قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تفسير قوله تعالى: ? •??? ?????•?????? ????? ??•??? ???????? ?? ???????? ?????? ???? ???? ??????????????? ????? ? [النحل:120]: «"إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً" لئلا يستوحش سالك الطريق من قلة السالكين،" قَانِتاً لِلَّهِ" لا للملوك ولا للتجار المترفين، "حَنِيفاً" لا يميل يميناً ولا شمالاً كفعل العلماء المفتونين، "وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" خلافاً لمن كثر سوادهم وزعم أنه من المسلمين» ().
قال بعضُ السلف: «عليك بطريق الحق، ولا تستوحش لقلة السالكين، وإياك وطريق الباطل!، ولا تغتر بكثرة الهالكين».
قال ابنُ القيم: «وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق، واحرص على اللحاق بهم، وغض الطرف عمن سواهم فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك، وقد ضربتُ لذلك مثلين فليكونا منك على بال: المثل الأول رجل خرج من بيته إلى الصلاة لا يريد غيرها فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس فألقى عليه كلاما يؤذيه فوقف ورد عليه وتماسكا فربما كان شيطان الإنس أقوى منه فقهره ومنعه عن الوصول إلى المسجد حتى فاتته الصلاة وربما كان الرجل أقوى من شيطان الإنس ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول وكمال إدراك الجماعة فإن التفت إليه أطمعه في نفسه وربما فترت عزيمته فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي والجمز بقدر التفاته أو أكثر فإن أعرض
عنه واشتغل بما هو بصدده وخاف فوت الصلاة أو الوقت لم يبلغ عدوه منه ما شاء.
المثل الثاني الظبي أشد سعيا من الكلب ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه فيدركه الكلب فيأخذه.
والقصد أنَّ في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد ويحث على السير والتشمير للحاق» ().
الدَّاعِيَة البَصِير .. يتيقن أن الكثرة لا تستلزم الصواب والحق .. ولا يغتر بقول الجاهلين: لو كان هؤلاء على حق لم يكونوا أقل الناس عددا، فإنّ الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يُعرفون بالحق، ومن جميل ما وقفتُ عليه في هذا الباب قول الشاطبيّ في كتابه القيّم "الاعتصام" (): «وكنتُ في أثناء ذلكَ قد دخلتُ في بعضِ خطط () الجمهور من الخطابة والإمامة ونحوها، فلمّا أردتُ الاستقامة على الطريق، وجدتُ نفسي غريباً في جمهور أهل الوقت لكون خططهم قد غلبت عليها العوائد، ودخلت على سننها الأصلية شوائب من المحدثات الزوائد، ولم يكن ذلك بدعا في الأزمنة المتقدمة فكيف في زماننا هذا فقد روى عن السلف الصالح من التنبيه على ذلك كثير كما روى عن أبي الدرداء أنه قال لو خرج رسول الله @ عليكم ما عرف شيئا مما كان عليه هو وأصحابه إلا الصلاة ..... إلى ما أشبه هذا من الآثار الداله على أن المحدثات تدخل في المشروعات، وأن ذلك قد كان قبل زماننا وإنما تتكاثر على توالى الدهور إلى الآن، فَتَردد النظر بين أن أتبعَ السنة عَلى شرط مخالفةِ ما اعتاد الناسُ؛ فلا بدَّ من حصولِ نحوٍ مما حَصَلَ لمخالفي العوائد – لاسيما إذا ادعى أهلُها أنَّ مَا هُم عليه هو السنة لا سواها – إلا أنَّ في ذلك العبء الثقيل ما فيه من الأجر الجزيل، وبين أن أتبعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح، فأدخلُ تحتَ ترجمة الضُّلاّلِ – عائذا بالله من ذلك – إلا أني أوافق المعتاد، وأعد من المؤالفين لا من المخالفين، فرأيتُ أنَّ الهلاكَ في اتباع السنة هو النجاة، وأنَّ النّاس لن يغنوا عني مِنْ اللهِ شيئاً ... ».
??????
(16)
الدَّاعِيَة البَصِير ..
يقابل الضعف بالقوة
وهو بهذا يمتثل قوله تعالى: ???????? ???? ????????????? ???????? ????????????? ??? ????? ?????????? ????????? ? [البقرة:63].
? ??????? ???? ????????????? ???????? ????????????? ? ? [البقرة: 93].
? ??????????? ????? ??? ??????????? ??? ????? ?????? ????????•? ??????????? ???????? ?????? ????????? ???????? ? [الأعراف:145].
? ??????????? ???? ??????????? ???????? ? ? [مريم:12].
– قَالَ سعيدُ بنُ المُسَيَّب ~: «مَا لقيتُ النَّاسَ منصرفين مِنْ صلاةٍ منذُ أربعينَ سنة» ().
– وقَالَ أيضاً: «مَا دَخَلَ عليّ وقتُ صلاةٍ إلاّ وقد أخذتُ أهبتها، ولا دَخَلَ عليّ قضاء فرضٍ إلاّ وأنا إليه مشتاقٌ».
¥