستاً وعلى غيرهم من الصحابة خمساً وعلى سائر الناس أربعاً «"وإسناده صحيح ورواه البيهقي والطحاوي أيضاً" قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وذكر سعيد بن منصور عن الحكم بن عتيبة أنه قال: كانوا يكبرون على أهل بدر خمساً وستاً وسبعاً وهذه آثار صحيحة فلا موجب للمنع منها والنبي ? لم يمنع ما زاد على الأربع بل فعله هو وأصحابه من بعده) ا. هـ. قلت: وهو الصحيح إن شاء الله تعالى فالكل سنة ثابتة وعلي ? من الخلفاء الأربعة الذين أمرنا بالإقتداء بهم والأخذ بسنتهم لحديث» فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .... الحديث «"وهو حديث صحيح" فحيث ثبت ذلك فالأخذ به كله هو الحق في هذه المسألة فالتنويع بين ذلك هو السنة فيصلي بهذه الصفة تارة وبهذه تارة وهكذا لا سيما إذا كان الميت من أهل الفضل أو كان له أثر زائد في الإسلام من حربٍ شهدها ونحو ذلك، وقلنا باستحباب هذا التنويع لأن الأفضل فعل المستحب على جميع صفاته الواردة والله ربنا أعلى وأعلم. وعلى ذلك فقس والخلاصة أن المندوبات إذا وردت على صفات متنوعة فالأفضل فعلها على جميع صفاتها الواردة والله ربنا أعلى وأعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير