ورفض التقليد! ويتحدث الأستاذ محمد حامد الناصر عن بعض شذوذات العصرانيين في ميادين الفقه فيقول: «لقد خرج العصرانيون علينا بفقه غريب
شاذ يريد تسويغ الواقع المعاصر لإدخال كثير من القيم الغربية في دائرة الإسلام؛ ذلك أن موقفهم من النصوص الشرعية عجيب؛ فإذا كانت الآية واضحة
الدلالة والأحاديث النبوية المتواترة قالوا: إن هذه النصوص كانت لمناسبات تاريخية لا تصلح لعصرنا الحاضر، وإذا كانت أحاديث آحاد قالوا لا يؤخذ من خبر الآحاد تشريع ولا تبنى عليه عقيدة، أو ألغوا بعض الأحاديث الصحيحة بحجة أنها سُنَّة غير تشريعية، ثم يتهمون الفقهاء بالجمود وضيق الأفق!!، إن هذه التجاوزات لو أخذ بها لن تترك من ثوابت الإسلام شيئاً إلا وحاولت مسخه أو تشويهه.
ومن شذوذاتهم:
1 – رفضهم تطبيق الحدود التي فيها رجم أو قتل أو قطع عضو إلا بعد الإصرار والمعاودة والتكرار، ويأتون بِشُبَهٍ من هنا وهناك.
2 – إباحتهم الربا في البنوك بحجة الحفاظ على اقتصاد البلاد، وأنَّ الربا المحرم عندهم هو الربح المركب.
3 – موقفهم من المرأة، والدعوة إلى تحريرها بزعمهم، ودعوتهم لها إلى محاكاة المرأة الغربية في عاداتها، وإلى الثورة على الحجاب الشرعي وتعدد الزوجات.
4 – أحكام أهل الذمة: كما يرى العصرانيون أن أحكام أهل الذمة كانت لعصر غير عصرنا وهي الآن لا تناسب عصرنا!!» ().
ويوضح الأستاذ الناصر مفهومهم للتجديد والتطوير قائلاً: «إن مزاعم التجديد التي رفع هؤلاء لواءها كشفت الحقيقة جلية وهي أن التجديد لديهم يعني تطوير الدين على طريقة عصرنة الدين عند اليهود والنصارى». ولذلك فإن التجديد عندهم يعني: هدم العلوم المعيارية: أي علوم التفسير المأثور وأصوله، وعلم أصول الفقه، وعلم مصطلح الحديث ويعني: رفض الأحاديث الصحيحة جزئياً أو كلياً بحجة ضرورة ملاءمتها لعقولهم ولمصلحة الأمة، وظروف العصر الحاضر، ويعني: رفض السنة غير التشريعية أي: فيما يخص شؤون الحكم والسياسة وأمور الحياة والمجتمع عموماً، التجديد عندهم يعني: الانعتاق من إسار الشريعة إلى بحبوحة القوانين الوضعية، التي تحقق الحرية والتقدم، ولذلك هاجموا الفقه والفقهاء بلا هوادة.
– الاجتهاد والتجديد عندهم يعني: تحقيق المصلحة وروح العصر.
مما سبق يتبين خطر هذه البدعة الجديدة وأن أصلها مسايرة الواقع والانهزامية أمام ضغطه مصحوباً ذلك بالجهل بالإسلام أحياناً، وبالهوى والشهوة أحياناً كثيرة.
إنَّ الدَّاعِيَة الذي تظهرُ عليه مظاهر مسايرة الواقع يفقد مصداقيته عند نفسه وعند الناس، وإن لم يتدارك نفسه فقد ييأس ويخسر ويترك الدعوة وأهلها؛ إذ كيف يساير الواقع من هو مطالب بتغيير الواقع وتسييره؟! وكلما كثر المسايرون كثر اليائسون والمتساقطون؛ وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف الدعوة وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
??????
(10)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
يتقن المحاورة وآدابها
لابدَّ للداعية في حياته الدعوية من محاورة ومجادلة ومناظرة ومحاجة .. وإتقان الدَّاعِيَة – المخلص لله والمتبع لرسوله @ – للحوار وأصوله وآدابه سببٌ من أسباب نجاحه وقبول دعوته .. وربما يكون هذا الدَّاعِيَة – ممن قل حظه من العلم لكنْ – لجودة حواره، وحسن أدبه فيه، يوفق في دعوته ...
فما الحوار؟ وما أصوله؟ وما آدابه؟ وما غايته؟
الحوار والمحاورة: المرادة في الكلام، ومنه التحاور، وقد وردت هذه
المادة في كتاب الله بهذا المعنى في ثلاثة مواضع؛ موضعان في سورة الكهف
في محاورة الرجلين الشاكر لنعمة الله, والكافر لها ? ??????? ???????????? ?????? ????????????? ? [الكهف:34]، وقوله: ? ????? ????? ?????????? ?????? ????????????? ? [الكهف:37]، والموضع الثالث في سورة المجادلة قال تعالى: ? ???? ?????? ???? ?????? ??????? ??????????? ??? ????????? ???????????? ????? ???? ?????? ???????? ??????????????? ? •??? ???? ??????? ??????? ??? ? [المجادلة:1].
ومن أهم أصول الحوار ():
الأصل الأول: سلوك الطرق العلمية والتزامها، ومن هذه الطرق: تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى، وصحة تقديم النقل في الأمور المنقولة.
الأصل الثاني: سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض؛ فالمتناقض ساقط بداهة.
¥