تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأدلُّ شيءٍ عَلَى أهميةِ العنايةِ بالقلب وأحوالهِ قولُه @: «أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ» ().

وفي الأثرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «الْقَلْبُ مَلِكٌ، وَلَهُ جُنودٌ فَإذا صَلَحَ المَلِكُ صَلَحَتْ جُنُودُهُ وإذا فَسَدَ المَلِكُ فَسَدَتْ جُنُودُهُ» ().

كمَا أنَّهُ فيهِ غفلةٌ عن سير الصحابة والتابعين والعلماء المحققين الذين كانت لهم عناية عظيمة بجانب الإخلاص والصدق والخوف من الرياء والنفاق.

قال البُخاريُّ في صَحيحهِ (): بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لا يَشْعُرُ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ: مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: أَدْرَكْتُ ثَلاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ @ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ، وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ: مَا خَافَهُ إِلا مُؤْمِنٌ وَلا أَمِنَهُ إِلا مُنَافِقٌ وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: ? ?????? ????????? ?????? ??? ????????? ?????? ??????????? ? [آل عمران:135].

قال ابنُ رَجَبَ: «كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر كما تقدم أنَّ دسائس السوء الخلفية توجب سوء الخاتمة» ().

وتجد عند بعض هذا الصنّف من الجرأة في إظهار النفس، وحب الشهرة ما يعجب منه الناظر وقد قالَ إبراهيمُ بنُ أدهم: «مَا صَدَقَ اللهَ عَبْدٌ أحبَّ الشهرة» ():

- فمنهم من يسجل تلاوته ليُعرف ().

- ومنهم من يكتب ويؤلف ليشتهر.

- وربما يحزن هذا الصنف إذا رأى فلاناً يحضر عنده المئات والألوف من النّاس، وهو لا يحضر عنده إلاّ عددٌ قليل، وربما وَقَعَ في الحسد المحرم، ورُبّما استعدى عليه الولاة كما وقع ذلك من خصوم شيخ الإسلام

ابنِ تيمية قال الشيخُ بكر أبو زيد مبيناً ذلك: «ولمَّا بلغ ~ الثانية والثلاثين من عمره وبعد عودته من حجته، بدأ تعرضه ~ لأخبئة السجون، وبلايا الاعتقال، والترسيم عليه – الإقامة الجبرية –. خلال أربعة وثلاثين عاماً، ابتداء من عام 693 إلى يوم وفاته في سجن القلعة بدمشق يوم الاثنين 20/ 11/ 728، وكان سجنه سبع مرات: أربعٌ بمصر بالقاهرة وبالإسكندرية، وثلاث مرات بدمشق، وجميعها نحو خمس سنين، وجميعها كذلك باستعداء السلطة عليه من خصومه الذين نابذ ما هم عليه في الاعتقاد والسلوك والتمذهب عسى أنْ يفتر عنهم، وأنْ يُقصر لسانه وقلمه عمَّا هم عليه، لكنه لا يرجع» ().

- وهذا المُعجب لا يقنع بأن يكونَ عضواً في لجنة بل لابدَّ أن يكون رئيساً يرجع إليه في هذه اللجنة، فليتنبه الدعاة الفضلاء الذين يتنافسون على رئاسة المراكز الإسلامية لهذا المدخل على قلوبهم، والذي ربما كان على حساب دينهم وقلوبهم، وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ إبراهيم الكَرْجيّ () يَقولُ لسبط أخيهِ – والنّاس ينتابون بابه على طبقاتهم لسؤدده –: يا أسفي على ابني أبي القاسم سَالَ بهِ السيلُ أينَ هُوَ – والحالة هذه – مِنْ دِينهِ؟ وكان يقولُ إذا خلا بهِ: يا بني عليك بدينك فإن خَفْقَ النّعالِ خَلْفَ الإنسان وعلى بَابِ دَارهِ مَعَاول تهدم دينه وعقله ().

- ورأيه هو الصواب المعتمد، ورأي غيره خطأ دائماً.

- وأيّ كتابٍ أوْ مَقال يُعْرضُ عليه: ضعيف!.

- وأي محاضرة: هزيلة!.

- وأيّ عالمٍ أو طالبِ علمٍ أو داعيةٍ: منهجه كيتَ وكيت .. !، عنده قصور في كذا وكذا .. ! مِنْ غيرِ عَدلٍ ولا نَصَفة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير